الوقت- القرار الدولي لوقف الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة ومنها القدس الشرقية والذي صدر يوم الجمعة الماضي يمكن دراسته ومراجعته من عدة زوايا، فهذا القرار الذي صدر بموافقة 14 عضوا من اعضاء مجلس الامن الدولي وامتناع امريكا عن التصويت كان قرارا تاريخيا صدر بعد 37 عاما من دون فيتو امريكي، القرار يعتبر الاستيطان بانه يشكل خطرا على بقاء حل الدولتين ويمنع ارساء ما يسمى بـ "السلام"، وقد أتى صدور هذا القرار بعدما كان نتنياهو قد طلب من الرئيس الامريكي استخدام الفيتو ضده.
وحول هذا الموضوع وأبعاده حاور موقع "الوقت" التحليلي الاخباري رئيس مركز دراسات فلسطين "علي رضا سلطانشاهي"، وفيما يلي نص الحوار:
الوقت: بداية لماذا لم تستخدم امريكا الفيتو ضد هذا القرار؟
سلطانشاهي: ان امريكا ارادت الظهور مرة أخرى بمظهر المعادي للکیان الإسرائيلي وتكرار الموقف الذي اتخذه باراك اوباما عند بداية دخوله الى البيت الأبيض، فبداية عهد اوباما الرئاسي في نهاية عام 2008 ومستهل عام 2009 تزامنت مع حرب الـ 22 يوما التي شنها الكيان الاسرائيلي على قطاع غزة وقد مارست امريكا في حينها ضغطا على تل ابيب لتقصير أمد الحرب رغم فقدان تل أبيب ايضا للقدرة على استمرار الحرب، ان اوباما الذي اتخذ في البداية موقفا ضد الاستيطان اراد الايحاء بانه يريد حل المسألة الفلسطينية بشكل ما عبر ممارسة الضغط على تل ابيب لكن اليوم وبعد مضي 8 سنوات نرى ان اوباما لم يسجل اي انجاز في هذا المجال رغم انه كان اقل انقيادا للاسرائيليين قياسا مع باقي الرؤساء الامريكيين وان عهده كان مختلفا عن عهد باقي الرؤساء.
الوقت: ما هي نتائج وتبعات هذا القرار بالنسبة للفلسطينيين في ضوء ترحيبهم به؟ فحماس اعتبرت القرار مهما والسلطة الفلسطينية اعتبرته صفعة قوية لسياسات الكيان الاسرائيلي.
سلطانشاهي: اعتقد ان هذا القرار سوف لن تكون له نتائج تذكر بالنسبة للفلسطينيين وان الامتناع الامريكي عن التصويت على قرار وقف الاستيطان يمكن ان يكون ورقة رابحة للفلسطينيين من الناحية الدبلوماسية فقط ليستفيدوا منها في قضية اعتراف باقي الدول بالدولة الفلسطينية المستقلة.
كما ينبغي الوقوف عند ردة فعل الكيان الاسرائيلي على قرار مجلس الامن والخطوة الامريكية ففي اول ردود الافعال اعلن نتنياهو بأن الكيان الاسرائيلي لن يلتزم بالقرار ويرفضه ولن يلتزم ببنوده، واعتقد ان الكيان الاسرائيلي سيستغل هذه الخطوة الامريكية للظهور بمظهر المظلوم والمعتدى عليه عند باقي الدول الكبرى في العالم.
ان المسؤولين الاسرائيليين سيقولون بأن ادارة اوباما وجهت ضربتها الاخيرة ايضا لكيانهم وان واشنطن ليست داعمة لتل أبيب، وهذا سيؤدي الى تقييد أيدي الرئيس الامريكي القادم دونالد ترامب لفترة من الزمن ولن يستطيع ترامب سوى تقديم الدعم لتل أبيب لأنه يريد ان يكون مختلفا عن اوباما.
ومن التداعيات الأخرى لهذا القرار هو خلق فرصة أمام الكيان الاسرائيلي لتوجيه ضربة دبلوماسية الى نيوزيلندا والسنغال اللتين اعدّتا هذا القرار، ويجب علينا ان نعلم ان هذا القرار ليست فيه اية ضمانة تنفيذية وهو مجرد توصية وإدانة وياتي بعد الكثير من القرارات المماثلة ضد تل أبيب في مجلس الأمن والامم المتحدة.
الوقت: ماذا بإمكان الفلسطينيين وحلفائهم ان يفعلوا من الآن فصاعدا؟
سلطانشاهي: على الدول المعادية للكيان الاسرائيلي ان تغتنم هذا الحد الأدنى من المكاسب وتستفيد من هذه الفرصة بيقظة كاملة تتطلبها مثل هذه السياسات وان تبادر الى اعداد قرارت أممية اخرى لكي يستطيعوا فرض عقوبات على الكيان الاسرائيلي او اجباره على دفع غرامات، كما يمكن للنشطاء والاطراف الفلسطينية الذين يريدون انتزاع اعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ان يستفيدوا من هذا القرار على الصعيد الدولي ويزيدوا من حلفائهم.
