الوقت- لا يزال المواطن العربي يبحث عن موطن حيث الآمال والآحلام تتحقق ويعيش الأمان، ولا ينفك ما يحصل في بلادنا العربية يدفعنا للهرب و البحث خارجاً خلف محيطات المجهول، و لو كان ثمن العبور يحولنا هاربين غير شرعيين من جحيم بلادنا لنصبح طعام في أفواه أسماك وحيتان ظلمة البحار، و نصبح لقطات لجثث الأطفال في كاميرات المشفقين و المتحسرين.. وسليم بكاميرته يجعلنا نعيش هذه اللقطات مرةً أخرى و ينقلها للعالم عبر فيلمه الذي حاز على جائزة في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.
فقد منحت الدورة 73 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، الفيلم الروائي الطويل الأول: "آخر واحد فينا" للمخرج التونسي الشاب علاء الدين سليم، جائزة "أسد المستقبل" عن الرؤية الخاصة التي قدّمها في فيلمه عن الإنسان في مواجهة قدره والمخاطر المحيطة به من كل جانب وكيف تعامل معها محاولاً إبعادها عنه حتى لا تقضي عليه.
يتحدث الفيلم عن شاب( الممثل جوهر السوداني) الذي أقفلت جميع الأبواب في وجهه فقرر المخاطرة بترك مكان إقامته في الصحرا والبحث في هذا العالم عن متنفس لطموحاته الكبيرة بأن يعيش حراً ميسوراً ومطمئناً على يومه وغده، والباب الوحيد المتاح أمامه البحر المتوسط فيقرر المخاطرة فيدرس جميع الخيارات المتاحة والمخاطر التي قد تواجهه في حال باشر رحلته إلى المجهول المفترض أنه أفضل من واقعه المعدم.
الفيلم المؤثر للمخرج سليم هو أول روائي له، وسبق له أن أنجز أربعة أشرطة قصيرة بينها :بابل، الذي فاز بالجائزة الكبرى لمهرجان مرسيليا للأفلام الوثائقية.
سليم هو العربي الثاني بعد الأردني ماجد أبو نوار الذي حاز قبل عامين جائزة أفضل مخرج من مهرجان فينيسيا عن فيلمه الرائع: ذيب، وكانت بداية إنطلاقته عالمياً.ر