الوقت- بالتوزاي مع التقدم الميداني الذي تحرزه القوات اليمنية المشتركة على جبهات القتال داخل الأراضي اليمنية وفي جبهات ما وراء الحدود شهدت الساحة اليمنية عدد من التطورات السياسية كان ابرزها رفض الصين اقامة قواعد عسكرية امريكية في باب المندب معتبرة تلك القواعد تنتهك المواثيق الدولية.
اذ أكد المتحدث باسم الخارجية الصينية جنغ شوانغ رفض بكين انتهاك السيادة اليمنية، مشيرا الى أن بلاده تدين اتفاقية امريكا ومصر والإمارات العربية المتحدة لإنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة ميون اليمنية والواقعة في باب المندب، واعتبر "شوانغ" أن الاتفاقية جاءت في سياق مشروع "الناتو العربي" في وقت كشفت مصادر إعلامية أمیركية أن الكيان الإسرائيلي مشارك في الاتفاق، وأضاف أن التواجد الأمريكي الاماراتي المصري في باب المندب يتعارض مع القوانين الدولية بسبب عدم وجود حكومة مستقرة في اليمن.
وأكد المسؤول الصيني أن إنشاء قاعدة عسكرية في باب المندب بالاتفاق بين الدول الثلاث في جزيرة ميون الاستراتيجية يعرض أمن المياه الدولية للخطر ويتعارض مع مصالح الحكومة الصينية ودول الاتحاد الأوروبي، وجاءت مخاوف الصين من تحركات الولايات المتحدة في باب المندب بسبب سياسة الرئيس الأمیركي دونالد ترامب المعادية للصين حيث قد عبر عن عدائه لها بشكل علني في أكثر من مناسبة.
من جانبه رحب رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي بموقف جمهورية الصين الشعبية الرافض لانتهاك السيادة اليمنية واشاد بإدانة جمهورية الصين الشعبية للانتهاكات الأمیركية للقوانين والقرارات والمواثيق الدولية.
وأكد السيد الحوثي أن الحرب على اليمن جاءت، نتيجة لشبق تحالف العدوان الاستعماري وأطماعهم المفضوحة وبالتالي فإن الصورة باتت جليه للعالم وعلى أمیركا وحلفائها إيقاف حربهم العبثية والإجرامية، مشيرا الى أن ما يقوم به التحالف الأمیركي السعودي وحلفائه مخالف لكل القوانين والقرارات والمواثيق وهو جريمة بكل المقاييس وممارسة عبثية تجاه الشعب اليمني يحكمه هوس التسلط والمال، وقال في بيان صادر عنه: إن قرار تحالف العدوان ببناء قاعدة بجزيرة ميون يعكس حقيقة عدوانهم المبني على السيطرة والترهيب من خلال التحكم في باب المندب.
الفايننشال تايمز: داعش استغل العدوان السعودي للفرار من سوريا والعراق الى اليمن
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة الفايننشال تايمز في عددها الصادر، الثلاثاء، أن عناصر تنظيم داعش الارهابي هربوا من ساحات المعارك في سوريا والعراق الى اليمن مستغلين الحرب التي تشنها السعودية على الجار الجنوبي الفقير.
واكد تقرير الفايننشال تايمز إن عناصر تنظيم "داعش" الهاربين من سوريا والعراق يقصدون اليمن مستغلين الفراغ الأمني وغياب الحكومة للانضمام إلى الحرب التي بدأت تأخذ "طابعا طائفيا هناك"، مشيراً الى أن تدخل السعودية في الشأن اليمني عسكرياً اصبغ الاحداث في اليمن بالصبغة الطائفية بعدما تدخلت الرياض لدعم الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي وهو ما يوفر مناخا لانتشار أفكار المتشددين وتوسع نفوذهم.
واضاف الكاتبة إليزابيث كندل،أن تنظيم "داعش" له نشاط في اليمن، ولكن عناصره لا يشكلون قوة كبيرة هناك، إذ يعد تنظيم القاعدة هو الأقوى من حيث النفوذ والتأثير، مشيرة الى أن تنظيم "داعش" قد يشرع في إعادة بناء نفسه في اليمن اعتمادا على فروعه هناك، ومن خلال علاقاته القبلية، وقد يؤدي هذا إلى مواجهات بين عناصره وعناصر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، نظرا للاختلافات بينهما بشأن إعلان الخلافة، وأسلوب التعامل مع المدنيين، مما ينذر باستمرار الاضطرابات في اليمن.
ولم يستبعد التقرير تدفق عناصر تنظيم داعش الارهابي على اليمن إلى تعزيز صفوف القاعدة في شبه الجزيرة العربية لأن الفريقين (القاعدة وداعش) لهما هدف مشترك هو قتال الحوثيين، وقد ظهرت، حسب الكاتبة، بوادر مثل هذا الاتفاق ضد الحوثيين في محافظة البيضاء.
مسؤول أممي يزور تعز للاطلاع على أوضاع المدنيين
وبالتوازي مع التطورات الميدانية، ركز الاعلام السعودي مساء الثلاثاء على الترويج لاشاعة منع القوات اليمنية المشتركة لمنسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية المقيم في صنعاء ستيفن أوبراين من زيارة تعز، في مسعى للتغطية عن تقاريره السابقة التي أكدت استهداف العدوان السعودي للمدنيين اليمني والمنشأت العامة.
وركزت عدد من وسائل الاعلام السعودية على خبر مفبرك مفاده أن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين، منع من دخول محافظة تعز للاطلاع على الأوضاع الإنسانية في المدينة، ولكن مصادر يمنية من داخل محافظة تعز أكدت أن الاشتباكات التي افتعلها عناصر القاعدة ومرتزقة العدوان كانت سببا في عدم تمكنه من الدخول إلى مناطق الاشتباك، مؤكدة أن أوبراين زار برفقة عدد من المسؤولين بالمنظمة محافظة تعز للاطلاع على أوضاع المدنيين في المحافظة في ظل استمرار الحصار والعدوان السعودي وارتفاع أعداد الضحايا والنازحين،في حين منع مرتزقة السعودية المسؤول الأممي من دخول مناطق الاشتباك.