الوقت- أحدثت فتوى ما يسمى المجلس الشرعي في حركة "أحرار الشام" الإرهابية بجواز التعاون والتنسيق مع الجيش التركي لمقاتلة تنظيم داعش والأكراد والانخراط فيما يعرف بعملية "درع الفرات"، شرخاً واسعاً ضمن صفوف الحركة التي تعد إلى جانب جبهة النصرة رأس حربة المسلحين في شمال سوريا، فيما نأت الأخيرة بنفسها عن العملية العسكرية.
وأعلن "الشرعي" في حركة "أحرار الشام الإسلامية" المدعو أبو اليقظان المصري وكتيبة "مجاهدو أشداء" انشقاقهم عن الحركة، على خلفية إصدار فتوى الطاعة للجيش التركي وحاربة تنظيم داعش.
ونشر أبو يقظان المصري في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي"تويتر"، بيان الانشقاق بشكل رسمي.وبعد التغريدة بساعات، أصدرت كتيبة "مجاهدو أشداء" بياناً عبرت فيه عن أسفها على انشقاقها عن الحركة بعد سنين من الجهاد في صفوفها، وقالت "يؤسفنا ترك الحركة لأسباب على رأسها عدم ثقتنا في مرجعية الحركة الشرعية ممثلة في المجلس الشرعي الذي نراه شكلياً وبعيداً عن الواقع، خلافا لما كان عليه"، ولفت البيان إلى أن السبب الآخر هو "وجود توجه قوي ظاهر للعيان لدى فريق مؤثر في الحركة يعيق التقارب والتوحد الذي يسعى له طلاب العلم".
وأعلنت حركة "مجاهدو أشداء" منذ اليوم الأول لفتوى الطاعة للجيش التركي عدم موافقتها على قتال تنظيم داعش بالتعاون والتنسيق مع أنقرة ومسلحيها.
وكشفت مصادر من داخل الحركة أن الاجتماعات عقدت منذ ليل الأربعاء للبحث في سبب الانشقاقات وكان آخرها الشرعي أبو اليقظان المصري ومرافقه الشخصي أبو حمزة الكردي وكتيبة أشداء والبالغ عددهم نحو مئة وخمسة وثلاثين عنصراً، حيث تشكل النسبة الأكبر من مقاتلي الكتيبة من السوريين الأنصار، وبحسب المصادر فإن "لواء أشداء التابع لحركة أحرار الشام أعلن انفصاله عن الحركة وشرعيو اللواء أعلنوا الاستقالة من الحركة، عاطفين ذلك على انحرافات الحركة الأخيرة"، مشيرة أنه "كانت الكتيبة البالغة 70 فرد تنسق مع فتح الشام أكثر من شهر لانشقاقهم عن الأحرار والسبب وراء انشقاقهم هو أبو شعيب (طلحة الميسر) وأبو اليقظان المصري".
بدورها سارعت حركة أحرار الشام الإرهابية الى الادعاء بأنها هي من قامت بفصل أبو اليقظان المصري وكتيبة عاملة داخل حلب شمالي سوريا، بعد رفضهم ‹فتوى› المجلس الشرعي العام الخاصة بالتنسيق مع تركيا، ما تسبب في انشقاق أبو شعيب المصري الذي التحق بأبو اليقظان المصري وتركا أحرار الشام.
وفي سياق متصل أفادت أنباء أخرى بانشقاق كلاً من المسؤول المالي في حركة أحرار الشام "أبو محمد الشامي"، والمسؤول العام للمعسكرات في الحركة "أبو الوليد"، عن الحركة وانضمامهما إلى صفوف "جبهة فتح الشام"، ويرجح أن تكون فتوى الحركة بجواز التنسيق والاستعانة بالجيش التركي، سبباً وراء تلك الانشقاقات.
جبهة النصرة ترفض الانخراط في عملية درع الفرات التركية
من جانبها أعلنت جبهة النصرة، الجمعة أيضاُ، رفضها القتال ضمن عملية "درع الفرات" التي يخوضها مقاتلون من المعارضة بدعم من الجيش التركي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الريف الشمالي والشرقي لمحافظة حلب، شمالي سوريا.
وأصدرت جبهة النصرة التي أسمت نفسها "جبهة فتح الشام" بياناً أعلنت فيه موقفها الرافض للقتال ضمن عملية درع الفرات التي يقودها الجيش التركي في شمال سوريا، وذلك بعد بدء المرحلة الثالثة من العملية العسكرية االتي تضم الى جانب القوات التركية فصائل معارضة سورية و مجموعات من القوات الأمريكية.
وجاء في بيان جبهة فتح الشام "نؤكد أن هذه المسائل يجب فيها التأني والامساك في سبيل فهم الواقع وإعطاء الحكم الشرعي فيها وإن العلماء منقسمون في بحث مسألة الاستعانة إلى فريقين فهناك من يحرمها مطلقاً وهناك من يجيزها بشروط مشددة كون القيادة فيها للمسلمين، وإن ما يجري بريف حلب الشمالي هو أن الخوارج لم يتركوا نوعاً من أنواع الظلم إلا وأوقعوه بالمسلمين والفصائل، وهناك عدة مشاريع في المنطقة منها مشروع الخوارج (في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية) ومشروع النظام النصيري (في إشارة إلى النظام السوري) ومشروع حزب العمال الكردستاني (في إشارة إلى الإدارة الذاتية) والمشروع الأمريكي ومشروع الأمن القومي التركي ومشروع الفصائل المتحالفة مع البنتاغون مثل (ألوية المعتصم والحمزة) وغيرها من المشاريع المحلية".
وأضافت جبهة النصرة (فتح الشام) "لا يخفى على أحد الدعم الأمريكي لمشروع PKK والاتفاق الروسي الأمريكي لتثبيت الأسد في الحكم، وبأن دخول الأمريكان هذه المعارك والاستعانة بهم هو قول غير معتبر من الناحية الشرعية والواقعية، وإن نقل المعركة إلى الريف الشمالي والابتعاد عن ملحمة فك الحصار عن حلب هو تشتيت للجهود وضياع للوقت"، وتابعت جبهة النصرة في بيانها "إننا في جبهة فتح الشام نعلن حرمة القتال بريف حلب الشمالي تحت أي طرف إقليمي أو تحالف دولي لا على جهة الاستعانة ولا من باب التنسيق لعدم توفر الشروط الشرعية بهذه الحالة".
وكانت حركة أحرار الشام الإسلامية أصدرت يوم الثلاثاء الماضي فتوى بجواز الانخراط تحت مظلة الجيش التركي في عملية درع الفرات وقتال تنظيم داعش والأكراد في شمال سوريا، وصفتهم بـ "الخوارج المارقين" الذين عملوا على تشويه صورة الدين الإسلامي، وكانوا خنجراً في خاصرة "الثورة والثوار.
وأظهرت المواقف المتضاربة بين حركة أحرار الشام وجبهة النصرة بخصوص قتال تنظيم داعش عمق الخلافات الكبيرة بينهما في عدة قضايا على رغم من اندماج الجانبين أنياً تحت لواء ما يسمى "جيش الفتح".