الوقت- بدأت يوم أمس جلسات الحوار السوري – السوري في موسكو، باجتماع ضم ممثلي المعارضة بغية الخروج بورقة عمل يطرحونها على وفد الحكومة الأربعاء القادم.
وتجري المشاورات بإشراف رئيس معهد الاستشراق الروسي الميسر فيتالي نعومكين خلف أبواب مغلقة بعيدا عن وسائل الإعلام، ومن المقرر أن تستمر أربعة أيام.
وكان اللقاء التشاوري الأول عقد في كانون الثاني الماضي وانتهى ببيان مشترك أكد ضرورة مكافحة الإرهاب وحفظ سيادة سوريا ورفض التدخل الخارجي والتأكيد على ضرورة الحل السياسي ودعا لرفع العقوبات وأدان اعتداءات الكيان الإسرائيلي على سوريا وطالب مجلس الأمن بتنفيذ قراراته رقم 2170 و2178 الخاصة بتجفيف منابع الإرهاب.
وقد شهد اللقاء التشاوري الثاني إقبالاً أكبر مقارنة مع اللقاء الأول من حيث عدد وفد المعارضة المشارك في الحوار، حيث حضر ممثلون عن احزاب وتجمعات: هيئة التنسيق الوطني، جبهة التغيير والتحرير، البي يي دي (PYD )، الإدارة الذاتية، منبر النداء الوطني، هيئة العمل الوطني، إضافة عن ممثلين للعشائر والأحزاب المرخصة، وشخصيات مستقلة.
وقد كانت التطورات الإقليمية حاضرة في اللقاء، بدءا بالتحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن وصولا إلى اتفاق الإطار النووي بين إيران والغرب، أضف إلى ذلك معادلة الحدود السورية.
وتجري الاجتماعات خلف أبواب مغلقة، بعيداً عن وسائل الإعلام، حيث سيحاول المجتمعون الخروج بورقة مشتركة، حيال نقاط خمس وضعها الجانب الروسي مسبقاً، وتتعلق بتقييم الوضع في سوريا، وبحث إمكانيات ومهام القوى الوطنية في البلاد للمشاركة في مواجهة التحديات، بما في ذلك الإرهاب، واتخاذ تدابير بناء الثقة، التي يمكن اعتمادها من قبل النظام والمعارضة والمجتمع المدني، وبحث أسس العملية السياسية، بما في ذلك بيان جنيف، والاتفاق على خطوات يمكن اعتمادها، من أجل الاقتراب من المصالحة الوطنية وتسوية الأزمة في سوريا.
وكانت نقطة اتفاق جنيف قد أثارت خلافات بين أعضاء وفد المعارضة، في اجتماعات اليوم الأول، الاثنين الماضي، حيث اعتبر حسن عبد العظيم، المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني، لمراسل الأناضول، أن بيان جنيف هو اتفاق وقعت عليه الدول، ولا يجوز نقاشه إلا في مؤتمر دولي، مثل جنيف -3، وليس في هذا اللقاء التشاوري.
وحسب مصدر من وفد المعارضة، فإن “نقاشات اليوم ستتواصل حول الوضع الانساني وهموم السوريين، وتفعيل الملف الانساني للبدء بتدابير بناء الثقة بين جميع الاطراف، إضافة إلى موضوع الإرهاب، ووقف الاقتتال ونزع الاحتقان، والنظر في النقاط العشر للقاء موسكو التشاوري الأول.
يذكر أن وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة وصل إلى موسكو في وقت سابق للمشاركة في اللقاء لاحقا بعد انتهاء الاجتماعات بين شخصيات المعارضة، ومن المقرر أن ينضم إلى الحوار الاربعاء.
من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين الماضي 26 يناير/ كانون الثاني إن مشاورات موسكو بشأن الأزمة السورية تهدف لتوفير ساحة للنقاش بين الأطراف المتنازعة.
وأضاف أن جميع الأطراف المشاركة متفقة على ضرورة إحلال السلام ومحاربة الإرهاب في سوريا. وشدد لافروف على أن المشاورات ينبغي أن تفضي إلى مفاوضات مستقبلية تحت رعاية أممية.
في نهاية المطاف تتوالى المبادرات وتتباين الأولويات لتبقى حقائق ثابتة وعلى رأسها أن الصراع خلف مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمفقودين وأكثر من 11 مليون لاجئ ونازح، وعلى جميع أطياف الشعب السوري العمل بجدية لإيجاد مخرج للأزمة السورية التي دخلت عامها الخامس، لإنهاء معاناة الشعب السوري، الأمر الذي لا يمكن أن يتحقق إلا باعتماد الحوار والحل السلمي وتعزيز المصالحات الوطنية، ونبذ التدخل الأجنبي، والعمل يداً بيد على طرد الارهاب، والوقوف ضد التدمير الممنهج الذي يستهدف مؤسسات الدولة والبنية التحتية للبلاد.