الوقت- في حين لا يوجد حتى الآن آفاق إيجابية لبدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أكد مصدر في المقاومة الفلسطينية رفض حماس الرضوخ للابتزاز الإسرائيلي، وأعلن أنه لا يوجد طريق آخر سوى التوصل إلى اتفاق كامل لإطلاق سراح الأسرى الصهاينة.
ومع اقتراب موعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لا يوجد حتى الآن أفق أكيد لبدء المرحلة الثانية، وأعلن مصدر بارز في المقاومة الفلسطينية الليلة الماضية أن محادثات القاهرة فشلت، وأن الوسطاء فشلوا حتى الآن في إجبار الكيان الإسرائيلي على الانتقال إلى المرحلة الثانية من المفاوضات.
المقاومة لن تستسلم للابتزاز الصهيوني
ذكرت شبكة الميادين الليلة الماضية، نقلاً عن مصدر رفيع في المقاومة الفلسطينية، أن محادثات القاهرة فشلت في تمهيد الطريق لدخول المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وأن الوسطاء فشلوا في إقناع الاحتلال الإسرائيلي بالمشاركة في المرحلة الثانية من المفاوضات.
وأكد المصدر: "لكن المقاومة لن تسلم أي أسير صهيوني إلا بصيغة اتفاق كامل، ولن تخضع لابتزازات الكيان الصهيوني"، وأشار المصدر إلى أن "الكيان الصهيوني انتهك اتفاق وقف إطلاق النار بتأخيره الدخول في المرحلة الثانية من المفاوضات، ويطالب بتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار والعودة التدريجية للأسرى الإسرائيليين"، وحسب المصدر في المقاومة الفلسطينية، فإن الوسطاء يقولون إن القيادات السياسية في كيان الاحتلال تدفع باتجاه تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار؛ بشرط أن تفرج حماس عن عدد من الأسرى الإسرائيليين.
جاءت هذه التصريحات بينما أعلن جهاز المخابرات العامة المصرية، الخميس، وصول وفدين من "إسرائيل" وقطر إلى القاهرة لاستكمال مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتواجد ممثلين أمريكيين، وفي وقت سابق، أعلنت حركة حماس في بيان لها أن الحركة أغلقت الطريق أمام ذرائع العدو الصهيوني الكاذبة، وأنه ليس أمام "إسرائيل" خيار سوى البدء في مفاوضات المرحلة الثانية من التهدئة، وأن المفاوضات والتوصل إلى اتفاق هو السبيل الوحيد لتحرير الأسرى الصهاينة.
محادثات القاهرة فشلت ونتنياهو يبحث عن الخيار العسكري
لكن قبل عدة ليالٍ، أفادت وسائل الإعلام الصهيونية أيضًا بأنها غير متفائلة بشأن محادثات القاهرة، وفي هذا الصدد، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤولين في الكيان قولهم إن المفاوضات التي جرت في القاهرة بشأن وقف إطلاق النار في غزة لم تكن جيدة، ومن المرجح أن يدرس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خيار استئناف الحرب.
وعاد الوفد الصهيوني إلى تل أبيب، مساء أمس، بعد مفاوضات في القاهرة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وأعلن مسؤولون صهاينة في لقاء مع القناة 13 التلفزيونية التابعة للكيان أن حماس تريد التحرك نحو إنهاء الحرب وانسحاب "إسرائيل" من غزة، لكن هذا لن يحدث الآن.
وقالت المصادر إن "إسرائيل" ترفض الانسحاب وإنهاء الحرب، وإن الوسطاء طلبوا مزيداً من الوقت لحل الأزمة، وأعلنت القناة 13 الإسرائيلية، الليلة الماضية، أن نتنياهو سيدرس الخيارات العسكرية بعد انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.
يُشار إلى أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي استمرت 6 أسابيع، تنتهي اليوم السبت، ويرفض الاحتلال الإسرائيلي الدخول في المرحلة الثانية، ويسعى إلى تمديد المرحلة الأولى بهدف إطلاق سراح المزيد من أسراه من غزة، دون الالتزام بإنهاء الحرب.
وأعلنت حركة حماس أمس، أنه مع انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، فإن الحركة تؤكد التزامها الكامل بتنفيذ كل بنود الاتفاق بمراحله وتفاصيله كافة.
