الوقت- 14 آذار- مارس عام 2011م تاريخ دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين استجابةً لطلب نظام آل خليفة، بعد أن عجز جيشه وقواته الأمنية عن قمع مظاهرات الشعب البحريني السلمية، هذه القوات التي دخلت فاحتلت البلاد وقهرت العباد أعملت كل غيها في الشعب البحريني فارتكبت ما ارتكبته في حق هذا الشعب المظلوم من إهانةٍ وقتل وتعذيب.فازدادت بدخولها وتيرة الحملات الأمنية وعمليات القمع الدموية التي استهدفت المتظاهرين السلميين في مناطق مختلفة من البحرين.
وبعد أربع سنوات لم تفلح قوات آل خليفة والقوات السعودية في كسر إرادة هذا الشعب ومنعه من المطالبة بحقوقه المسلوبة وعلى رأسها حق الحياة الكريمة. حيث قامت جموع الشعب البحريني البارحة بإحياء اليوم الوطني لمقاومة الاحتلال السعودي (ذكرى احتلال البحرين من قبل قوات درع الجزيرة بقيادة السعودية) وقيام القوات السعودية وقوات نظام آل خليفة بهدم العديد من المساجد في مناطق عديدة من البلاد، فعمدوا إلى إقامة صلاتي الظهر والعصر جماعة على أنقاض المساجد المهدمة، حيث أُقيمت الصلاة في مسجد العلويات المدمر ببلدة الزنج، كما أُقيمت الصلاة في مسجد عين رستان ببلدة عالي وفي موقع مسجد أبي طالب بمدينة الزهراء (حمد).
وبعد الصلاة خرج الآلاف من الشعب البحريني في مظاهرات سلمية رددوا خلالها شعارات عبرت عن رفضهم للوجود العسكري السعودي والإماراتي والأردني في بلادهم، تركزت هذه المظاهرات في قرى غرب العاصمة المنامة وفي قرى ستره الدية أبو صبيع الدراز البلاد القديم (مسقط رأس سماحة الشيخ علي سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق البحرينية)، رفع المتظاهرون خلال مظاهراتهم العلم البحريني وصور الشيخ علي سلمان وطالبوا بإعادة بناء المساجد المهدمة وإطلاق سراح السجناء السياسيين كافة من سجون النظام وعلى رأسهم سماحة الشيخ علي سلمان. وهتف المتظاهرون بالحرية للمعتقلين وخصوصاً معتقلي سجن جو الذين يتعرضون لإعتداءات متكررة وظروف إنسانية قاسية يندى لها الجبين.
وأيد المتظاهرون بيان سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم الصادر قبل أيام بعنوان "اليوم وليس غداً" والذي طالب فيه بإنهاء الحل الأمني والبدء بمشروع سياسي حقيقي بشكل عاجل.
هذه المظاهرات السلمية قابلتها القوات الأمنية البحرينية بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص مما أدى إلى جرح عدد من المتظاهرين وإصابة بعضهم بحالات اختناق جراء تنشقهم الغازات السامة.
جاءت هذه المظاهرات في وقت نظم فيه مرصد البحرين لحقوق الإنسان لقاءً تضامنياً مع الشعب البحريني أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف جمع منظمات حقوقية وإنسانية، عربية ودولية أكد المشاركون فيه أن حقوق الانسان في البحرين تنتهك على أوسع مدى، والعالم يرى ما يحصل ولا يتحرك، مشيرين إلى حجم هذه الانتهاكات والتي تعود إلى أكثر من أربع سنوات مضت تاريخ انطلاق الحراك السلمي للمطالبة بإحلال الديمقراطية وحقوق الانسان في البحرين. جان فيرمون الأمين العام لجمعية الحقوقيين الديمقراطيين قال في كلمته خلال اللقاء: "أن المجتمع الدولي والقوى الكبرى والأوروبيين والأميركيين يستخدمون الربيع العربي للتدخل كما يحلو لهم، ففي سوريا نرى مقاتلين أجانب يستخدمون العنف والإجرام وهم يحظون بدعم الدول الكبرى وهي القوى ذاتها التي تمنع على الشعب البحريني الذي يناضل سلمياً حقوقه" مضيفاً "من وجهة نظر القوى الكبرى هناك ربيع عربي جيد في سوريا وآخر سيء في البحرين".
مع استمرار وجود القوات الأجنبية في البحرين والقمع الذي يواجهه الشعب البحريني، يستمر نضال هذا الشعب عبرالمظاهرات والمسيرات السلمية التي تطالب بالحقوق المسلوبة وخصوصاً إنهاء التمييز المذهبي البغيض بين جموع الشعب البحريني والإصلاح السياسي ومجيء حكومة ومجلس نواب منتخبين وحق الشعب البحريني في حياة كريمة بعيداً عن الخوف والقمع، وإن عمد نظام آل خليفة من خلال الحديد والنار إلى قمع هذا الشعب وإغفال مطالبه المحقة فإن الله عزوجل "وهو القاهر فوق عباده" قد وعد المجاهدين في سبيله والصابرين ممن ينصرونه بأن ينصرهم ويثبتهم الأمر الذي ينطبق على نضال الشعب البحريني والذي سيكون النصر حليفه حتماً مهما طال الزمن ومهما بلغ ظلم الظالمين والطغاة حالهم في هذا حال أي شعب ينتفض ضد الظلم والطغيان، فكما كان النصر حليف الشعب الإيراني بعد كل ما مارسه الشاه من قتل وتنكيل وبعد كل ما تلقاه الشاه من دعم مستكبري وجبابرة العالم، سيكون النصر في النهاية حليف هذا الشعب المظلوم بإذن الله جلَّ وعلا.