الوقت- مع اقتراب موعود محاكمة آية الله الشيخ عيسى قاسم من قبل القضاء البحريني، حذر علماء البحرين نظام آل خليفة من تبعات اعتقال الشيخ عيسى قاسم، حيث يرى العلماء أن محاكمة سماحة الشيخ قاسم هي محاكمة للهوية الدينية والوطنية، وأن أي مساس به سيجعل الأمور تخرج عن السيطرة.
14 آذار/مارس، هو التاريخ الذي حدده نظام آل خليفة لمحاكمة آية الله عيسى قاسم، والذي يتزامن مع تاريخ دخول قوات درع الجزيرة لقمع التظاهرات الشعبية في البحرين.
ويرى الشعب البحريني أن نظام آل خليفة من خلال محاكمته آية الله قاسم يكون قد حاكم الوجود الشيعي، لأن التهم الموجهة لسماحته تتعلق بمحاكمة فريضة الخمس وهي إحدى الفرائض الدينية، كما يشكك الشعب بنزاهة المحكمة البحرينية لأنها مسيسة، ولن تصدر حكم البراءة لسماحته، مما سيأجج الصراع بين السلطات البحرينية والشعب ويؤدي إلى اندلاع المواجهات، وستبدأ مرحلة جديدة لا أحد يعلم إلى أين ستأخذ البلاد.
العلماء يحذرون النظام البحريني من المساس بآية الله قاسم
حذّر ممثل آية الله الشيخ عيسى قاسم، الشيخ عبدالله الدقاق، السلطات البحرينية من أن الإقدام على اعتقال الشيخ قاسم سيقود الى حمام من دم في البحرين وستؤول الأمور الى ما لا تحمد عقباه.
وفي حوار مع وكالة تسنيم الإيرانية، قال الشيخ الدقاق " هناك التفاف جماهيري كبير حول الشيخ واستهداف آية الله قاسم خطوة تعبر عن زلزال وبركان مدوي وما بعد الاستهداف ستكون خياراته مفتوحة وما بعد الاستهداف يختلف عما قبل الاستهداف، وسننطلق الى مرحلة اخرى لا يحسن الافصاح عنها الآن".
وتابع الشيخ الدقاق بالقول إن النية لدى السلطة "أن تدين الشيخ بالسجن وتحكم باخراج الشيخ حسب معلوماتنا، ولكن يبدو أن الحركة الجماهيري والشعبية كبيرة جدا والضغوط كبيرة جدا وقد تتغير المعادلة وسيحسم شعبنا الأبي والكبير في البحرين هذه المعادلة وسيغير الموقف".
وأضاف أن الحديث عن تنسيق بحريني تركي، لنفي سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم الى تركيا، هو كلام نُشر على مواقع إخبارية، وإن من شأن إرادة الشعب أن تكون أكبر من هذه الخطوة فيما لو أرادوا تنفيذها.
وختم الشيخ الدقاق حديثه بالقول إن "بريطانيا والسعودية تدفعان باتجاه حسم الأمور وازالة "رأس الفتنة" حسب تعبيرهم، ولكن سيصطدمون بصخرة الواقع".
من جانبه طالب آية الله الشيخ بشير النجفي سلطات البحرين بالتراجع عن قراراتها التصعيدية، كما أدان استهدافها للشيخ قاسم.
وقال الشيخ النجفي :"على الحكومة البحرينية التراجع عن قراراتها التصعيدية خصوصاً ما يتعلق بأمر آية الله الشيخ عيسى قاسم حفظه الله فذلك هو ما يحفظ الأمن لمنطقة الخليج "الفارسي"، لا نتمنى توريط المنطقة بما لاينفع الاعتذار عنه بعد ذلك".
وأضاف: "على الحكومة البحرينية أن تعي أن المساس بالقيادات الدينية العليا يتعدى حدود دولة البحرين أمّن الله أهلها، فان من حق أصحاب الحقوق حماية أنفسهم ومكتسباتهم وعند ذلك فلا يلومن المفتعل إلا نفسه والسلام".
أما سماحة آية الله الشيخ جعفر سبحاني فأعلن استعداده للاعتصام عند دار آية الله الشيخ عيسى قاسم، من أجل حماية الأخير وصيانة داره.
وقال الشيخ سبحاني: "حفظ الثورة بأن تكون حيّة في القلوب، في الأرواح، في الجماعات، ولكن بشكلٍ لا يؤدّي إلى استنزاف القوى، ولكن حفظ الشيخ ودار الشيخ أمرٌ لازم، أنا لو كنت في البحرين: ذهبت وقعدت حول بيته حفظه الله إن شاء الله".
كما أدان سماحة آية الله الشيخ حسن نوري همداني خطوة النظام البحريني في استهداف الشيخ عيسى قاسم، معتبراً أن النظام البحريني أراد من خلال هذه الخطوة التعتيم على جرائمه وانتهاكاته.
وطالب آية الله السيد كاظم الحسيني الحائري الشعب البحريني بعدم التخلي عن آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، والوقوف إلى جانبه وأن يدافعو عنه حتى الموت.
تنديد منظمات حقوقية
أدانت منظمة حقوق الانسان سحب الجنسية على نطاق واسع في البحرين، معبرة عن قلقها البالغ من استمرار ملاحقة رجال الدين الشيعة والمعارضين والنشطاء الحقوقيين.
وقالت ليلي مطر ممثلة المنظمة ممثلة المنظمة في مجلس حقوق الإنسان في جينيف، أن المنظمة رصدت خلال العام الماضي سحب جنسية 133 بحرينياً، بسبب انتقاداتهم التي عبروا عنها ضد الحكومة في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
وبشأن التعديلات الدستورية الأخيرة والتي أعطت الحق للمحاكم العسكرية بمحاكمة المدنيين قالت مطر: "لا نعتقد أن محاكمة المدنيين يجب أن تكون في المحاكم المدنية أو العسكرية، لأن هناك مشكلة تتعلق بإجراءات المحاكمة العادلة في المحكمتين".
أما منظمة العفو الدولية فقد اعتبرت محاكمة المدنيين عسكرياً، "كارثة لحقوق الانسان" في المملكة الخليجية.
وقالت الباحثة بشؤون البحرين، إريل بلوتكن، إن "هذا التعديل الدستوري هو كارثة على مستقبل حقوق الإنسان في البحرين، التي هي بالأساس على شفا أزمة".
يذكر أن علماء البحرين كانوا قد دعوا الشعب إلى تحويل الليالي والأيام القادمة إبتداء من 9 آذار وحتى ليلة ١٤ مارس إلى أيام تاريخية لعزة وشموخ الشعب عبر الخروج في مسيرات استثنائية كبرى.