الوقت- نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية مقالاً تطرّقت فيه للدور السعودي السلبي طوال سنوات في القضية الفلسطينية، موضحةً أن رئيس الموساد السابق، شبتاي شبيط، منح السعودية دور اخضاع رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن".
وأوضحت الصحيفة في مقال للكاتب عودة بشارات أن "شبيط، يطالب في دعاية حركة "ضباط من اجل أمن اسرائيل" باستغلال نافذة الفرص وتأييد المبادرة العربية."
وأضاف الكاتب "اذا قمتم بالسؤال كيف أن بنيامين نتنياهو صامد في الحكم رغم كل شيء، فالجواب بسيط: هذا الشخص لا توجد له أي خطط. وفي المقابل يقوم بوضع محتوى جديد لم يحلم به من وضعوا الخطط في كوابيسهم، لقد اقترحت المبادرة العربية لتطبيع العلاقات بين العالم العربي والكيان الإسرائيلي بعد انسحابها من الاراضي المحتلة. وفهم نتنياهو الجزء الاول من المبادرة وشطب الجزء الثاني. والآن ايضًا، نتنياهو وهرتسوغ ايضًا يريدان الاستثمار في الدول العربية من اجل اخضاع الفلسطينيين، المشكلة هي أنه اذا تم اخضاع الفلسطينيين مرة اخرى فانهم سيستوون مع الارض، والآن يمكننا فهم لماذا تلونت كل البلاد بألوان السعودية، ولماذا تتفاخر المصادر الرسمية بالعلاقة الآخذة في التبلور مع دول الخليج الفارسي وكيف أن آخرين، بما في ذلك اشخاص في المعارضة، يطالبون باقامة تحالف مع "الدول السنية"، ولكن الفلسطينيين الذين يعانون من "اخوانهم" العرب يعرفون جيدا ما هو نظام العصور الوسطى السعودي".
في السياق ذاته، لفت عودة بشارات الى ان "المؤرخ عبد المجيد حمدان طرح في أحد كتبه صورة لبرقية للزعيم السعودي في بداية القرن الماضي، ابن سعود، والتي جاء فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم، أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود، أُقر وأعترف ألف مرة أمام السيد بيرسي كوكس، ممثل بريطانيا العظمى، بأنني لا أمانع من اعطاء فلسطين لليهود المساكين أو لغيرهم، كما تراه بريطانيا مناسبا، والتي سأخلص لها الى الأبد". ولكن حينما طلب الوفد الفلسطيني في 1947 تأييد ابن سعود اشار الى عينه الزجاجية وقال "فلسطين هي بؤبؤ عيني"، هذا هو التلون بأقصى صوره. بعد ذلك، في 1948، كانت السعودية هي العمود الفقري لرفض قرار التقسيم، وبهذا خدم دافيد بن غوريون الذي كان يبحث عن مبرر للسيطرة على اراضي الدول العربية.
وتابع الكاتب انه فيما بعد تبين طابع "التهديد" العربي لقيام "دولة اسرائيل" في 1948. وثائق تلك الايام تكشف عن الدور الذي لعبه الزعماء العرب، فمن جهة اعلان الحرب الكلامية ومن جهة اخرى التعاون مع بريطانيا والحاضرة اليهودية في فلسطين، وهم يحاولون الآن اعادة عجلة التاريخ، لكن في هذه المرة سيتم استخدام العصا السعودية بشكل علني.، وهذا افضل! يجب عدم تقسيم الناس حسب اصولهم، بل حسب اعمالهم.
وتابع: في السابق توسلنا لأبو مازن كي يقاوم "العمليات الارهابية"، وعندها وعد الاسرائيليون والامريكيون ايضا بالجبال والتلال وتحقيق خريطة الطريق وتنفيذ اجزاء اخرى من اتفاق اوسلو واقامة دولة فلسطينية وتسهيلات اقتصادية وما أشبه، اصوات الانفجارات هدأت ومعها اختفت جميع الوعود.
واشار الى ان "الشخص الذي قام بوقف العمليات تقول عنه وزارة الخارجية الصهيونية إنه ارهابي دبلوماسي، المطالبة بمقاطعة "اسرائيل" تعتبر ارهابا، وكل يوم تتم اهانة أبو مازن مجددًا، والآن يأتي الى زنزانته الاخوان من السعودية لالزامه بالتوقيع على الانتحار الجماعي للشعب الفلسطيني لأنه لا يوجد لأحد غير ذلك ليقترحه".