الوقت- تطرق المحلل والمفكر الأمريكي نعوم تشومسكي في حوار مع مجلة فوكوس الألمانية الى أسباب ظهور شخص مثل دونالد ترامب على الساحة الامريكية فجأة ليجرب حظه في الوصول الى أعلى منصب سياسي في أمريكا فيما يؤيده نصف الأمريكيين تقريبا.
وقال تشومسكي في هذا الصدد "ان امريكا كانت أغنى بلدان العالم قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية لكنها من الناحية الثقافية كانت متخلفة وكان مجتمعها معزولا وإنطوائيا جدا، وفي الوقت الحالي ايضا هناك عدد قليل جدا من الأمريكيين الذين هم على اطلاع بما يجري خارج حدودهم" واضاف "قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية كانت البلدان الأوروبية أهم اللاعبين على المستوى الدولي وكانت اوروبا عاصمة الثقافة في العالم لكن الحرب العالمية الثانية غيرت هذ الواقع". وتابع: لاتزال توجد في أمريكا جماعات ومناطق لم تغير نفسها ومنهم الأصوليون الدينيون.
وانتقد تشومسكي النظام السياسي الأمريكي قائلا ان الحزبين الديمقراطي والجمهوري باتت لديهم ميول يمينية وان الديمقراطيين اليوم هم الجمهوريون المعتدلون.
وفي جانب آخر من الحوار أشار تشومسكي الى صعود نجم الأحزاب الأوروبية اليمينية المتطرفة قائلا: اعتقد ان التوترات في المجتمعات الأوروبية قد اشتدت وتزايدت لأسباب إقتصادية واضافة الى ذلك فإن اوروبا عنصرية للغاية والعنصرية هي مستترة في هذا المجتمع.
واضاف: ان اجراءات التقشف هي أشد في أوروبا، ان السياسات ترسم في بروكسل لكنها تنفذ في كافة أنحاء اوروبا وهناك برلمان اوروبي لكنه لايملك سلطة فالمفوضية الأوروبية هي التي تقرر كل شيء.
وفي جانب آخر من هذ الحوار قال تشومسكي في وصف المجتمعات الغربية: هذا سؤال صعب للغاية، ان معظم القطاعات في أمريكا تعاني من تخلف ثقافي لكنها متطورة جدا من الناحية الإقتصادية، هنا يعيش أناس يعتقدون ان العالم قد بنيت قبل 10 آلاف عام لكنهم يملكون جهاز آيفون ويشاهدون الأخبار عبر التلفاز.