الوقت- نظم الناشطون المدنيون والممثلون والسياسيون وقفة للاحتفاء بالذكرى الخمسين لاغتيال ملهم حركات الدفاع عن الحقوق المدنية في امريكا مالكوم اكس في مكان اغتياله في حي هارلم في مدينة نيويورك.
وقد شارك في هذه المراسم نحو 300 شخص والقت "ايلاسيا شاباز" احدى البنات الست لمالكوم اكس خطابا في المناسبة بالاضافة الى كلمات القيت من قبل عدد آخر من المشاركين.
وكان مالكوم اكس واسمه الحقيقي "الحاج مالك الشاباز" قد اغتيل باطلاق النار عليه في 21 فبراير عام 1965 وكان يبلغ من العمر 39 عاما.
وكان مالكوم اكس يعتبر قائدا مسلما وأحد المدافعين الصبورين عن حقوق الانسان ويحظى باحترام وثقة الامريكيين السود.
وكتبت ايلاسيا شاباز مقالا تناولت فيه موقف والدها، لو كان حيا، من الاحتجاجات الاخيرة ضد العنصرية في امريكا، وقالت في مقالها:
لقد اغتيل والدي قبل 50 عاما في مدينة نيويورك وانا افكر به دائما لكنني بدأت افكر به اكثر مع تصاعد نشاطات المدافعين عن الحقوق المدنية بعد احداث مدينة فيرغسون وباقي المناطق الامريكية واتساءل ماذا كان يقول والدي حول هذا الموضوع؟
ان الناس لايزالون ينظرون الى مالكوم اكس كنموذج لمن رفع الصوت عاليا، ان الناس يتذمرون بسبب فقدان هذا الصوت المرتفع في الحوار المحتدم حاليا حول العنصرية لكن من الممكن ان يكون هؤلاء غير راضين عن استراتيجية والدي في النشاطات التي نشهدها اليوم.
من المؤكد ان والدي كان سيتجاوب مع الحركات التي يقودها الشباب في جميع انحاء امريكا وفي خارج البلاد ردا على العنف والوحشية الممنهجين لكنه بالتأكيد كان اول من سيرفع الصوت ويقول بأن رفع الشعارات ليس عملا بل ان الشعارات هي مجرد شكوى ضد النظام الذي لايعير الشعارات اهتماما ، ان والدي لم يكن فقط يرفع الصوت عاليا امام الظلم بل كان يطالب بالعدالة ايضا ويرسم الخطوات التي ينبغي اتباعها لبلوغ هذه الاهداف.
وانتقدت ايلاسيا شاباز في مقالها الشعارات التي رفعها المحتجون ضد العنصرية مثل "الايدي مرفوعة، لا تطلقوا النار" و "ان حياة السود لها قيمة ايضا" واضافت : ان والدي كان سيوافق على هذه الشعارات لكنه كان سيعلن ان افراد الشرطة المعارضين لهذه الشعارات لايقتنعون بمجرد كتابة رسالة أو هاشتاغ.
وكتبت ابنة مالكوم اكس: ان والدي لم يكن لينتقد فقط دون تقديم المقترحات وانه كان سيشرح تاريخ الحركة الاحتجاجية لشباب اليوم الذين يعتقدون بأنهم الآن في نقطة بداية الاحتجاجات في حين ان الحقيقة ليست هكذا ، يجب عدم التغافل عن العلاقة والصلة مع الحركات الاحتجاجية السابقة ، ان هذا التغافل يدل على هزيمتنا في اعطاء الدروس للجيل الجديد عن تاريخ السود وكيفية عمل النظام الاقتصادي والاجتماعي.
واضافت شاباز: ان مالكوم اكس لم يكن ابدا الرجل الوحيد الذي كان يقوم بالنشاطات ، ان مالكوم لم يكن يثير الغضب في نفوس السود بل كان ينظم ويوجه هذا الغضب ، ان البطل في تاريخنا الحديث لايقدم الحلول السحرية بل ان ما يهمه هو ايجاد التغيير في الاوساط الشعبية الغاضبة.
وختمت شاباز بالقول: نحن رجفنا ورجفنا فقط من موت اريك غارنر ومايكل براون وترايون مارتين وتامير رايس لكننا لم نضطرب ويجب علينا ان نعطي مفهوما لفقدان هؤلاء الاشخاص ونستنهض جيراننا بسبب وقوع هذه الجرائم ونهيأهم من اجل تغيير هذا النظام.