الوقت- تناول موقع "راند" الأمريكي في مقال له على لسان الكاتبين "سيث جونز" و "جيمس دوبينس" الوضع الحالي الذي أمسى عليه تنظيم "داعش" الإرهابي وكيف أن هذا التنظيم البائد والمنهار لا يزال يعد أكبر تهديد على بلاد العم سام.
فقال الموقع: إن مسؤولاً كبيراً في إدارة ترامب قال في وقت لاحق من هذا الشهر، إن وزير الخارجية الأمريكي "ريكس تيلرسون" يعتزم استضافة اجتماع يضم 68 دولة في واشنطن لمناقشة الخطوات المقبلة من قبل التحالف لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي. ويأتي ذلك فيما تنظيم "داعش"، الذي كان يعد دولة فعلية من ناحية الأرض والسكان، على وشك الانقراض، لكنه وحتى الآن لا يزال يشكل خطراً على أمريكا وأجزاء كثيرة من العالم.
ويضيف: فمنذ عام 2014، انخفضت سيطرة التنظيم على الأرض بشكل كبير حيث كان التنظيم يسيطر على 80 في المئة في العراق و 56 في المئة في سوريا، وفقا لتقديراتنا، فتنظيم "داعش" الإرهابي أيضاً ببطء، ولكن بثبات، يفقد السيطرة على أكبر مدينة متبقية له في العراق وهي الموصل، وعاصمته، الرقة، حيث تم عزله هناك وبات ينتظر الهجوم عليه، ناهيك عن أن تدفق المقاتلين الأجانب إلى المنطقة بلغ ذروته في عام 2016، لكنه قد تقلص بشكل كبير الآن، فقد قتل وألقي القبض على الآلاف من مقاتلي التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا.
وتابع الموقع بالقول: لكن وعلى الرغم من هذه النجاحات، وانهيار ما يسمى الخلافة والدولة الإسلامية لا يلغيها كمنظمة أو غيرها من الجماعات السلفية الجهادية، والتي من المرجح أن تستمر لسنوات، "قل لي كيف ينتهي هذا" هذا هو السؤال الذي طرحه الجنرال ديفيد بترايوس في عام 2003، بعد أن هجمت القوات الأمريكية على العراق، وهذا السؤال هو وثيق الصلة اليوم.
وتابع الموقع بالقول: إنه وعلى مدى العامين الماضيين، فإن "الدولة الإسلامية" التي قامت بعدد متزايد من الهجمات الإرهابية من باريس وبرلين إلى اورلاندو ونيويورك هي اليوم في حالة تقلص في الأماكن التي نصبت نفسها عليها في العراق وسوريا، وفي الوقت الحاضر، تشمل البصمة العالمية لتنظيم "داعش" في ثماني محافظات رسمية خارج الخلافة الأساسية في العراق وسوريا، فالعشرات من الجماعات الطامحة موجودة اليوم وعشرات الآلاف من الأفراد يعيشون في وحيها وهي تخرج أحيانا عبر آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية.
وقال الموقع: إن تحرير الموصل والرقة هي خطوة أولية مهمة في التقليل من التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش"، فهذا التنظيم من المرجح أن يفقد كمية كبيرة من جاذبيته، دون وجود قاعدة إقليمية آمنة له للعمل فقد يكون من الصعب عليه بعد الآن تنظيم هجمات خارجية، ومع ذلك، فإن تنظيم "داعش" هو مثل تنظيم القاعدة قبل ذلك، سوف يستمر بالسعي إلى بسط نفوذه مرة أخرى بعد أن يفقد قاعدته الرئيسية، فهؤلاء المقاتلين الأجانب الذين لم يتم قتلهم في العراق وسوريا، سوف يعودون إلى أوطانهم، أو سيتدفقون إلى ساحات المعارك الارهابية الجديدة، أي إن مؤيدي تنظيم "داعش" في العراق وسوريا سيسعون لإعادة تجميع وتجديد الحرب باللجوء إلى تكتيكات حرب العصابات، وسوف يستمر تنظيم "داعش" بتنظيم حملة أيديولوجية على شبكة الانترنت ومواقع وسائل التواصل الاجتماعية بغية التشجيع على الهجمات المتطرفة.
وقال الموقع: إن ظهور تنظيم "داعش" هو نتيجة ثانوية للتدخل الأمريكي في العراق فغزو العراق عام 2003 أدى إلى تحول التوازن السياسي في البلاد بعيداً عن الأقلية السنية التي كانت مهيمنة في السابق وترك السنة الساخطين، على غير هدى، مهيئين للتطرف، وشهد عام 2011 انسحاب القوات الأمريكية من العراق وفتح حرب أهلية في سوريا المجاورة، ومع ظهور تلك الحرب في سوريا نشط تنظيم القاعدة في العراق، وفي وقت قريب أعاد تسمية نفسها بـ "الدولة الإسلامية".
واستطرد الموقع بالقول إن كلاً من جورج بوش وباراك أوباما أعلنا أن حروبهم في العراق قد انتهت، ولكن في واقع الأمر الحروب لا تنتهي بالقرارات، وسيكون من المهم أن الإدارة الجديدة في واشنطن لا ترتكب هذا الخطأ مرة ثالثة، فلن يهزم "داعش" حتى تتمكن القوات المحلية من تأمين الأراضي المحررة، وإدارة هذه المناطق، وهذا يجب أن يحدث ليس فقط في العراق وسوريا، ولكن في الأراضي الأخرى حيث ينشط تنظيم "داعش" الإرهابي والتي تشمل أفغانستان ونيجيريا وليبيا ومصر.