الوقت- حوار مع المحلل الإستراتيجي الدكتور نسيب حطيط حول إزدواجية المعايير في تغطية الحرب السورية، وقراءة لحادثة الهجوم على الحافلات في كفريا ومواضيع أخرى مهمة.
الوقت: شهدنا حملة إعلامية غير مسبوقة أثناء معارك حلب في الوقت الذي كانت فيه الفوعة وكفريا تقصف يومياً بعشرات القذائف والصواريخ دون أن يأتي أحد على ذكر ذلك في الإعلام، لما هذه الإزدواجية في المعايير برأيكم؟
د.حطيط: "أولاً هذا الأمر ليس جديداً لرعاة الإرهاب خصوصاً في مجلس الأمن والغرب ككل الذي دأب على أن يكون الإرهابي عنده حالة إنسانية والضحية لا يعترف بها كحال نبل والزهراء وكفريا والفوعة ودير الزور وغيرها، وألفت أن هناك قصور إعلامي من جانبنا نحن أيضاً، بحيث أن الحقيقة لا نستطيع نشرها بشكل واضح فيما يستطيع الآخرون التركيز والترويج لفبركاتهم وتزويرهم للحقائق، لذا لا بد أن يكون هناك وسائل إعلامية مضادة تواكب الحدث وقوة تستطيع حمايتهم حتى يتحقق النصر في وجه الخداع والنفاق الغربي الذي يتباكى الآن في مجلس الأمن على الإرهابين في المنطقة الشرقية لحلب دون أن يذكر باقي المناطق التي تعاني الحصار منذ سنوات في كفريا والفوعة ونبل والزهراء ودير الزور وغيرها..."
الوقت: رأينا توافق دولي تركي روسي سوري إيراني حول الإتفاق الذي جرى في حلب إلا أن جزء من الجماعات المسلحة تجرأت على هذا التوافق وأعاقته وحرقت الحافلات، برأيكم من يقف وراء هذه الجماعات؟ ولماذا؟
د.حطيط: "نحن نعرف جيداً أن كل الجماعات المسلحة في سوريا ترتبط بدولة إقليمية أو غربية، ونتيجة تهميش الدور السعودي القطري في عملية إخلاء حلب وإظهار الدور التركي المتقدم عليهما تم الإيعاز لجبهة النصرة لخلخلة هذا الإتفاق، بالإضافة إلى الخوف من عدم وجود ضمانة لعدم الهجوم على كفريا والفوعة لإعادة الدور السعودي والقطري والفرنسي أيضاً بالتوازي مع تحريك قرار مجلس الأمن، فهم كانوا يريدون الضغط على كفريا والفوعة حتى يبقى أكبر عدد من الناس في شرق حلب حتى يصدر قرار مجلس الأمن الذي يحمي الوجود المسلح للإرهابين وبالتالي إبطال الإنتصار ومنع إكتماله، وإيجاد إمكانية إعادة قدم للفرنسين والامريكيين والخليجين إلى حلب الشرقية."
الوقت: هل الهجوم على الحافلات المتوجهة إلى كفريا أظهر حالة الضياع والتشتت وعدم الإنضباط التي يعيشها المسلحون في سوريا وعدم إمكانية إيجاد حلول دبلوماسية مع هذه الفئة؟
د.حطيط: "أنا لا أعتقد أن الإرهابين يكترثون للصورة التي يظهرون عليها أمام العالم فقد سبق لهم استعمال غاز الكلور كما أنهم ذبحوا المدنين وقاموا بكل أنواع الموبقات والجرائم ورغم ذلك الإعلام الغربي لا يذكرهم إلا بأنهم ثوار ومعتدلين ويدافع عنهم بحجة الحالات الإنسانية، بالتالي طالما أن الغرب وامريكا ترعى هؤلاء مع هذه البروباغندا الإعلامية فهم يمتلكون كل الحرية المطلقة لإرتكاب أي جريمة ولو انكشفوا بتشتتهم وصورتهم الحقيقية وبانت كل جرائمهم، فخمس سنوات من الجريمة وكل هذا التوحش التكفيري لم ولن يبدل في منطق الأمور بالمعطى الغربي، الذي يبدل هو الميدان فطالما أن محور المقاومة يستطيع أن يمتلك القوة لفرض شروطه يبقى هذا هو المعيار الأساسي."