الوقت- في خضم احتدام المنافسة بين مرشحي الرئاسة الامريكية هيلاري كلينتون ودونالد ترامب يقوم بعض الامريكيين بتحركات تحت عنوان "انفصاليين" وخاصة في المناطق الغربية من أمريكا.
لكن السلطات الامريكية تقوم بقمع تحركات هؤلاء ففي سان فرانسيسكو مثلا قامت الشرطة بمصادرة يافطة للإنفصاليين كان مكتوبا عليها "كاليفورنيا و روسيا .. صديقتان أبديتان"، وفي هذا الصدد قال قائد حركة "نعم كاليفورنيا" الإنفصالية لوئيس مارينلي "يبدو ان افراد الشرطة كانوا يتلقون الأوامر من جهة ما".
ان ما كان مكتوبا على اليافطة يمكن اعتباره تحديا للسلطات الامريكية لأنه كان يظهر كاليفورنيا كبلد مستقل وهي أشهر ولاية أمريكية ويعني ان كاليفورنيا تريد الإنفصال وقد باتت هذه الحركة معروفة في وسائل الإعلام بحركة إنفصاليي كاليفورنيا وهي قد شكلت ايضا حملة إجتماعية ايضا.
كيف تشكلت حركة إنفصاليي كالفورنيا؟
ان هذه الحركة السياسية هدفها استقلال وإنفصال كاليفورنيا وتتابع نشاطاتها بشكل قانوني في اطار "حزب كاليفورنيا الوطني" ويقول مارينلي ان حركته تريد الإنفصال عن أمريكا خطوة بخطوة.
ما هو هدف الإنفصاليين؟
يقول حزب كاليفورنيا الوطني ان اهدافه هي:
الترويج لهوية خاصة بكاليفورنيا كهوية منفصلة عن أمريكا
دعم الاستقلال المالي لكاليفورنيا عن أمريكا
تغليب مصالح كاليفورنيا على مصالح أمريكا
نقل السيادة السياسية من واشنطن الى مدينة ساكرامنتو عاصمة كاليفورنيا بشكل قانوني
السعي لإظهار كاليفورنيا كدولة مستقلة في العلاقات الدولية
تعزيز الحكومة المحلية بالتزامن مع عملية نقل السلطة بشكل تدريجي
ان الزعيم الحالي لحزب كاليفورنيا الوطني هو "تيو سلاتر" وقد بدأ عمله كزعيم ثان للحزب منذ شهر يناير عام 2016 لكن قيادة حركة انفصاليي كاليفورنيا يتولاها الزعيم السابق لحزب كاليفورنيا الوطني مارينلي الذي يقود الان حملة "نعم كاليفورنيا" والتي تريد تنظيم استفتاء الانفصال السياسي لكاليفورنيا في عام 2019.
مكامن الخلاف مع واشنطن
ربما يمكن القول ان منشأ الخلاف مع واشنطن هو الأفكار التي يحملها مارينلي الذي قضى سنوات في روسيا العدوة اللدودة لأمريكا، لقد كان مارينلي استاذا للغة الانكليزية في روسيا منذ عام 2007 وحتى عام 2011 ومن ثم عاد الى أمريكا وكان مارينلي يقول انه محبط من كونه أمريكي ويبحث عن الاقامة الدائمة في روسيا.
ان حركة الإنفصاليين تعارض السياسات الخارجية لأمريكا مثل ارسال القوات العسكرية لشن الحروب في الخارج كما تنتقد هذه الحركة بشدة العلاقات الخارجية لواشنطن ايضا وتسعى للتقارب مع روسيا والدول الشرقية والآسيوية بدلا من الإتحاد الأوروبي وقد اعلن مارينلي انه يريد فتح سفارة لدولة كاليفورنيا في منطقة اورال في روسيا.
ولا يبدو ان هذه الحركة تسعى الى بناء علاقات مع الكيان الصهيوني نظرا للانتقادات التي توجهها للسياسات التوسعية العسكرية، كما تشجع هذه الحركة الهجرة من امريكا اللاتينية الى الاراضي الأمريكية.
مستقبل حركة الإنفصاليين
يمكن القول ان نقطة ضعف هذه الحركة هو إتكالها على القيادة الفردية وتأثرها بشخصية مارينلي الزعيم الشاب السابق ومن جهة اخرى نجد ان هذه الحركة استطاعت الحصول على 6 بالمئة من الاصوات في الانتخابات التي جرت في داخل كاليفورنيا في التنافس مع الجمهوريين والديمقراطيين وهكذا يمكن القول ان أمام هذه الحركة درب طويل لتحقيق أهدافها.
ان هذه الحركة تقول انها ستكون قادرة على تنظيم إستفتاء للإنفصال والاستقلال عن أمريكا بحلول عام 2019 لكن يبدو ان الحصول على الاصوات الكافية للإنفصال هو بعيد المنال ورغم ذلك فإن جمع العدد الكافي من التواقيع من أجل تنظيم الاستفتاء يعتبر بحد ذاته إنتصارا لهذه الحركة الإنفصالية.