الوقت- قدم مندوب إيران لدى الوكالة الدولية لللطاقة الذرية، مذكرة إحتجاجٍ حول إفشاء وثائق سریة تتعلق ببرنامج ایران النووی طویل الأمد. فيما طُرحت العديد من التساؤلات، حول المسؤول عن إفشاء أسرار برنامج إيران النووي. وهو الأمر الذي يتعلق أخيراً، بعمل الوكالة الدولية للطاقة، ويقع في صلب مسؤوليتها.
وعلى الرغم من أن الموضوع سيدخل أسبوعه الثاني، فإن الوكالة لم توضح أو تُجب على أيٍ من التساؤلات، التي قدمتها طهران والعالم. في وقتٍ، يبدو فيه أن النتائج، لن تطال فقط تعاطي إيران مع الوكالة، بل ستعود إيران لتضع النقاط على الحروف كما يُقال، فيما يتعلق بتعاطي الغرب معها، لا سيما أمريكا، تجاه نشاطها النووي الخاص. فما هي دلالات إفشاء المعلومات؟ وكيف تتحمل وكالة الطاقة الدولية والغرب مسؤولية وعواقب ذلك؟
دلالات إفشاء المعلومات: ما يتعلق بوكالة الدولية للطاقة
إن السؤال الأول المطروح، يتعلق بالدلالات التي يحمله إفشاء المعلومات، على صعيد الوكالة الدولية للطاقة. وهو ما يمكن الإجابة عليه بالتالي:
أولاً: يُعتبر أمر إفشاء الوثائق السرية التي تتعلق ببرنامج إيران النووي، عملاً يُخالف روح الإتفاق النووي، ونظام الوكالة الدولية الخاص. فيما تُعتبر اللجنة المشتركة المتعلقة بالإتفاق النووي، هي الطرف الوحيد المُخوَّل معرفة هذه المعلومات. مما يعني بالنتيجة أن ما حصل، يحتاج الى تبريرٍ من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ثانياً: على الصعيد المهني والمبدئي، تتحمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مسؤولية المعلومات التی تم بثها، والتي کانت سریة. وهو ما يضع الوکالة الدولیة للطاقة، أمام مسؤولية توضيح الأسباب والحيثيات التي أدت لتسريب هذه المعلومات، أمام العالم. وهو ما يُوجبه القانون الخاص بالوكالة، والذي يعتبر أن منظمة الطاقة هي من يتحمل مسؤولية الحفاظ على أسرار الدول التي تتعامل معها حيث أنه واجب من واجباتها.
ثالثاً: على الصعيد العملي والإجرائي، لا ينبغي الجزم بالقول في ضلوع المنظمة في نشر هذه المعلومات، وهو ما أكدته إيران عبر تصريحات مسؤوليها، حيث من الممكن أن يكون هناك طرفٌ ثالث هو المسؤول عن هذا الأمر. في حين ينبغي على المنظمة، كشف ملابسات الأمر وخفاياه. وهو ما دفع مندوب طهران لدى الوكالة، لتقديم رسالة وتبيين كيفية تسرب هذه المعلومات الى الإعلام. لأنه وبناءاً لسلوك الوكالة، ستتصرف إيران تجاه الموضوع. فيما من الواضح حتى الآن، أن الوكالة تُثبت مرة جديدة أنها ليست أهلاً للثقة.
دلالات إفشاء المعلومات: ما يتعلق بالغرب وأمريكا
بالإضافة الى ما تقدم، لا يمكن فصل ما جرى، عن الغرب وأمريكا.خصوصاً أنه - أي الغرب - لم يكن يوماً مثالاً للمهنية لا سيما في التعاطي مع ملف طهران النووي. وهنا نوضح التالي:
- إن إنتشار مثل هذه المعلومات، يضع الغرب وواشنطن، في مشكلة وليس إيران. حيث أن الجميع كان يرجوا أن تبقى هذه المعلومات سرية لما يزيد عن 15 عاماً، وذلك للحفاظ على أهداف الإتفاق النووي. الأمر الذي يجعل هذه الأطراف، تتحمل مسؤولية في هذا المجال، ويضعهم في موقع حرج، أمام سلوك إيران المستقبلي. ويجعل ادعاءاتهم تجاه إيران باطلة، خصوصاً لفرض أي قيود جديدة على نشاط إيران النووي.
- أكد الإفشاء الذي حصل، حقيقة نوايا إيران حول هدفها من التقدم النووي، التي كان سيطَّلع عليها العالم في المستقبل. حيث لم يكن الهدف صناعة قنبلة نووية، بل التقدم على الصعيد المُختص بالصناعة النووية والإستفادة منها في أغراض سلمية. ما يضحد الإدعاءات التي رافقت مزاعم الوكالة الدولية، تجاه إيران، والتي كانت لأهدافٍ سياسية تخدم السياسة الأمريكية.
-إن ما حصل، يُعتبر سلوك سياسي، ضد إيران، وستتعاطى إيران بناءاً لذلك. فيما يدل التعاطي اللامسؤول للوكالة اليوم تجاه الموضوع، على عدم الشفافية والمهنية في العمل. فالوكالة تمتنع عن التصدي للتهديدات التي تفرضها برامج الكيان الصهيوني النووية، وكذلك الدول التي تمتلك السلاح النووي. فيما تغض النظر عن فضح المعلومات السرية التي تتعلق بأنشطة إيران النووية، والتي سبق أن تعهدت الوكالة بحفظها وحمايتها، وهي مرتبطة بروح الإتفاق النووي. وهو ما يتوافق مع السياسة الأمريكية، ويتعارض مع العمل العلمي والمهني.
من الواضح أن السلوك الذي حصل تجاه إيران هو سياسيٌ بإمتياز. فيما لم تُقدِم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على أي عملٍ مُضادٍ يُثبت حسن نواياها. فالمعلومات التي نُشرت هي عبارة عن تسريبات، وليست كافة المعلومات. مما يؤكد وجود طرفٍ يسعى لأهدافٍ خاصة. وهو ما يقع على عاتق الوكالة كشفه.
تتعاطى إيران حتى الآن بموضوعية، مُنتظرةً نتائج الأيام المقبلة. فيما يُدرك العالم، أن الخاسر الأول من أي سلوكٍ مخالفٍ للإتفاق النووي، هو الغرب وأمريكا، وليس إيران. حيث يُشكل تسريب المعلومات، تهديداً لمصداقية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خصوصاً لناحية الثقة بها. الأمر الذي يجعل مستقبل عملها على المحك.