الوقت- بعد الهزيمة والخيبة الأمريكيتين في معركة تكريت في العراق وبعد التلاحم بين العراق وايران والذي ادى الى تحرير تكريت، يسعى المسؤولون الامريكيون الى الإيقاع بين ايران والعراق عبر تحريض العراقيين على ايران . وفي جديد المواقف قال نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس الماضي إن "القادة العراقيين أثبتوا تمسكهم بسيادتهم الوطنية في قتالهم ضد تنظيم داعش المتطرف وأنهم لا يريدون بأي شكل من الأشكال أن يكونوا دمى في يد إيران أو دول أخرى ".
وتأتي تصريحات بايدن في وقت يؤكد فيه الايرانيون من خلال الافعال قبل الاقوال بأنهم وقفوا دوما الى جانب العراق وسيادته ووحدة اراضيه في وقت احتل الامريكيون العراق لاكثر من عقد من الزمن وكانوا يريدون تقسيمه الى 3 دويلات، وكان عراب ذلك المشروع هو بايدن نفسه في عام 2007 الى ان أجبرت امريكا على الانسحاب من العراق بفعل المقاومة الشعبية العراقية التي دعمتها ايران .
ان يقظة الشخصيات والمسؤولين العراقيين وفي مقدمتهم نوري المالكي ومن ثم الدعم الايراني الشامل لأبناء الشعب العراقي دون تمييز بين طائفة وقومية، أفشل المخطط الامريكي الشيطاني للبقاء مطولا في العراق وتحويله الى اكبر قاعدة عسكرية امريكية في العالم. فكيف يحق لبايدن أو لأي مسؤول امريكي ان يتكلم عن سيادة العراق او وحدة اراضيه ؟
ان احتلال العراق من قبل الامريكيين جاء تحت ذرائع واهية مثل امتلاك اسلحة الدمار الشامل وما شابه ذلك ، ونحن لسنا هنا لنقول بأننا كنا مع بقاء نظام صدام المجرم ، لكن النية الامريكية من احتلال العراق لم تكن إزاحة صدام ومن ثم ترك العراق للعراقيين، بل ان حرب امريكا في العراق تسببت بقتل نحو مليون عراقي ومليون امرأة أرملة وترك ايتام وكل هذا بسبب الطمع الامريكي في العراق والمخطط الامريكي الاسرائيلي للإمساك بعنق المنطقة من العراق. ولكن هذا المشروع قد فشل بدماء العراقيين الذين قاوموا الامريكيين بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم وطوائفهم وقد ساعدتهم ايران بشهادة العراقيين انفسهم .
وعندما انسحب الامريكيون من العراق وهم يجرون ذيول الخيبة بسبب فشل مشروعهم للبقاء في هذا البلد الاسلامي الاستراتيجي، هبت ايران لمساعدة العراقيين ايضا في مجال إعادة الإعمار وبناء ما هدمه نظام صدام اللعين والاحتلال الامريكي. فالذي لم يترك بنى تحتية للشعب العراقي هو امريكا وجيشها وليس ايران التي أرسلت شركاتها لإعادة إعمار العراق وهذا ما رحب به العراقيون بمختلف طوائفهم من السنة والشيعة والاكراد والمسيحيين ، وعندما تعرض العراق في ليلة ظلماء لهجوم تنظيم داعش التكفيري الارهابي وباتت العاصمة العراقية بغداد مهددة بالسقوط هبت ايران لمساعدة الاخوة العراقيين وقد قالها العراقيون "لولا ايران لسقطت بغداد ".
ان الانتصار الذي سجله أسود العراق من الشيعة والاكراد والسنة وغيرهم على تنظيم داعش التكفيري الارهابي في ديالى وصلاح الدين وجرف الصخر ومناطق اخرى لم يكن ليتحقق لولا الدعم الاستشاري الايراني بشهادة جميع العراقيين من هذه الطوائف والقوميات لان ايران تؤمن بأن العراق القوي الذي لا مكان فيه للارهاب والارهابيين وللمشروع الامريكي، يخدم قضايا الامة الاسلامية. فالذي يجمع بين الايرانيين والعراقيين هو الاسلام الذي يعجز العقل الامريكي عن استيعاب تعاليمه وآثاره .
ومن حقنا ان نتساءل هنا هل يحق للامريكيين ان يبدو فرحتهم لدحر جماعة ارهابية تكفيرية من منطقة من مناطق العراق في وقت يدعم الامريكيون هذه الجماعات الارهابية التكفيرية من لبنان الى العراق ومن اليمن الى سوريا ؟ أليست تصريحات بايدن تهدف ايضا الى تضليل الرأي العام بأن الامريكيين ليسوا مع الارهاب في حين علم الجميع في الشرق ويعترف الكثير في الغرب بأن داعش هو صنيعة امريكية ؟
وليطمئن الامريكيون بأن ما يربط بين ايران والعراق هو أقوى من كل كيدهم وسياساتهم فلا استطاع البعث اللعين ان يقطع اواصر الأخوة بين الايرانيين والعراقيين ولا يستطيع الغرب المتصهين من الإيقاع بين دولتين اسلاميتين شيعيتين فإن سياسة "فرق تسد" قد أكل الدهر عليه وشرب في منطقتنا وخاصة بين العراق وايران .