الوقت- تعيش المعارضة المسلحة في سوريا هذه الايام معاناة كبيرة خصوصاً بعد معركة حلب التي منيت بها بهزيمة كبيرة على يدي الجيش السوري و حلفائه. بعد حلب انتقلت هذه المعارضة المسلحة الى ادلب الا أنها أخذت تتآكل فيما بينها، معارك عنيفة قتلى و جرحی و أسرى بالمئات و لعل العامل الابرز لتخبط هذه الجماعات المسلحة فيما بينها هو اعلان فتح الشام الحرب على جميع الفصائل التي شاركت في اجتماع الاستانة في كازاخستان.
و منيت جبهة فتح الشام الارهابية (جبهة النصرة سابقاً) بخسائر فادحة في ادلب جراء المعارك العنيفة التي تخوضها ضد الفصائل الارهابية الاخرى، و من أجل استعادة السيطرة، أعلنت الجبهة الارهابية على لسان الجولاني عن تشكيل جيش جديد يحمل مسمى "هيئة تحرير الشام " و الذي تتزعمه جبهة فتح الشام بمشاركة حركة نور الدين الزنكي ولواء الحق وجبهة انصار الدين وجيش السنة.
و في بيانها الاول أعلنت "هيئة تحرير الشام" أن "هذه الخطوة جاءت نظرا لما تمر به الاوضاع من مؤامرات تعصف بها واحتراب داخلي يهدد وجودها وحرصا منها على جمع الكلمة ورص الصف".
و أكد البيان أن على ضرورة انخراط جميع الفصائل السورية في هذه الهيئة حيث دعت "كافة الفصائل في الساحة السورية للالتحاق بالكيان الجديد الذي تقرر أن يكون بقيادة المهندس أبو جابر هاشم الشيخ.
و في التعليقات الاولى على هذه الهيئة قال محمد الشامي قيادي في الجيش الحر: "إن التشكيل الجديد يهدف أيضا لتقوية موقف فتح الشام بانتساب أقوى وأكبر الفصائل إليها، كما يهدف أيضا “لإنهاء شبح تكتل وتضخم حركة أحرار الشام والتي نجحت في استقطاب أغلب الفصائل التي قاتلت جبهة فتح الشام مؤخرا مثل فصيل تجمع فاستقم كما أمرت وألوية صقور الشام وجيش المجاهدين والجبهة الشامية (قطاع ريف حلب الغربي ) وجيش الإسلام (قطاع إدلب)".
و أضاف الشامي "أن انضمام خمسة من كبار المشايخ المؤثرين في الشمال السوري كله إلى هذا الكيان الجديد، يعطيه قوة معنوية في مواجهة باقي الفصائل التي قد تبتغي محاربته".
و أعلن الشامي عن معلومات خطيرة تخص قيادات أحرار الشام مؤكداً استقالة "أبو خزيمة المهاجر وأبو يوسف المهاجر وأبو الحسن الكويتي" و الذين يعدون من أبرز قيادات أحرار الشام.
اذا هذا الكيان الجديد الارهابي سيشكل حالة من الضغط على باقي الفصائل المسلحة وسيدفعها لطريقين لا ثالث لهما إما الانضمام للكيان الجديد بزعامة فتح الشام أو الوقوف على الحياد و انتظار تبدل الظروف.
و أمام هذا الواقع، أصبحت جبهة فتح الشام (جبهة النصرة الارهابية) اللاعب الابرز في شمال حلب و خصوصاً في ادلب، و أصبح من الصعب إقصاؤها بعد هذا التشكيل الجديد الذي أصبح أمرا واقعا يجب أن يأخذ بعين الاعتبار من الحكومة السورية و المبادرة الى القضاء عليها. و يبقى السؤال و الذي أصبح من السهل الاجابة عليه: كيف يمكن فصل المعارضة المسلحة عن فتح الشام؟!