الوقت- أكدت مؤسسة "هيريتيج" الأمريكي للدراسات والبحوث في آخر تقرير له حول قدرة أمريكا العسكرية أمام التحديات الموجودة بأن القوات العسكرية الأمريكية بجميع صنوفها البرية والبحرية والجوية والخاصة "الكوماندوز" باتت ضعيفة إلى درجة لا تتمكن معها من إدارة حربين في آن واحد.
وأشار مركز "هيريتيج" الواسع النفوذ والمقرب من الحزب الجمهوري الأمريكي في تقريره الذي يتألف من 409 صفحات إلى تراجع أعداد العسكريين الأمريكيين، وقال إنّ القوة البحرية الأمريكية وباعتبارها تملك أكبر أسطول حامل للطائرات في العالم تحتاج إلى 346 بارجة حربية في حين ما تمتلكه الآن لا يتجاوز الـ 274.
واعربت المؤسسة عن اعتقاده بأن روسيا والصين وإيران يشكلون أكبر تحدي لأمريكا في الوقت الحاضر، واصفاً هذه الدول بأنها تمثل الخطر الأكبر الذي يهدد المصالح الأمريكية المصيرية في العالم.
واعتبر التقرير من خلال الإحصائيات المتوفرة لديه بأن قوة أمريكا العسكرية لا تتجاوز المستوى المتوسط، نظراً للوضع السياسي المضطرب الذي تواجهه واشنطن وتلكؤ البنى التحتية للقوات العسكرية الأمريكية.
وتطرق التقرير إلى أن قوة إيران وحلفائها في المنطقة في تصاعد مستمر مما يشكل تحدياً كبيراً لقوة أمريكا في المنطقة، خصوصاً وإن إيران في طريقها لقطف ثمار الاتفاق النووي وتطوير منظوماتها الصاروخية الباليستية وبناها التحتية.
وطبقاً للاتفاق النووي بين طهران والمجموعة السداسية الدولية ستستعيد إيران 100 مليار دولار من أموالها المجمدة في الخارج، مما يتيح لها الفرصة لتقوية نفوذها العسكري والاقتصادي الإقليمي، ورفع مستوى الدعم الذي تقدمه لحلفائها في المنطقة لاسيّما حزب الله في لبنان وحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في فلسطين.
في هذا السياق تطرقت صحيفة "ديلي ستار" البريطانية في مقال بقلم المحلل السياسي "هنري هالوي" إلى خطط إيران لتعزيز نفوذها في المنطقة والمياه الحرة الإقليمية والدولية.
وأشارت الصحيفة إلى عدد من الاحتكاكات التي حصلت بين القطعات العسكرية البحرية الإيرانية والأمريكية في مياه الخليج الفارسي وتهديدات طهران بإسقاط الطائرات الحربية الأمريكية في حال انتهكت حرمة الأجواء والمياه الإيرانية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنها تمتلك خططاً وبرامج عسكرية أقوى تأثيراً من السلاح النووي لردع القوات الأمريكية.
وألمح المقال إلى أن الخبراء العسكريين الإيرانيين أعلنوا عن خطط حديثة لتطوير قدراتهم البحرية، وقاموا في مطلع العام الجاري بعر ض فيلم يصور غرق إحدى البوارج الأمريكية في الأمواج المتلاطمة، وشددوا على أنهم في كامل الجهوزية والاستعداد لتلقين أمريكا "الشيطان الأكبر" درساً لن تنساه في هذا الميدان.
كما أشار المقال إلى المناورات العسكرية الكبيرة التي أجرتها طهران في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وإرسالها ولأول مرة سفينة حربية إلى المحيط الأطلسي، ما يدلل على ازدياد قوة إيران في المياه الدولية.
وتطرقت الصحيفة أيضاً إلى تصريحات اللواء "محمد باقري" رئيس أركان القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية في إيران والتي أشار فيها إلى عزم إيران إرسال سفن حربية إلى روسيا والصين وكازاخستان وإيطاليا، مضيفاً أن إيران تشعر بالحاجة لوجود قواعد بحرية خارج حدودها، وربّما عندما يأتي الوقت المناسب سيكون لديها قواعد بحرية إمّا على الجزر أو قواعد عائمة في السواحل اليمنية والسورية.
وأشار المقال أيضاً إلى أنه وبالتزامن مع تقهقر الجماعات الإرهابية لاسيّما تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، استطاعت إيران أن تعزز من نفوذها في عموم منطقة الشرق الأوسط الملتهبة بالنزاعات والصراعات.
وختمت صحيفة "ديلي ستار" مقالها بالتأكيد على أن إيران تمتلك 49 بارجة حربية منتشرة في مناطق متعددة من العالم، في حين تسيطر على حركة السفن في مياه الخليج الفارسي بشكل كامل.
من جانبها أكدت وكالة أنباء "آسوشیتدبرس" الأمريكية إنّ القادة العسكريين الإيرانيين كشفوا ولأول مرة عن عزمهم على إقامة قواعد بحرية في دول أخرى بالمنطقة من بينها اليمن وسوريا.
وأشارت الوكالة إلى أن إيران ترسل باستمرار بوارجها الحربية للتصدي للقراصنة البحريين في خليج عدن، وأجرت كذلك العديد من المناورات البحرية في الخليج الفارسي وبحر عمان، ولديها بوارج حربية في موانئ العديد من الدول الصديقة بينها ميناء "ديربان" في جنوب أفريقيا.
وألمحت الوكالة إلى تصريح قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي التي أكد فيها بأن المستقبل سيكون حليف الدول التي تمتلك حضوراً قوياً في البحار والمحيطات.
وختمت الوكالة تقريرها بالإشارة إلى تنوع الأسلحة البحرية الإيرانية، وأكدت إنها تمتلك أسلحة متطورة بينها عشرات البوارج الحربية والغواصات والزوارق السريعة التي تمكن بعضها من إبعاد بارجة أمريكية مطلع العام الجاري.