الوقت- يتعرضُ مطارُ بيروت الدولى رفيق الحريري لخطرٍ من نوعٍ آخر يتمثلُ فى انتشارِ طيور النورس فى محيطه، بسبب وجود مكبات نفايات ومطامر خطرة وغيرِ صحية، إضافةً إلى المياه المبتذلة التى تصبُ فى البحر، الأمر الذى يهددُ الطائرات، الأماكنُ التي تنتشرُ فيها النفايات تشكلُ عامل جذب للطيور النورس و غيرها، مما يسمح للطيور بالتكاثرُ في المنطقة القريبة من مطار رفيق الحريرى الدولي، الأمر الذي يشكلُ خطراً على المطار وعلى المسافرين .
أما مطمرُ الكوستابرافا المحاذي للشاطئ اللبناني، وبينهما أكثرُ من طريق خارجي برّي وأقلُّ من عشَرَة كيلومتراتٍ تفرضُها المعاييرُ الدَّوليةُ لإقامة مطمرٍ قربَ مرفقٍ حيويّ، وبعدما حطتْأ سرابٌ من طيور النورس رحالَها فوقَ الكوستابرافا برز السؤالُ، هل دخل لبنانُ فعلًا مرحلةَ تهديدِ سلامةِ الطيرانِ المدني والعسكري وأثرت على حركة هبوط الطائرات وإقلاعِها من المَدْرَج الغربي للمطار؟
وعلق الباحث البيئي "ناجي قديح" مستشار جمعية البيئة اللبنانية حول مخاطر انتشار هذه الطيور في المنطقة المحيطة بالمطار وكيفية التعامل مع الاعداد العائلة من مختلف انواع الطيور قائلاً "نحن هذا العام نشهد مخاطرةً عالية جداً تهدد سلامة الطيران المدني في مطار بيروت وهذا تحذير جدي لأن عدد أسراب الطيور التي اجتذبها المطمر في الكوستابرافا أصبحت كبيرة جداً، خطرٌ ربما يتشاركُه لبنانُ معَ كثير من دول العالم، لكنه هنا خطرٌسببُه عدمُ تقويمِ الضررِ البيئي للمطمر كما ينبغي".
وأكدّ ناشط بيئي "مصطفى رعد" حول المشكلة "إن وضع المزيد من آلات الأصوات لم يكن فعالاً جداً لأن الطيور تعتاد عليها، وإذا اكتفينا باقفال المطمر ستبقى النفايات لسنوات طويلة عنصر جذب للطيور، ولا يكون في ذلك حلٌ عمليٌ للمشكلة".
وأضاف المحامي "بول أبي راشد" رئيس الحركة البيئية اللبنانية على ان لبنان هو ثاني طريق دولي تمر منه هجرة الطيور لذلك يجب الحفاظ على هذا الطريق آمنا وانّ عملية صيد الطيور، التي تعتبر مجازرَ، قضت ليس فقط على النورس إنما أيضاً على أكثر من 10 أنواع مختلفة أخرى من الطيور بعضها معرض للإنقراض عالميا"، وإن علمت الدول الأوروبية بما حصل فهي لن تسمح بأن يمر الأمر مرور الكرام".
والجدير بالذكر بأن علاج هذه الأزمة ليس بالإجراء السهلِ، لكن المؤكدَ بأن إبعادَ طيور النورس بالأساليبِ المتّبعةِ دَوليا غيرُ مجد وذلك بسبب بقاءِ المطمر، ويبقى الطريقة الأنسب من خرق المعاهدات الدَّولية، ببندقيات الصيادين.