الوقت - أجرت السعودية خلال الأيام القليلة الماضية مناورات عسكرية في مياه الخليج الفارسي ومضيق هرمز وبحر عمان، وشاركت في المناورة التي حملت إسم "درع الخليج1" سفن حربية وزوارق سريعة وقوات خاصة من مختلف الصنوف ومشاة البحرية الملكية.
وتضمنت المناورة إجراء تمارين على الحروب الجويّة والسطحية وتحت السطحية والحرب الإلكترونية وحرب الألغام وغيرها من العمليات حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (SPA). وأشارت بعض المصادر بينها العديد من وسائل الاعلام الإسرائيلية إلى أن قسماً من القوات الأمريكية الموجودة في المنطقة شاركت في هذه المناورة.
أهداف المناورة
- إستعراض القدرات العسكرية البحرية بما فيها الأسلحة والمعدات الحديثة التي إشترتها السعودية بمليارات الدولارات من دول كثيرة لاسيّما الدول الغربية وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا وفرنسا.
- رفع مستوى الاستعداد العسكري لمواجهة أي خطر محتمل، حسبما أعلنت القيادة العامة للقوات البحرية السعودية.
- السعي لتحقيق التوازن أو التفوق العسكري في عموم المنطقة.
- تأمين الخطوط البحرية الناقلة للنفط السعودي من الخليج الفارسي إلى مختلف أنحاء العالم عبر مضيق هرمز وبحر عمان. وتشكل صادرات النفط السعودي التي تمر من هذه المنطقة العصب الرئيسي للحياة الاقتصادية في المملكة.
- تأمين خطوط نقل بديلة للسفن الحربية السعودية في حال تعرضها للاستهداف على يد القوات اليمنية قرب مضيق "باب المندب" جنوب البحر الأحمر كما حصل مؤخراً عندما تم إستهداف سفينة حربية من طراز "سويفت" تابعة لدولة الامارات التي تقف إلى جانب السعودية في حربها ضد اليمن.
- حرف الأذهان عن الهزائم التي تتلقاها السعودية في اليمن وغيرها من دول المنطقة التي تحارب الجماعات الإرهابية المدعومة من قبل الرياض لاسيّما في العراق وسوريا.
- حرف الرأي العام عن الجرائم البشعة التي ترتكبها السعودية في اليمن والتي أدت حتى الآن إلى مقتل وجرح الآلاف من الأبرياء وتدمير البنى التحتية بما فيها المستشفيات والمدارس ومستودعات الأغذية والأدوية ومحطات الوقود والمياه والطاقة الكهربائية.
- حرف الأذهان عن الأزمات الداخلية التي تعاني منها السعودية وفي مقدمتها الأزمة الإقتصادية التي نجمت عن تراجع أسعار النفط والتكاليف الباهظة لعدوانها المتواصل على اليمن منذ أكثر من عام ونصف العام.
- سعت السعودية من خلال المناورة إلى الإيحاء بأنها تملك القدرة على إتخاذ قرارات مستقلة فيما يتعلق بقضايا المنطقة، في حين يعلم الجميع أن الرياض لا يمكن أن تتصرف بمعزل عن إملاءات الإدارة الأمريكية ومشروعها المسمى "الشرق الأوسط الكبير أو الجديد".
- بعيداً عن دلالات المكان والزمان سعت السعودية من خلال المناورة للإيحاء بأنها تمثل قوة يحسب لها حساب في المنطقة مقابل قوة إيران.
- يعتقد الخبراء بأن التطورات الأخيرة في مختلف الملفات السعودية بدءاً من سوريا ومروراً بالعدوان على اليمن ووصولاً إلى "جاستا" الأمريكي، هي التي دفعت الرياض لإجراء المناورة لفرض واقع جديد يسمح لها بتغيير موازين القوى في الساحات المذكور أعلاه.
النتائج المترتبة على المناورة
- رفع مستوى التوتر في عموم المنطقة لاسيّما مع إيران، خصوصاً وإن المناورة جرت في مياه بعيدة نسبياً عن الأراضي السعودية. وهذا الأمر بحد ذاته شكّل إستفزازاً للقوات البحرية الإيرانية التي حذّرت الرياض وواشنطن من اللعب بالنار والتعرض لأي قطعة عسكرية إيرانية بحجة المناورات.
- يعتقد المراقبون إن المناورة البحرية السعودية ستكون مقدمة لاجراء مناورات مماثلة من قبل البلدان العربية الأخرى في المنطقة لاسيّما المطلة على الخليج الفارسي والتي تضم أراضيها الكثير من القواعد العسكرية الغربية لاسيّما الأمريكية، وهذا من شأنه أن يرفع من مستوى التصعيد الأمني لأنه سيسمح للقوات الأجنبية بمزيد من التدخل في شؤون المنطقة خصوصاً في ظل الظروف المعقدة والخطرة التي تواجهها في الوقت الحاضر والتي نجمت في الأساس عن هذا التدخل بحجج وذرائع واهية تهدف إلى السيطرة على مقدرات المنطقة ونهب ثرواتها والتحكم بمصيرها خدمة للمشروع الصهيوأمريكي "الشرق الأوسط الكبير".
أخيراً ينبغي التأكيد على أن الرياض وباعتقاد جميع المتابعين لا تتمتع بالاستقلال الذي يمكنها من إتخاذ قرارات إستراتيجية وتكتيكية، واصفين المناورة بأنها كانت مجرد محاولة لاستعراض العضلات لإيهام الرأي العام بأن سلطات آل سعود قادرة على إستخدام الأسلحة التي بحوزتها بعيداً عن الإملاءات الأجنبية، فيما يؤكد آخرون بأن المناورة كانت تفتقر إلى البعد المعنوي الذي يعد العامل الأساس في نجاح أي نشاط عسكري.
هذه المعطيات وغيرها جعلت المراقبين يعتقدون، بل يجزمون بأن التصريحات السعودية التي حاولت الإشادة بالمناورة لم تكن سوى فقاعات إعلامية لا قيمة لها على أرض الواقع.