الوقت- سلم النظام السعودي امن حجاج بيت الله الحرام الى شركة "هاشميرا" الفرع الإسرائيلي لشركة "جي 4 اس" وستقوم هذه الشركة بتزويد الفروع السعودية لشركة جي 4 اس بالمعلومات التي تحصل عليها.
وتعتبر شركة جي 4 اس البريطانية إحدى أكبر الشركات الأمنية في العالم والتي تأسست عام 2004 والآن تعمل في أكثر من 125 منطقة في العالم ومنها الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وإضافة الى تقديم الخدمات الأمنية تمتلك هذه الشركة إحدى أكبر الوحدات القوات المسلحة الخاصة في العالم والان تعمل في هذه الشركة اكثر من 600 ألف موظف، وتعتبر شركة هاشميرا الفرع الإسرائيلي لشركة جي 4 اس وهي الان اكبر شركة أمنية خاصة في الكيان الإسرائيلي ولها 50 شعبة.
وقد وقع حكام السعودية منذ وقت طويل اتفاقيات كثيرة في المجال الأمني السايبيري مع الكيان الإسرائيلي، ومن المقرر ان تتم مراقبة الحجاج أمنيا عن طريق أخذ بصماتهم وتصوير أعينهم ووضع أساور إلكترونية في أيديهم وأرجلهم وهكذا تراقب القوات الأمنية السعودية والإسرائيلية بواسطة هذه التكنولوجيا الحجاج منذ بدء دخولهم الى المطار وحتى لحظة خروجهم من السعودية ويراقبون مكان إستقرارهم.
وهذه الأساور الإلكترونية تسجل معلومات الحجاج مثل مكان إقامتهم في السعودية ومعلوماتهم الطبية وهي مزودة أيضا بجهاز تحديد الموقع الجغرافي "جي بي اس" وهذ ليس فقط تحقيرا للحجاج المسلمين في العالم بل يضع بصمات الحجاج في تصرف الكيان الإسرائيلي ويشكل عليهم خطرا أمنيا كبيرا فعلى سبيل المثال يمكن لهذه الشركة الأمنية وعبر المعلومات التي تجمعها ان تراقب بسهولة عمل هؤلاء الأشخاص المسلمين وحساباتهم المصرفية وتستفيد من هذه المعطيات.
ان من يعرف ماهية هذه الشركة التي ببساطة تتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي وتقدم له خدمات ومعدات لحماية المستوطنات والمعتقلات والحواجز العسكرية الإسرائيلية من حقه ان يستغرب كيف يمكن أن تكلف مثل هذه الشركة بأمن الحجاج وبالأساس كيف يمكن تبرير التعامل معها.
من جانبهم يؤكد الفلسطينيون ان شركة جي 4 اس هي شركة دنماركية ـ بريطانية سيئة الصيت للخدمات الأمنية متورطة بالتعامل مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي عبر تقديم خدمات ومعدات أمنية لحماية المستوطنات والمنشآت وبعض الحواجز العسكرية، وهي مرتبطة بعقود مع مصلحة السجون والمعتقلات الإسرائيلية التي تمارس التعذيب والتنكيل بحق آلاف الأسرى الفلسطينيين وبينهم أطفال، ورغم ذلك فازت بعقد للسنة الثانية على التوالي مع السلطات السعودية لتقديم خدمات أمنية لحجاج بيت الله الحرام.
وقد انتشر خبر تعاون السلطات السعودية مع شركة هاشمير الإسرائيلية بعد تسرب رسالة مفتوحة من إسماعيل باتل رئيس منظمة أصدقاء الأقصى إلى السفير السعودي في لندن محمد بن نواف آل سعود، ما تسبب بالحرج الكبير للحكومة السعودية نظراً لنشاطات الشركة الإجرامية في فلسطين.
وتتركز ثقافة المدربين في هذه الشركات وهم عادة من الجنرالات السابقين في الجيش الإسرائيلي في أن العرب هم العدو الأكبر، ولا تخفي جي 4 أس أنها تزود أجهزة المراقبة لعدد كبير من السجون الإسرائيلية وحواجز التفتيش المقامة على ما تسميه إسرائيل بالجدارالأمني وما يسمي الفلسطينيون بالجدار العازل، وقد حققت الشركة نجاحاً وحصلت على عقود أمن في جميع أنحاء العالم، ومن بينها السعودية والدول الخليجية الأخرى..
وكان موقع "بوابة الأهرام" المصري، نقل عن موقع الإذاعة العبرية، الجمعة الماضية، أن السعودية تعاقدت مع شركة "جي فور إس"، الإسرائيلية لتأمين الحجاج منذ دخولهم مطار المملكة وحتى عودتهم إلى بلادهم بأساور إلكترونية إسرائيلية.
وقال الموقع أن الشركة الإسرائيلية تقوم بالعديد من الأعمال في الدول العربية، مؤكدا أن لديها استثمارات بمليارات الدولارات في هذه الدول.
وكانت العديد من الدول الاسلامية انتقدت وبشدة في العام الماضي كدم كفاءة وجدارة السلطات السعودية وسوء ادارتها لموسم الحج بعد فاجعة منى التي تعتبر أسوأ كارثة في تاريخ الحج، كما ان دولا اسلامية جددت مطالبتها بإدارة مشتركة لموسم الحج بسبب تكرر مثل هذه الحوادث.