الوقت- يعتبر "الارهاب بلازمان ومكان" أداة رئيسية استخدمتها امريكا لقلب المعادلات في العالم الاسلامي، وهو ارهاب يتواجد في كل زمان وفي كل مكان، وقد بدأ مع العرب الافغان وصولا الى طالبان والقاعدة وداعش لكن المسار بقي مسارا واحدا وهو استخدام الارهاب في اطار الحرب بالوكالة لتحقيق الغايات الامريكية.
ان هذا الارهاب أوكلت اليه مهمة جعل الاراضي محروقة، وضحايا هذه الحرب بالوكالة هم المدنيون الأبرياء في سوريا والعراق، الارهاب بلازمان ومكان لا تتغير طبيعته لكن ما يتغير هو شكله، وتغذيه دولارات النفط الخليجية وخاصة السعودية والقطرية، كما اصبحت تركيا ايضا ضمن هذه المجموعة ومن بين حماة داعش.
ومع تحرير حلب فقد هذا الارهاب موقعه الجغرافي بشكل اكبر وهذا الارهاب يمكن ان يشكل خطرا حتى على الدول الغربية، ان الارهاب التكفيري الذي يعاني من الرجعية الفكرية والتخبط الاستراتيجي قد اختار بأن يكون عميلا في الحروب بالوكالة ولذلك يسهل استغلاله واستخدامه.
ان دخول روسيا على خط مكافحة الارهاب في سوريا شرد الارهابيين بشكل اكبر ولذلك اصبحت روسيا نفسها ايضا هدفا لهؤلاء، وقد دخلت روسيا الحرب السورية لعدة أسباب منها ما يتعلق برغبة موسكو في الحفاظ على قاعدتها الاستراتيجية في سوريا ومن جهة اخرى يخشى الروس في الاساس من عودة الارهابيين الذين يحاربون في سوريا الى القوقاز وآسيا الوسطى.
ان الارهاب بلا زمان ومكان بات اليوم تحديا أمنيا امام دول محور المقاومة ولذلك يجب دراسة السيناريو القادم للارهابيين بشكل دقيق ومعرفة سياساتهم وتكتيكاتهم والحؤول دون وقوع هجمات ارهابية عبر وضع برامج دفاعية وامنية مناسبة، مع الاخذ بعين الاعتبار ان حماة الارهابيين ايضا سوف يتحركون وسوف يحيكون المؤامرات في مناطق أخرى.
أهداف صانعي الأزمات في المنطقة
حماة التكفيريين وخاصة النظام السعودي باتوا اليوم في عزلة عميقة لكن الجمهورية الاسلامية الايرانية اصبحت في مكانة اقليمية مرموقة وهذا سببه تضحيات المجاهدين والمدافعين عن المقدسات في العراق وسوريا وهم المجاهدون الذين حاربوا الى جانب ألوية فاطميون الافغانية وزينبيون الباكستانية ومجاهدي العراق وسوريا بكل بسالة امام الارهاب وسطروا الملاحم في حلب وهم يتجهون لتسجيل انتصار مماثل في الموصل ايضا.
ان حلب والموصل وصنعاء وبيروت تعكس اليوم صورة عن صمود ايران واصرارها على نهج المقاومة الذي منح ايران اليد العليا في المنطقة امام العزلة السعودية رغم كل الدعم الغربي للرياض ودولاراتها النفطية.
لقد سعت الدول التي تفتعل الأزمات في المنطقة الى مواجهة المقاومة في الخليج الفارسي والشرق الاوسط وغرب آسيا وفي كل العالم الاسلامي وكان هؤلاء يريدون منع نفوذ ايران في داخل قلاعهم وحصونهم وكانوا يؤججون الخلافات المذهبية والطائفية لحذف الشيعة من المعادلات والاستيلاء والسطو على القدرات والقابليات الاقتصادية والاستراتيجية التي تتمتع بها ايران ومن اجل ذلك حاولوا القضاء على حلفاء ايران في سوريا والعراق واليمن ولبنان لخلق توازن قوى يكون لصالحهم وكان هدفهم النهائي فرض حصار سياسي واقتصادي وامني على ايران وقطع علاقاتها مع العالم الخارجي لكن تحرير حرب وهزيمة الارهاب وحماته في تلك المدينة قد أفشلت مؤامرات هؤلاء حتى الان.