الوقت - نشر معهد "أمريكان إيتنر برايز" للدراسات والبحوث تقريراً أكد فيه أن قدرات إيران العسكرية باتت تمثل تهديداً جدياً للاستراتيجية العسكرية الأمريكية في المنطقة.
وأضاف التقرير أن إيران تعمل على تشكيل هيكلية قيادية عسكرية جديدة لرفع مستوى قدراتها في مجال نشر واستخدام القوة التقليدية في عموم منطقة الشرق الأوسط.
وأشار التقرير الذي حمل عنوان "قوة إيران العسكرية" إلى أن القائد العام للقوات المسلحة في إيران آية الله السيد علي الخامنئي أجرى مؤخراً تغييرات هيكلية في القوات المسلحة الإيرانية على مستوى القادة بهدف تطوير الخطط العسكرية في كافة صنوف القوات المسلحة التقليدية.
وأعرب المعهد الأمريكي عن اعتقاده بأن هذه الإجراءات تدلل على عزم إيران على تطوير قدراتها العسكرية وإخراجها من الحالة الدفاعية التقليدية لتكون أكثر نشاطاً وفعّالية بهدف تغيير ميزان القوى لصالحها على المستوى الإقليمي، وهذه الحالات تعبر عن حقيقة مفادها أن إيران بصدد تطوير قوتها العسكرية المتعارفة لاسيّما الهيكل القيادي لهذه القوة لتشكل بذلك التحدي الأكبر لأمريكا وحلفائها في المنطقة.
وفي جانب آخر من تقريره أشار معهد "أمريكان إينتر برايز" إلى قوات حرس الثورة الإسلامية في إيران، واصفاً هذه القوات بأنها تمثل العمود الفقري للقوات المسلحة الإيرانية والمسؤولة عن حفظ هوية ومبادئ ومنجزات الثورة الإسلامية ومواجهة التهديدات الداخلية والخارجية ونشر أفكار الثورة في المنطقة والعالم.
وألمح التقرير إلى قوات فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإسلامية والذي يقوده اللواء قاسم سليماني، واصفاً هذا الفيلق بأنه يمثل النواة الرئيسية للدفاع عن الجمهورية الإسلامية خارج حدودها.
كما أشار التقرير إلى أن قوات الحرس الثوري وبكافة صنوفها البرية والبحرية والجوية على أتم الاستعداد للدفاع عن حدود وأرض ومياه وأجواء البلاد ضد أي تهديد خارجي أو داخلي، وهي تقوم بهذا الدور المحوري منذ تشكيلها في أواخر سبعينيات القرن الماضي وقد برز دورها بشكل واضح خلال الحرب العراقية - الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات.
وبيّن التقرير أنّ قائد الثورة الإسلامية آية الله خامنئي قد بذل جهوداً حثيثة لتطوير قدرات القوات المسلحة الإيرانية سواء التابعة للجيش باعتباره يمثل القوة التقليدية للبلد أو التابعة لحرس الثورة باعتباره يمثل الذراع الأيمن لهذه القوات.
وأعرب التقرير عن اعتقاده بأن القوات المسلحة الإيرانية وعلى الرغم من الفارق الواضح من حيث التسليح مقارنة مع القوات العسكرية الأمريكية وقوات الدول الحليفة لها، إلاّ أنها قادرة على خوض مواجهة غير متكافئة مع هذه القوات.
ولم يغفل التقرير أثر الأسلحة المتطورة والحديثة التي اشترتها إيران من روسيا ومن بينها منظومة صواريخ "اس 300" وصواريخ كروز في رفع مستوى قدرات القوات المسلحة الإيرانية في المجالين الجوي والصاروخي.
وفي ختام التقرير نصح معهد "أمريكان إيتنر برايز" الساسة الأمريكيين بالأخذ على محمل الجد قوة إيران العسكرية وقدرتها على تطوير قابلياتها باستمرار إلى درجة تمكنها من خوض أي مواجهة غير متكافئة من حيث التسليح وفي مختلف الظروف.
في ذات السياق أكدت مؤسسة "هيريتيج" الأمريكية للدراسات والبحوث في آخر تقرير لها بأن قدرة إيران العسكرية في تصاعد مستمر، مما يشكل تحدياً كبيراً لقوة أمريكا وحلفائها في المنطقة، خصوصاً وأن طهران تواصل تطوير منظوماتها الصاروخية الباليستية وتقوية بناها التحتية في كافة الصنوف البرية والجوية والبحرية.
وتجدر الإشارة إلى أن قائد الثورة الإسلامية والقائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية كان قد أجرى مؤخراً تغييرات في القيادة العليا للجيش الإيراني، حيث تم تعيين العميد أحمد رضا بوردستان الذي شغل منصب قائد القوات البرية، نائباً لرئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية خلفاً لعبد الرحيم موسوي، فيما عيّن العميد كيومرث حيدري الذي كان نائباً لقائد القوات البرية، قائداً للقوات البرية. وجاءت هذه التعيينات بناءً على اقتراح القيادة العسكرية العليا في البلاد.