الوقت- الإنتصار تلو الآخر يتحقق يومياً على جبهة حلب رغم الضغط الدولي والإقليمي الذي أخر عملية إنهاء معركة حلب وحال دون إستمرار الغطاء الروسي بقصفه جوي المكثف طوال الأسابيع الماضية كما في بداية معركة حلب وإقتصار العمليات الميدانية على الجيش العربي السوري وحلفائه، ويبدو أن العزم على إنهاء هذه الجبهة تزامناً مع إنهاء معركة الموصل قد عقد ولا رجعة فيه.
ضاحية الأسد تتحرر
تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من استعادة ضاحية الأسد غرب حلب بعد معارك عنيفة جرت مع الجماعات المسلحة.
وكان الجيش السوري تمكّن من استعادة أجزاء واسعة من ضاحية الأسد في مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر الحالي.
ونجح في استعادة بعض النقاط التي خسرها في ضاحية الأسد وقرية منيان غرب مدينة حلب خلال مواجهاته مع مسلحي "جيش الفتح".
وسيطر الجيش السوري وحلفاؤه الأربعاء بالكامل على مدرسة الحكمة غرب مشروع "الألف وسبعين شقة" جنوب غرب حلب، وذلك بعد ساعات على استعادتهم المشروع بالكامل، وقد انسحب من بقي من المسلحين من المشروع باتجاه ريف حلب الغربي مع تقدّم الجيش السوري وحلفائه باتجاه تلال مؤتة وأم الرخم جنوب غرب المشروع.
وكان الجيش السوري وحلفاؤه استعادوا السيطرة على مشروع الـ1070 شقة جنوب غرب حلب على نحو كامل في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي.
ما هي أهمية تحرير ضاحية الأسد
_توسيع سور الحماية حول حلب والمناطق الغربية منها خاصة وإفقاد المسلحين أي إمكانية لوصل الجبهة الشرقية بالجبهة الجنوبية الغربية في محاولاتهم المتكررة لمحاصرة القوات المتمركزة في غرب حلب.
_تضييق الحصار على المسلحين في جنوب شرق حلب وعدم السماح بتكرار ما حصل سابقاً عند بتحقيق اختراق جزئي في حملة المسلحين لفك الحصار عن حلب في محور الراموسة ومشروع 1070خصوصاً في حال اتخذ القرار بحسم معركة شرق حلب وجاول مسلحو الغرب وصل الجبهات ببعضها من جديد لدعم المحاصرين في الشرق.
_إنهاء ديباجة اتخاذ المسلحين لمنطقة ضاحية الأسد كنقطة ارتكاز لتنفيذ هجماتهم على مواقع الجيش السوري في مشروع الـ 3000 والمناطق المحيطة به، ويضاف إلى ذلك أنه وبسيطرة القوات السورية على ضاحية الأسد سيتمكن الجيش من تأمين المساكن المأهولة في حلب الشرقية الواقعة تحت سيطرته.
ما الخطوة التالية؟
بعد تحرير ضاحية الأسد ومشروع 1070 من المتوقع الإستمرار في التقدم على جبهة جنوب غرب حلب في مناطق الراشدين و بنيامين ومنيان وخان العسل وما بعدها سعياً لتوسيع هامش الأمان للجبهتين الغربية والشرقية على السواء، كما يرجح فتح جبهات في الغرب الشمالي تأميناً للقوى المتمركزة غرباً وفي الكاستيلو ومنعاً لإستمرار حوادث استهداف المسلحين للمدنيين في غرب حلب بالأسلحة المباشرة أقلّه من ناحية المناطق المجاورة في غرب المدينة، إضافة لتمكين سكان المناطق المحررة من العودة لمنازلهم وذلك يخفف الضغط السكاني المتمركز في حلب الغربية.
هذا ويجدر الإشارة إلى أن جبهات سورية أخرى لا تزال مشتعلة ويتحقق فيها تقدم للجيش السوري وحلفائه وخصوصاً في ريف دمشق بالتقدم اذي أحرزه الجيش السوري في خان الشيخ ومناطق أخرى عدة.
ويذكر أن هجوم الجماعات المسلّحة على غرب حلب ومنع المقاتلين من الخروج من أحيائها الشرقية، هو قرار تركي أميركي لمنع وحدات الجيش السوري من حسم معركة الاحياء الشرقية في حلب ومنعه من فتح معركة الباب بعدها. لكن قدرة الجيش السوري على وقف الهجوم مرات عدة تعزز من الاندفاع نحو ساعة الصفر في شرقي حلب ومدينة الباب الإستراتيجية، لذا يبقى السؤال متى ستحين ساعة الصفر لإنهاء معركة شرق حلب الحاسمة في مستقبل الحرب السورية ككل؟