الوقت- يفوز في 7 كانون الثاني/ يناير الجاري بجائزة الصحافيين الأجانب في لوس أنجلوس (الغولدن غلوب)، ويضرب موعداً مؤكداً مع الأوسكار رغم منافسة مجموعة من الأفلام الكبيرة له. إنه "lala land" الشريط السينمائي المدهش بكل المعايير، كونه يشمل في أعماقه روح فيلمي: لاف ستوري،وصوت الموسيقى، مع حضور آسر لبطليه: الأميركية إيما ستون، والكندي ريان غوسلنغ، يديرهما داميان غازيل(31 عاماً) مخرج"whiplash"(2014).
فيه اللقطات الأخّاذة، والموسيقى التي تسلخ الروح عن الجسم وتجعلها تحلق في عوالم مختلفة، تتمنى معها أن تظل تائهة في عالم حالم يعبق بالحب والرومانسية والأنفاس العطرة. والممثلان الرائعان في دوري:سيباستيان، وميا، يتحركان بكل ذكاء وعفوية بدءاً من لحظة تعارفهما، وحتى اللحظة التي ودّعا بعضهما البعض بالعيون ثم بإبتسامة رقيقة معبرة.
إنهما عاشقان بالقلب والعقل، صادقان إلى حد أنهما حين إصطدمت أحلامهما وبدت متناقضة مشى كل منهما في إتجاه رغم الألم الشديد في أعماقهما. هي رغبت في أن يفتتح مؤسسة فنية تكون سنداً خاصاً لهما في الملمّات، تتمكن من خلالها في ممارسة حبها للتمثيل إختصاصها الأكاديمي.
أما هو فوجد في العقد الذي وقعه مع فرقة موسيقية لها حضورها وتدفع له ألف دولار أسبوعياً سبيلاً طيباً للعيش والعزف على البيانو مع حالة إستقرار طويلة، وإذا بهما بود كامل ينفصلان وتغادر "ميا"إلى بيت ذويها، وتشاء الصدفة أن تتصل شركة إنتاج كبيرة ب "سيباستيان" سائلة عنها بعدما رشحتها لدور البطولة في فيلم هوليوودي جديد، فقصدها وأجبرها على أخذ موعد والذهاب.. وفازت بالدور.
وبقيا على تباعد، هي أصبحت نجمة وقد تزوجت وأنجبت وتعيش حياة هادئة مع عائلتها الجديدة، وهو لم يترك الفرقة ويعزف بشغف وحب مع فريق الجاز ويلقى قبولاً رائعاً من السميعة أينما حل. وبدت الموسيقى تحتل كامل مساحة الفيلم على مدى 128 دقيقة، ومع كل موقف عاطفي تتدفق الموسيقى، وتدور الكاميرا إرضاء للحبيبين ، ويشعر المشاهد بأن ساحراً يدور حوله، ويحوّل الدائرة الضيقة إلى طوق حنان وحب و رومانسية، ويتحرك الحبيبان بإندفاع يطوفان في كل إتجاه ثم يرتفعان إلى أعلى ويواصلان الذوبان كل منهما في ذات الآخر حتى الثمالة، ويكون القطع في الختام بالغ التعبير، فرغم إفتراقهما في دربين متناقضين إلاّ أنهما قالا بالعينين إن الحب بينهما ما زال موجوداً. والفيلم يلزم حضوره وليس رواية فصوله فقط.