وأضافت حماس: "ندعو الوسطاء والضامنين والمجتمع الدولي للضغط على كيان الاحتلال الصهيوني لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل، وعلى هذا الكيان أن يدخل في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار فوراً ودون تردد أو انقسام".
وذكرت وكالة رويترز للأنباء، نقلا عن مصدرين أمنيين مصريين، أن الوفد الإسرائيلي في القاهرة يسعى إلى تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار لمدة 42 يوما أخرى، لكن حماس ترفض هذه الجهود الإسرائيلية، وتريد الانتقال إلى المرحلة الثانية وفق الاتفاق.
ومن المفترض أن تتضمن المرحلة الثانية التدابير التي من شأنها أن تؤدي إلى نهاية دائمة للحرب، من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى يجب أن يظل قائما بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، على أن تستأنف المفاوضات بشأن المرحلة الثانية في القاهرة، الأمين العام للأمم المتحدة يؤكد أن على الأطراف المعنية أن تبذل كل ما في وسعها لمنع انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
مصادر عبرية: محادثات القاهرة لم تكن جيدة ولم تحرز تقدما
وكتبت القناة 13 التابعة للكيان الإسرائيلي، في كشفها عن آخر التطورات المتعلقة بالمفاوضات في القاهرة عاصمة مصر بشأن اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة: "لم تكن جيدة ولم يتم تحقيق أي تقدم".
ونقل عدد من المصادر الإخبارية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن حماس تريد المضي قدما في إنهاء الحرب وانسحاب "إسرائيل" من قطاع غزة، وهذا لن يحدث الآن، لأن تل أبيب رفضت التراجع وإنهاء الحرب، وطلب الوسطاء المزيد من الوقت لحل الأزمة.
وذكرت المصادر الإخبارية أن مسؤولين كشفوا: "الوسطاء طلبوا منا بضعة أيام لحل القضايا المتبقية، وسيدرس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الليلة الخيارات العسكرية إذا انتهت صلاحية اتفاق وقف إطلاق النار دون تمديد".
وقال مسؤول سياسي إسرائيلي، الجمعة: إن "احتمال العودة للحرب (في قطاع غزة) ليس خطوة تهدف للمفاوضات"، وقال المسؤول لموقع "i24 News" الإخباري الإسرائيلي: "هناك تفاهمات مع الجانب الأمريكي بأنه إذا قررت إسرائيل استئناف العمليات العسكرية فإنها ستدعم هذه الإجراءات"، وقال المسؤول الإسرائيلي قبيل اجتماع أمني كان من المقرر أن يعقده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة: "من المتوقع أن يعود فريق التفاوض الإسرائيلي من القاهرة الليلة (ليلة الجمعة الماضية)".
وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أيضا أن من المقرر أن يجري نتنياهو مشاورات هاتفية الليلة الماضية مع وزراء في الحكومة وقادة الجيش والاستخبارات بشأن استمرار اتفاق تبادل الأسرى، ويشارك في هذه المشاورات وزير الخارجية جدعون ساعر، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وأرييه أدرعي، بالإضافة إلى رؤساء الأجهزة الأمنية وطاقم المفاوضات، وأعلن مسؤول إسرائيلي كبير، مساء الجمعة، أن فريق التفاوض عاد من القاهرة الليلة الماضية، وأن المحادثات ستستمر في القاهرة السبت.
وأفادت القناة العبرية الثانية نقلا عن مصدر مطلع: بأن الوسطاء حذروا "إسرائيل" من أن وقف إطلاق النار لن يتم تمديده إذا لم تبدأ المرحلة الثانية من المفاوضات، فيما تحاول قطر ومصر إيجاد حل لسد الفجوات. وحسب المصدر المطلع، أكد أن "الوقت لم يفت لإنقاذ المزيد من الرهائن، لكن على "إسرائيل" أن تتخذ قراراً لتحقيق ذلك"، وأعلنت مصر، يوم الخميس الماضي، بدء محادثات مكثفة في القاهرة بين أطراف اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حول الخطوات المقبلة، وسط استمرار الجهود لضمان تنفيذ التفاهمات المتفق عليها.