الوقت - إن إقرار محكمة للكيان الإسرائيلي في القدس المحتلة بسجن الفتاة الفلسطينية "نورهان عواد" ذات الـ "17 عاما" لمدة 13 عاما ونصف وفرض غرامة مالية عليها، بعد اتهامها المزعوم بمحاولة قتل اسرائيلي، يعدّ انتهاكا صارخا سيضاف الى لائحة الانتهاكات الإسرائيلية بحقّ أطفال فلسطين المحتلة.
وكانت قد فرضت المحكمة المركزية في القدس المحتلة، يوم الأربعاء 24/11/2016، حكمها بسجن الفتاة الجريحة "نورهان إبراهيم خضر عواد" من سكان كفر عقب لمدة 13 عاما ونصف، حيث اعتقلت بتاريخ 23/11/2015 عقب إصابتها بجروح واستشهاد قريبتها "هديل عواد" برصاص عناصر أمن إسرائيليين.
وحاولت نورهان وابنة خالتها "هديل" العام الماضي، أن تنتقما لاستشهاد أخ الأخيرة "محمود عواد" على يد جنود الكيان الاسرائيلي، وسقطت جرّاء هذه المحاولة الفتاة "هديل" شهيدة برصاص الاحتلال، فيما تم القبض على نورهان بعد إصابتها بإطلاق الرصاص.

وقدمت النيابة العامة الإسرائيلية بتاريخ 11/12/2015 لائحة اتهام ضد "نورهان" إلى محكمة الأحداث في القدس، وعلى الرغم من صغر سنّها نسبت إليها المحكمة تهمة محاولة القتل وحيازة سكين.
وتقاذفت سجون الإحتلال خلال عام كامل "نورهان" بعدة سجون الى أن حبستها في سجن "الشارون" في نهاية المطاف.
فلسطينيتان حاولتا الانتقام لاستشهاد شقيق إحداهما
يذكر أن نورهان وهديل حاولتا الإنتقام لاستشهاد شقيق هديل برصاص جيش الاحتلال في العام 2013، مستخدمتين مقصين، في شارع يافا بالقدس، ما أسفر عن استشهاد الفتاة هديل، وتعرضت نورهان لإطلاق النار من قبل مواطن وشرطي إسرائيليين.

وأصيب في عملية الطعن رجل فلسطيني بجروح طفيفة يبلغ من العمر "70 عاما"، كان يجلس على مقعد في شارع قريب من سوق "محنا يهودا" في القدس ظنا من الفتاتين بأنه اسرائيلي، ليلقي بعدها صاحب حانوت كرسيا على إحدى الفتاتين، ومن ثم يحضر شرطي اسرائيلي ويطلق الرصاص على هديل فتستشهد واما نورهان فسقطت جريحة.
وكان قد قدّم محامي "نورهان" شكوى ضد عنصر الأمن الإسرائيلي، لأنه أطلق النار عليها في الوقت الذي كانت فيه ممدة على الأرض ولا تشكل خطرا على أحد.

هديل شهيدة ضحّت بأحلامها فداءا لأخيها
وأما عن الطفلة هديل التي لم يتجاوز عمرها الـ 14 عاما، فلن تتمكن من إكمال حلمها بدراسة الطب، لأن الشهادة كانت نصيبها وهي التي ضحّت بجسدها ليكون عبرة لإخوتها الفلسطينيين بأن الشهادة في سبيل الحق شرف لنا.
وكانت والدة الشهيدة هديل قد قالت في وقت سابق، إنها لم تتوقع يوما أن تقوم ابنتها بعملية، فلم يكن يبدو عليها أي شئ، في الصباح تصرفت بشكل طبيعي، وفي المساء كانت مع والدتها في السوق واشترت ملابس جديدة.

والشهيدة هديل إنسانة عادية، شخصيتها قوية للغاية، ومتفوقة في دراستها كما قريبتها المسجونة "نورهان"، بحسب ما ذكرته والدة هديل، وكانت تقول لوالدتها إنها ستجتهد أكثر حتى تتمكن من دراسة الطب.
والشاب "محمود عواد" كان قد أصيب في آذار 2013 برصاصة برأسه دخل على أثرها في غيبوبة لستة أشهر حتى أعلن عن استشهاده في 28 نوفمبر من العام نفسه.