الوقت- في حدث لم يكن يخطر ببال أحد، تحولت صورة التقطت قبل 10 سنوات لامرأة أميركية مسلمة تغطي رأسها بحجاب يمثل العلم الأميركي، إلى أيقونة للتظاهر ضد إدارة الرئيس الجديد دونالد ترمب.
ملامح شرقية هادئة وبسيطة لامرأة ترتدي الحجاب، وفي العادة لكانت صورةً طبيعية، إلا أن جُزءًا من تكوينها لم يجعلها كذلك، وهو الحجاب الملون بألوان العلم الأمريكي، ونظرة الفتاة التي تُشعرك وكأنها تنظر إليك مُباشرةً في عينيك بجرأة، والتي دفعت لفنان شاب معروف بأفكاره الداعمة للحريات والسلام، إلى اختيار هذه المرأة مع أُخريات كأيقونات لإعلان رفضه أفكار الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب المتشدد ضد الأقليات.
إنه وجه منيرة أحمد البالغة من العمر 32 عاماً والذي رسمه الفنان "شيبرد فيري" محاكاة للصورة الأصلية، وأصبح شعاراً ورمزاً للصمود خلال المسيرة النسائية التي جرت في أميركا ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومنيرة مواطنة أمريكية من أصل بنجلاديشي، حيث قَدمت إلى الولايات المتحدة واستقرت بها منذ عام 1970، والآن تعيش في منطقة كوين بنيويورك.
وأشارت منيرة إنها رأت من نافذة مدرستها الثانوية ارتطام الطائرة الثانية ببرجي التجارة العالمية في هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، ولم تفهم وقتها طبيعة ما حدث وأسبابه، لكنها بدأت تشعر بمشاعر سلبية ضد المسلمين وبعض الأقليات عقب الهجمات.
لم ترتد مُنيرة الحجاب يومًا، بالرغم من أن الكثيرين ممن شاهدوا صورتها سألوها عن عدم ارتداء حجابها في الحقيقة، لتُجيب بأنّ الغرض من الصورة هو التأكيد على أنها ومن مثلها "أمريكية مثلكم تمامًا".
وككثيرين مثلها تعتبر مُنيرة أن فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية أمرًا مُخيّبًا للآمال؛ بسبب أفكاره المرتبطة بإقصاء الآخر، لافتةً إلى أن من أسباب تقدّم الولايات المتحدة وجود مُهاجرين واُعراق متعددة بها.
وكان شيبرد قد رأى صورًا كثيرة للعديد من الفتيات اللائي ترتدين حجابًا بلون العلم الأمريكية، إلا أنه اختار صورة مُنيرة؛ لأنها "مُختلفة، وفي عينيها مُثابرة، وتبدو طبيعية على عكس الصور الأُخرى".
وكما كانت الصورة سببًا لشهرة كبيرة لمنيرة، كانت أيضًا سببًا لتعرضها للمضايقات العنصرية، كما حدث معها من سيدة هاجمتها لفظيًا في مواصلة عامة، مُطالبةً إياها بالرحيل عن الولايات المتحدة.
ويذكر أن منيرة عبرت أيضاً عن سعادتها الغامرة وذلك بسبب اختيار صورتها من قبل مؤسسة "أمبليفاير" لتصبح رمزاً لحركة كبيرة، مؤكدة أن الرسالة المقصودة من هذه الصورة مفادها أنه بإمكانك أن تفتخر بكونك مسلماً وأميركياً في آن واحد دون الحاجة للتخلي عن أي من الهويتين.
وأيضاً اعتبرت أنه كان يتوجب أن يفخر كل مسلم أميركي يعيش بالولايات المتحدة، فنحن في بلد يكفل لك حرية اختيار العقيدة، أو تغيير الديانة دون خوف من الاضطهاد.
والجدير بالذكر أن صاحب الفكرة والصورة الأصلية رضوان الأعظمي وهو مصور سوري، وقد التقط الصورة لمنيرة قبل 10 سنوات أمام مبنى بورصة نيويورك، رأى أن الغرض الأساسي من الصورة أن تكون فخراً للمسلمين بأميركا، ولم يكن المقصود منها جذب الناس، وإنما خلق صورة إيجابية توضح مدى التمسك بالهويتين الإسلامية والأميركية، كاشفا أنه اختار منيرة تحديداً لتمتعها ببشرة سمراء تتميز بملامح قوية وحادة إلى حد ما بخلاف الملامح الأوروبية.
وأكدّ إلى أن الصورة حققت أصداء هائلة بين الناس، معتقداً أنها فعلاً الأنسب للحملة الحالية ضد إدارة الرئيس دونالد ترامب.