الوقت- نشر "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» في لندن، تقييمه حول القدرات والإنفاق العسكري لـ 171 بلداً في العالم، في كتاب تحت عنوان "التوازن العسكري لعام 2015". وقد جاء فيه أنه في أعقاب الأزمة المالية العالمية في عام 2008، خفضت معظم الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي والبلدان الأوروبية عدد قواتها العسكرية عبر مراجعة إنفاقها الدفاعي، بينما عززت أميركا وجودها العسكري في منطقة آسيا - المحيط الهادئ والشرق الأوسط، مع خفض قواتها في أوروبا.
وفي المجموع ازداد الإنفاق العسكري العالمي في عام 2014 بنسبة واحد وسبعة أعشار في المائة، بينما تغيرت مكانة الإنفاق العسكري الأمريكي في النفقات العسكرية في العالم ومقدار هذه التكاليف أيضاً. بمعني أنه في عام 2010، كان الإنفاق العسكري الأميركي يشكل 47 في المائة من إجمالي الإنفاق العسكري في العالم، ولكن في عام 2014، انخفضت هذه النسبة إلى 38 في المائة.
في المقابل، شهدت التكلفة الاسمية للدفاع في البلدان الآسيوية في عام 2010، زيادة بنسبة 25 في المائة. وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أيضاً، ارتفع الإنفاق الاسمي على الدفاع منذ عام 2010 إلي ما يقرب الثلثين. ويساوي هذا المبلغ زيادة بنسبة 40 في المائة من الإنفاق الدفاعي الحقيقي في الفترة نفسها.
وفيما يتعلق بروسيا فإن التكلفة الحقيقية للدفاع قد بلغت فيها متوسط 10 في المائة خلال نفس الفترة، وأنفق معظم هذا المبلغ لـ"برنامج إعادة تسليح الحكومة" في هذا البلد. ومع ذلك، إذا استمر هذا الاتجاه نتيجة انخفاض أسعار النفط في الأسواق الدولية، فإن صعوبات أساسية ستصيب الاقتصاد الروسي بسبب العقوبات الدولية.
ويظهر كتاب التوازن العسكري أن أمريكا مثل العام الماضي تحتل المرتبة الأولى في الإنفاق العسكري في العالم. هذا الجدول قد خصص أعلى نسبة للإنفاق العسكري في عام 2014 إلى 15 بلداً علي النحو التالي: امريكا 581 مليار دولار (۶۰۰.۴ مليار دولار في عام 2013)؛ الصين 129.4 مليار دولار؛ السعودية 80.8 مليار دولار؛ روسيا 70 مليار دولار؛ بريطانيا 61.8مليار دولار؛ فرنسا 53.1 مليار دولار؛ اليابان 47.7 مليار دولار؛ الهند 45.2 مليار دولار؛ ألمانيا 43.2 مليار دولار؛ كوريا الجنوبية 34.4 مليار دولار؛ البرازيل 31.9 مليار دولار؛ إيطاليا 24.3 مليار دولار؛ الكيان الإسرائيلي 23.2 مليار دولار؛ أستراليا 22.5 مليار دولار؛ و العراق 18.9مليار دولار.
وبناءً على هذا التصنيف، فإن مرتبة السعودية هي الثالثة في العالم، وقد ازداد إنفاقها العسكري بنسبة 35 في المائة مقارنة مع عام 2013. كما يشير الإنفاق العسكري في الهند التي تقع في المرتبة الثامنة، إلي زيادة تقرب من 19 في المائة بالمقارنة مع عام 2013. وفي منطقة آسيا - المحيط الهادئ ارتفعت النفقات العسكرية في الصين وكوريا الجنوبية بنسبة 15 في المائة و 8 في المائة على التوالي مقارنة مع عام 2013، بينما خفضت اليابان 7 في المائة من تكاليفها في الفترة نفسها.
وينص التقرير على أن موقف بشار الأسد قد تعزز في عام 2014 مقارنة مع عام 2012. بحيث إن قرار الإدارة الأميركية في عام 2013 للتراجع عن توجيه الضربات الجوية ضد سوريا، بعد تعاون دمشق من أجل القضاء على أسلحتها الكيميائية والتعاون مع "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية"، مع عدم رغبة الدول الغربية لمساعدة المعارضة السورية، وكذلك ظهور تنظيم داعش الإرهابي، قد أتاح الفرصة لبشار الأسد ليطلق العمليات الهجومية ويستعيد بعض الأراضي التي فقد السيطرة عليها.
كما تمكن بشار الأسد من التكيف مع الوضع الحالي في مشهد الاشتباكات، ولهذا السبب كانت القوات الموالية للحكومة السورية ناجحة في الاشتباكات الدائرة في المدن واستخدام التكتيكات المضادة للتمرد.
ووفقاً للتقرير، اتبعت امريكا في عام 2014سياسة مزدوجة تجاه سوريا، بمعني أنها قدمت كميات صغيرة من الأسلحة والمعدات لبعض القوي المعارضة للأسد، لاختبار ادائها ومصداقيتها، ومن جهة أخري خصصت ميزانية قدرها 500 مليون دولار لتدريب وتجهيز المجموعات المعارضة. وقد تم إقرار هذه الخطة من قبل الكونغرس، ومع ذلك لم تنفذ بسبب الخلافات الحادة بين الإدارة الأميركية والمجموعات المعارضة لها.
وأشار التقرير إلى أن داعش في العراق وسوريا ومن خلال تجنيد 30 إلى 35 ألف مقاتل، يتمتع بأداء أفضل من المجموعات الأخرى، وأضاف: إن هذا التنظيم له هيكل لا مركزي، وطبيعته تتركب من وحدات المشاة العسكرية والجماعات الإرهابية والجماعات المتمردة.
وتابع التقرير: ما يقرب من ثلث أعضاء تنظيم داعش، هم من العسكريين الأجانب الذين انضموا إلى هذا التنظيم من 80 بلداً ، بما في ذلك تونس و السعودية والأردن. وبعض قادة داعش هم الأعضاء السابقون في تنظيم القاعدة ، وفي العراق عدد من ضباط عهد صدام، وفي سوريا مزيج من السوريين والأجانب الذين انضموا إلى هذا التنظيم من مختلف البلدان والمناطق، بما في ذلك الشيشان و السعودية وشمال أفريقيا.
وتضمن التقرير إشارة إلي دولة الإمارات العربية المتحدة التي بذلت في السنوات الأخيرة جهوداً مستمرة لعرض وتعزيز قوتها العسكرية. وأرسلت ألفاً من جنودها إلي أفغانستان تحت عنوان " قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان" والمعروفة بـ "إيساف"، والتي كانت تعمل تحت قيادة حلف شمال الأطلسي، وشارك سلاح جوها في الحملات الجوية ضد داعش خلال العام الماضي.
وبالتوازي مع ذلك، فقد حاولت دولة الإمارات العربية المتحدة في السنوات الأخيرة تحديث قواتها الجوية، وفي هذا السياق، أقدمت علي استخدام التكنولوجيات المتقدمة والحصول علي الطائرات بدون طيار. كما تواجه الإمارات العربية المتحدة شحاً في الموارد البشرية، ولذلك توظف المحاربين الباكستانيين أو الأردنيين المتقاعدين، أما قادة القوات العسكرية في هذا البلد فهم إماراتيون.
