الوقت- تتجدد القطاعات الإنتاجية في المجتماعات الحديثة مع تبدلات تطرأ على المحيط الذي تعمل فيه هذه القطاعات، والفن كأحد هذه القطاعات تطور وتبدل وتكيف حسب المكان والزمان الذي أنتج وينتج فيه.
فقد اتبعت فنون كثيرة طرقاً جديدة ومختلفة في التطور، معظمها مبني على نمط الحياة المعاصرة. هذا النمط مهد للتطور السريع في المجالات العلمية والتكنولوجيا الحديثة، الأمر الذي أدى إلى تبدلات في معايير الذائقة الجمالية المتجددة بإستمرار.
واليوم يستعين صناع الأفلام في هوليوود التي تعتبر الأكثر ابداعاً والأٌقدم في هذا المجال بأكثر من تقنية في صناعة أفلامهم، أشهرها تقنية استخدام النموذج المصغر، وتقنية التقاط الحركة في الكثير من الأعمال الجديدة بشكل كبير ولافت انتقل بالفن إلى مرحلة جديدة ونوعية.
وباعتبار الفن والتكنولوجيا اتحاد قد يبدو غريبا الا انه أصبح واقعا في يومنا الحالي. هذا الفن يبرز العديد من الأفكار المختلفة التي تجمع بينه وبين والعلوم الحديثة الواسعة الانتشار في عصرنا الحديث. هذا النوع من الفن يشمل كل الممارسات التي تستخدم الإلكترونيات كعنصر في العمل الفني، ومثال على ذلك هو استعمال جهاز الروبورت الآلي، فهذه الفئة تقحم التكنولوجيا بشكل واضح بغض النظر عن دورها كوسيلة أو عنصر في العمل الفني، وهذا غير الذي تعود عليه الإنسان في التسعينيات من القرن الماضي من أشكال الفن المختلفة التي تتعاون مع التكنولوجيا الحديثة بصفتها وسيطاً مثل فن الفيديو.
وقد أصبحت هذه التوجهات حلقة الوصل بين مجالي الفن والتكنولوجيا، حيث أصبح الإنترنت نقطة هامة جدا في عالم الفن الحديث، كما هو حال أنواع أخرى من التكنولوجيا التي لعبت دوراً مهماً في الفن الحديث كفن الفيديو، وألعاب الكمبيوتر، والهواتف وغيرها من الأنظمة التكنولوجية المنتشرة في العالم، وهذا بالطبع خطوة جديدة في عالم الفن وتاريخه.
وحديثاً مكنت الطفرة التقنية والتمرس البشري في العالم الافتراضي هوليود من تسخير هذه العلوم لصالح الفنون، فلم يعد يصعب على صناع أفلام هوليود تصوير مشاهد كانت مستحيلة ومجرد التفكير فيها كان وكأنه ضرب من الجنون، فبإمكان هوليود اليوم تصوير مشهد لآلاف من الناس لكنهم في الحقيقة أربعة.
والأغرب من ذلك هو أن بعض الأفلام تمكنت من استكمال تصوير مشاهد لأبطالها حتى بعد وفاتهم.
ويتم تطوير شخصيات الأفلام في الواقع الافتراضي، حيث يتم مسح الوجه بكامل تفاصيله عن طريق منصة الإضاءة ثم يؤدي الممثل دوره في موقع تصوير مزيف، ويتم لاحقا التقاط حركاته وتعابير وجهه بأدق تفاصيلها ونقلها إلى العالم الافتراضي.
وهنا يجدر الإشارة إلى أن البعض لا يزال يعتبر أن المشاهد الواقعية التي تنتج بالتصوير المباشر والخالية من اي تقنيات ومؤثرات تفنية وخارجية حديثة تجذب وتمثل الواقعة كما هو وتبعث بالمشاهد ليندمج في ما يشاهد اكثر باعتباره اقرب للواقع وللحياة التي يعيشها.
إلا أنّ البعض الآخر يعتبر أن التكنولوجيا الحديثة أدخلت على الفن مزايا جديدة ساعدت في بناء النص الذي يعتبر العامود الفقري لأي عمل فني، إذ أنها تساهم في دمج مشاهد الخيال العلمي والمشاهد صعبة التنفيذ مع المشاهد الاقعية والكلاسيكية القديمة ما يسمح للكاتب والمنتج باطفاء وايجاد الكثيرمن التجديد والابتعاد عن تكرار والروتين وفي المقلب الآخر يساعد المشاهد على تطوير خياله واندماجه في عوالم جديدة ربما لم يحلم بها من قبل.
وهنا تبقى الكلمة الأخيرة في حسن او سوء استخدام التكنولوجيا في الأعمال الفنية رهن ما تحصده في سوق التذاكر ودور السينما والفن، باعتباره المعيار الذي تقاس فيه نجاحات أي عمل فني اليوم.