الوقت- استمر الجيش السوري لليوم الثالث على التوالي في صدّ هجمات الفصائل الارهابية التي تقودها جبهة النصرة فرع القاعدة في سوريا، التي تحاول قطع خط الإمداد بين مدينتي أريحا وجسر الشغور، والاستيلاء على طريق الأوتوستراد الدولي أريحا ــ اللاذقية، حيث استطاع الجيش السوري القيام بعملية انتشار ناجحة في مدينة جسر الشغور والتقلیص في عدد الخسائر في الارواح على حساب التضحية بمنطقة جغرافية ومحاصرتها الى حين، خاصة مع ازدياد القذائف الصاروخية على المدينة قرب حواجز السرمانية والكم والقاهرة وغانية في سهل الغاب غرب حماه، التي تلقت كمية كبيرة من الهجمات الارهابية تنوعت بين العمليات الانتحارية وقذائف الهاون والصواريخ الامريكية " تاو" المضادة للدبابات تحت إشراف غرفة العمليات والدعم اللوجستي في تركيا .
إعادة فتح الطريق الواصل بين جسر الشغور واريحا
الى ذلك اكد مصدر عسكري أنّ الارهابيين تمكنوا صباح امس الجمعة، من الوصول إلى تل حمكة على الطريق الواصل بين اريحا وجسر الشغور واستطاعت مجموعة ارهابية السيطرة عليه بعد معارك وقصف مكثف استهدف التلة، أدى إلى استشهاد عدد من العناصر وانسحاب الباقين مما أدى إلى قطع الأوتوستراد الرئيس، الذي يعتبر خط الإمداد بين أريحا وجسر الشغور، ولكن لم تدم عملية احتلال الموقع سوى ساعة واحدة حيث تمكن الجيش بمؤازرة سلاح الطيران من استهداف التلة الاستراتيجية لمنع المسلحين من التمركز فيها، ليبدأ بعدها الجيش على الفور عملية سريعة وناجحة من إعادة السيطرة على التل والتمركز فيه والتقدم باتجاه تلة المشيرفة الاستراتيجية والسيطرة عليها .
الجيش يعيد انتشاره خارج مدينة جسر الشغور
وفي مدينة جسر الشغور، تكبدت المجموعات الارهابية خسارة كبيرة والتي استهدفت الحي الشمالي في المدينة بقيادة الإرهابي "المحيسني" السعودي الجنسية بعد خسائر فادحة في الأرواح حيث تمكنت تلك المجموعة في بادء الامر من التسلّل إلى الحي الشمالي لفك الحصار عن المجموعة التي حاصرها الجيش السوري ضمن بناء قرب حاجز ظليطو، وهناك وقعت معارك عنيفة أدت إلى مقتل كامل عناصر المجموعة الأولى من الجنسية التركمانستانية، إضافة إلى إصابة المحسيني بطلقة في بطنه .وفي السياق ذاته، اكد اهالي مدينة جسر الشغور أنّ مئات القذائف سقطت على المدينة منذ بدء المعركة ووصلت لقرابة 300 في اليوم الاول فقط مصدرها التنظيمات الارهابية، وما زالت تلك القذائف تتساقط مستهدفة الأحياء السكنية، حيث استشهد وجرح العشرات من المدنيين ودمّر جزئياً عدد من المنازل والمحال التجارية .وفي سياق متصل أعلن الجيش السوري إعادة انتشاره في مدينة جسر الشغور في ريف إدلب واستطاعت الجماعات المسلحة دخول أحياء في المدينة باعثة فيها الخراب والتدمير .
ومع اشتداد وتيرة المعارك في ريف ادلب أعلنت تنسيقيات المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي مصرع عدد كبير من الارهابيين حمل معظمهم الجنسية غير السورية، الذين قتلوا خلال الاشتباكات في معارك ريف ادلب وسهل الغاب وتنوعت جنسيات جبهة النصرة وجيش الفتح بين العربية والاوروبية، وكان لافتاً ما نشرته صحيفة سودانية حيث نعت فيه مقتل ارهابي من السودان يدعى محمد مكي ابن احد رجال الاعمال السودانيين والذي يعمل في امريكا، وذكرت الصحيفة ان الارهابي مكي انضم لارهابيي جبهة النصرة وقتل بنيران الجيش السوري في معارك ادلب بمحيط معسكر القرميد .
وبعد فشل الفصائل الإسلامية في قطع طريق إمداد الجيش عند تل حمكة، حشدت عدداً من قواتها للهجوم على حواجز السرمانية وغانية والشيخ سنديان في سهل الغاب، مستخدمة الآليات الثقيلة والصواريخ، لكن قوات الجيش المدافعة استطاعت حتى يوم أمس صدّ الهجوم، الذي اشتدّ في محيط حاجز غانية القريب من بلدة اشتبرق، حيث يحاول المسلحون السيطرة عليه لقطع الطريق عن جسر الشغور من جهة الغاب .
كذلك، نفت مصادر ميدانية أيّ تقدم للفصائل الإسلامية نحو معسكر القرميد قرب أريحا، والذي ما زال عناصره يتصدون للهجمات، بالتزامن مع تجدد الاشتباكات في قمة جبل الأربعين في أريحا، حيث يحاول المسلحون التقدم من محور كفرلاتة باتجاه قمة مطعم الفنار والقصر السعودي والقصر الأحمر .