الوقت- بحسب تسريبات صحفية، تنص الخطة التي طرحتها واشنطن على روسيا، على تكثيف تبادل المعلومات الإستطلاعية بين البلدين بشأن سوريا وصولا الى تنسيق الغارات الجوية على جبهة "النصرة" وتنظيم "داعش" الإرهابي ومنع تكرار غارات سلاح الجو السوري على فصائل ما يسمى بـ "المعارضة المعتدلة".
وقبل ساعات من إجتماع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، اليوم لمناقشة اقتراح الولايات المتحدة تعزيز التعاون العسكري في سوريا، جاءت تصريحات وزير الدفاع الأمريكي ناسفاً أي أمل بالتوصل إلى إتفاق روسي امريكي.
فقال "أشتون كارتر" وزير الدفاع الأمريكي في مؤتمر صحفي عقده اليوم بأن روسيا لا تزال بعيدة عن مواقف واشنطن حول عدة ملفات، منها تطبيق مرحلة سياسية إنتقالية يتخلى فيها الرئيس بشار الأسد عن السلطة، مع إستهداف المجموعات المتطرفة وليس المعارضة المعتدلة حسب وصف كارتر.
وأضاف كارتر بأن المفاوضات التي يجريها كيري مع الروس قائمة على "المصلحة المشتركة بما يسمح لنا بتحديد الدرجة والتوقيت مع الروس".
بدوره قال الجنرال "جو دانفورد" رئيس قيادة الأركان المشتركة، في المؤتمر الصحفي الذي حضره مع وزير الدفاع: "لن ندخل في صفقة قائمة على الثقة، ستكون هناك إجراءات وعمليات محددة في أي صفقة محتملة لنا مع الروس، وستكون وظيفتها حماية أمن عملياتنا".
وفي حال تم الإتفاق الروسي الأمريكي فإنه يشمل تعاون بين العسكريين الأمريكيين والروس على الأرض، مما يثير تحفظات عدد من المسؤولين في واشنطن، الذين يترددون في تقاسم المعلومات الإستخبارية حول سوريا مع موسكو، وسط قلق العديد من المسؤولين الأمريكيين من أن تبادل المعلومات مع الروس قد يجازف بكشف مصادر المخابرات الأمريكية وأساليبها وقدراتها.
هذا وأعرب موفد الأمم المتحدة حول سوريا ستيفان دي ميستورا عن الأمل في تحريك مفاوضات السلام في أغسطس/أب بعد فشل جولتين من المفاوضات هذا العام، حيث يلتقي دي ميستورا ممثلي الولايات المتحدة وروسيا اليوم في جنيف لبحث سبل إستئناف محادثات السلام السورية المتوقفة.
وبعد الإجتماع أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قناعته بأن الإتفاقات التي تم توصل إليها مؤخراً مع نظيره الأمريكي جون كيري، من شأنها أن تضمن تنصل المعارضة السورية المعتدلة من داعش والنصرة.
وقال لافروف إثر لقاء جمعه مع كيري في فينتيان عاصمة لاوس إنه في حال تطوير الإتفاقات التي تم التوصل إليها في أعقاب اللقاء مع وزير الخارجية الأمريكي في موسكو، في سياق المشاورات المرتقبة بين الخبراء الروس والأمريكيين، وفي حال تنفيذ هذه الاتفاقات فعلاً، فستضمن تلك الإتفاقات تنصل المعارضين المعتدلين من إرهابيي "داعش" و"جبهة النصرة".
وأردف لافروف قائلاً: "إننا بحثنا ما يجب علينا أن نقوم به لكي يبدأ تنفيذ هذه الإتفاقات في إطار عمليات القوات الجوية والفضائية الروسية وسلاح الجو الأمريكي والتحالف الدولي الذي يقوده".
وأوضح الوزير الروسي بأن الإتفاقات مع واشنطن تتعلق بخطوات عملية يجب إتخاذها من أجل محاربة الإرهابيين في سوريا بفعالية، وعدم السماح بتواجد من يطلق عليهم "المعارضون المعتدلون" في الأراضي الخاضعة لسيطرة الإرهابيين، وتابع لافروف أن هؤلاء يريدون المشاركة في نظام الهدنة، ويسعون في الوقت نفسه للسماح لتنظيمي "داعش" والنصرة" بالإستفادة من هذا النظام والحيلولة دون تكبد التنظيمين أي خسائر.
وفي معرض تعليقه على نتائج لقائه بكيري في لاوس، قال لافروف إن الجانب الأمريكي ما زال يؤكد لموسكو أنه قادر على الفصل بين المعارضة السورية المعتدلة والتنظيمات الإرهابية في سوريا، على الرغم من فشل واشنطن في إحراز هذه المهمة منذ أشهر.
كما تناول لافروف في تصريحاته موضوع المفاوضات السورية في جنيف، مشدداً على ضرورة استئنافها في أقرب وقت، لكنه أكد أن مواقف الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن معارضة الرياض وإصرارها على طرح إنذارات في سياق الحوار، تعرقل استئناف المفاوضات.
وقال لافروف: "تتخذ ما تسمى الهيئة العليا للمفاوضات حتى الأن موقفا غير بناء، وهي لا تطرح أي اقتراحات، بل تقدم إنذارات لا يمكن أن تؤدي إلى شيء إيجابي، وتصر على رحيل الرئيس الأسد، لنرى بعد ذلك ما نفعل مع العملية السياسية، إنه موقف لا يؤدي إلا إلى طريق مسدود".
وأعرب لافروف عن أمله في أن يتمكن ممثلو روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة خلال مشاوراتهم المرتقبة في جنيف من تنسيق مقاربة تجاه المفاوضات السورية، ليتم بعد ذلك تطبيقها على أساس القرار الدولي الخاص بالعملية السياسية في سوريا، ومنع طرح أي شروط مسبقة وإنذارات في سياق الحوار.
وأكد لافروف أن اللقاء الثلاثي في جنيف الذي سيعقد يوم الثلاثاء، سيكون مكرساً لتسريع العملية من أجل الشروع في العمل على صياغة حزمة اتفاقات سياسية لتسوية الأزمة السورية، وأعاد إلى الأذهان أن القرارات الدولية السابقة تطالب بعقد جولة جديدة للمفاوضات في أقرب وقت.
وإعتبر لافروف أن الجولة القادمة من عملية جنيف يمكن أن تصبح الجولة الأولى من المفاوضات الحقيقية، لأن الجولات السابقة لم تتضمن مفاوضات بكامل معنى هذه الكلمة، وذكر بأن المبعوث الأمم ستيفان دي ميستورا لم يتمكن حتى الأن من جمع كافة الأطراف المعنية بتقرير مصير سوريا وراء طاولة المفاوضات، حيث شدد على ضرورة أن تجري المفاوضات الحقيقية على أساس المبادئ التي أقرها مجلس الأمن الدولي.
بدوره قال كيري للصحفيين بعد اللقاء مع لافروف إنه يأمل في أن تتمكن واشنطن وموسكو من الإعلان في أوائل الشهر المقبل عن تفاصيل الخطة الأمريكية الجديدة للتنسيق العسكري مع روسيا بشأن سوريا، وأشار إلى إحراز تقدم فيما يخص إستكمال صياغة الخطة خلال الأيام القليلة الماضية.