الوقت - يعيش الكيان الاسرائيلي حالة من الهلع والهستيريا جراء تهديدات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله باستهداف حاويات الامونيا ومفاعل ديمونا الذري في حال اقدام الكيان على أي حرب جديدة على لبنان.
ولا تزال ردود الافعال على خطاب الامين العام لحزب الله تتوالى مع أنه قد مرّ عليه أكثر من شهر. وذلك يشير الى أهمية الخطاب الاخير وتأثيره الكبير على قرارات صناع القرار في الكيان الاسرائيلي الذي دفعهم الى صرف النظر من الاقدام على أي حرب عسكرية جديدة في لبنان.
الا أن العالم بالكيان الاسرائيلي وتاريخه، يعي تماماً عدم قدرة هذا الكيان على الاستمرار في التعايش مع تهديد حزب الله القادم من الشمال، إن كان على الصعيد الإستراتيجيّ أوْ التكتيكيّ، كما أنّ تل أبيب تؤكّد مرّةً تلو الأخرى، أنّه لا يُعقل أن يبقى مواطنيها أسرى ورهائن "لنزوات حزب الله، وتهديدات أمينه العام".
وأمام هذه الوقائع، تتبادر الى الاذهان عدة أسئلة من بينها التالي: لماذا لم تندلع الحرب بين الكيان الاسرائيلي وحزب الله حتى الان، مع انه في أوقات سابقة أقدم الكيان على ضرب شاحنات قال إنها تابعة لحزب الله في الاراضي السورية تحمل أسلحة استراتيجية كاسرة للتوازن بين الطرفين؟ ولماذا لا يقوم الكيان الاسرائيلي بضرب هذه الشاحنات في الاراضي اللبنانية؟
هذان السؤالان أجاب عليهما، أليكس فيشمان، مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، حيث قال "إنّ استهداف شحنات الأسلحة المُعدّة لحزب الله في سوريا، يمسّ بالسيادة السوريّة مسًّا سافرًا، ولكنّ الدولة السوريّة باتت دولةً ضعيفةً".
وفيما يخص استهداف اسلحة المقاومة ومواقعها في لبنان قال "إنّ الهجوم على المواقع يتّم في المناطق التي تُريح المُهاجم، ولا تؤدّي لاندلاع حربٍ شاملةٍ، وهذا هو السبب في اختيار سوريا كهدفٍ وليس لبنان".
وفيما يخص تأخر الحرب بين الطرفين، قال بعض كبار المسؤولين في المنظومة الأمنيّة في تل أبيب "إن الجيش الإسرائيليّ، بات جاهزًا ومُستعدًا لحرب لبنان الثالثة، ولكنّ المُستوى السياسيّ لم يبلغ حتى الآن درجة النضوج لإصدار الأوامر للجيش ببدء العدوان على لبنان".
وتابعت القيادات الاسرائيلية ذاتها قائلةً "إنّه في حال قيام إسرائيل باستهداف مواقع لحزب الله في العمق اللبنانيّ، فإنّ هذا الأمر سيكون بمثابة مؤشرٍ على استعداد الدولة العبريّة للجولة القادمة من الحرب، والتي يُشدّد كبار المسؤولين في تل أبيب، على أنّها ستكون الحاسمة".
وأكدت هذه القيادات "أنّ على إسرائيل اعتبار لبنان دولة عدو يجب استهدافها كلّها في المرة القادمة، ولا يجب اقتصار الهجوم على حزب الله، وذلك بعد تصريحات الرئيس اللبنانيّ، العماد ميشيل عون، الذي أكّد مؤخرًا على أنّه "طالما هناك ارض تحتلها إسرائيل التي تطمع أيضًا بالثروات الطبيعية اللبنانيّة، وطالما أنّ الجيش اللبناني لا يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة إسرائيل، فنحن نشعر بضرورة وجود سلاح حزب الله، لأنّه مكمل لعمل الجيش ولا يتعارض معه، بدليل عدم وجود مقاومة مسلحة في الحياة الداخلية".
كلام الرئيس عون ودعمه للمقاومة في وجه الكيان الاسرائيلي، دفع الرأي العام الاسرائيلي الى اعتبار ان الدولة اللبنانية جيشاً وشعباً وحكومة قد انضموا بشكل رسمي الى الحرب ضدّ "إسرائيل"، الأمر الذي دفع العديد من السياسيين والعسكريين والمُحللين إلى اعتبار الدولة اللبنانيّة هدفًا مشروعًا للعدوان القادم.
وكشفت هذه القيادات "أن الجبهة الداخليّة للكيان الاسرائيلي هي الخاصرة الضعيفة، وبناءً على ذلك، تزاحمت الورش داخل عمق أراضي الدولة العبريّة لناحية توسيع الملاجئ وزيادة عددها، وتجهيزها لمواجهة قدرات تدميرية اكبر وعلى فترات زمنية أطول. كما أصبح واردًا وبنسبةٍ كبيرةٍ لدى قادة إسرائيل تنفيذ إخلاء كامل لمناطق واسعةٍ، بهدف إبعاد تأثير خطر صواريخ حزب الله أوْ خطر اختراقات وحداته الخاصة عن هذه المناطق وعن سكانها".
اذن، وأمام هذه التصاريح، والتهديدات العلنية من الطرفين، أصبح واضحًا للجميع في الكيان الاسرائيلي ولدى المُقاومة الإسلاميّة في لبنان أنّ المُواجهة القادمة بين الطرفين هي مسألة وقت، ويبقى السؤال الى ذلك الحين: كيف ستدق هذه الساعة؟!