الوقت- أعلنت رئيسة الحزب الديمقراطي الأمريكي "ديبي واسرمان شولتز" إستقالتها من منصبها وسط فضيحة كبيرة بشأن رسائل مسربة بالبريد الإلكتروني، ما أثار حالة من الفوضى في أوساط الحزب، عشية إعلان ترشيح هيلاري كلينتون رسمياً لخوض الإنتخابات الرئاسية المقررة في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في مواجهة المرشح الجمهوري "دونالد ترامب".
وقالت واسرمان شولتز في بيان "إن أفضل طريق لمساعدة الحزب الديمقراطي على تحقيق هدفه بوصول كلينتون إلى البيت الأبيض هو الإستقالة"، فيما وجّهت كلينتون بيان شكر إلى شولتز. وقالت "عندما أكون رئيسة (للبلاد) سأحتاج لمقاتلين مثل ديبي في الكونغرس يكونون مستعدين من اليوم الأول للعمل من أجل الشعب الأمريكي"، حسب تعبيرها.
وجاءت إستقالة شولتز بعد أيام قليلة من نشر موقع "ويكيليكس" نحو 20 ألف رسالة الكترونية تكشف أن الحزب الديمقراطي شهد مساعي لعرقلة حملة المرشح "بيرني ساندرز" المنافس السابق لهيلاري كلينتون خلال الإنتخابات التمهيدية، في وقت يحرص فيه الحزب على إظهار نفسه بصورة الحزب المتحد.
وكان ساندرز قد وجه إنتقادات لاذعة في وقت سابق لشولتز، وهي عضو في مجلس النواب الأمريكي عن فلوريدا، متهماً إياها بالإنحياز. وقال "إنني لا أشك، كما لا يشك أيّ مراقب موضوعي، بأن اللجنة الديمقراطية كانت تؤيد هيلاري كلينتون".
وقد تساهم إستقالة شولتز في إرضاء معسكر ساندرز وتهدئة النفوس، قبل خطاب يلقيه سيناتور ولاية فيرمونت اليوم، الإثنين 25 يوليو/تموز 2016.
وذكر تلفزيون "سي إن إن" أن مسؤولي الحزب الديمقراطي قرروا ألا تلقي واسرمان شولتز كلمة في المؤتمر، وألا ترأس المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام في محاولة أخيرة لإرضاء معسكر ساندرز الغاضب.
ومن بين الرسائل الإلكترونية التي كشفها موقع "ويكيليكس"، رسالة لرئيسة الحزب الديمقراطي تصف تصريحات علنيه لساندرز باعتزامه إقالتها إذا أصبح رئيساً بالـ "السخيفة"، قائلة إنه "لن يصبح رئيساً".
وتشير الرسائل المسربة من اللجنة الوطنية بالحزب الديمقراطي إلى أن اللجنة التي تمثل الذراع الإدارية بالحزب كانت تفضل مرشحاً على آخر أثناء السباق الإنتخابي.
ومن التسريبات الأخرى التي كشف عنها موقع "ويكيليكس" قيام اللجنة المالية للحزب الديمقراطي بتصوير شيك بقيمة 150 ألف دولار لأحد المتبرعين لدعم مرشحي الحزب في الإنتخابات الرئاسية، الأمر الذي عدّة البعض بأنه من شانه أن يعرض الأثرياء الموالين للحزب الى الإستهداف من قبل اللصوص، خصوصاً الذين ترد أسماءهم وعناوينهم في هذه التسريبات.
وزعم البعض أن روسيا لها علاقة بتسريبات "ويكيليكس" من أجل دعم مرشح الحزب الجمهوري في الإنتخابات الأمريكية "دونالد ترامب" على حساب منافسته المرشحة الديمقراطية "هيلاري كلينتون" لأن ترامب كان قد أشاد في أوقات سابقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووعد بتعزيز العلاقات مع موسكو في حال إنتخابه رئيساً للبلاد.
وسارع ترامب إلى إستغلال تسريبات "ويكيليكس" لمحاولة الحصول على أصوات مؤيدي ساندرز المستائين الذين يشعرون أنه حرم من فرصة الترشح.
وخاض ساندرز معركة ضد كلينتون إستمرت عاماً كاملاً في الإنتخابات التمهيدية. إلاّ أنها تمكنت من الحصول على عدد كاف من أصوات المندوبين لتضمن ترشيحها في مطلع حزيران/يونيو. لكن ساندرز لم يقر بهزيمته ولم يعلن تأييده لها حتى 12 تموز/يوليو، شريطة أن تقوم بإصلاح برنامجها الإنتخابي وإدخال تعديلات الجناح الليبرالي عليه.
هذا ومن المقرر أن يتم رسمياً إعلان كلينتون مرشحة للحزب الديمقراطي لإنتخابات الرئاسة خلال مؤتمر الحزب في فيلادلفيا الذي يبدأ اليوم وينتهي الخميس القادم. وتسعى هيلاري كلينتون إلى أن تصبح أول إمرأة تتولى الرئاسة في تاريخ أمريكا.
وأعرب الكثير من أنصار ساندرز، عن خيبة أملهم بشأن إختيار كلينتون للسناتور الديمقراطي "تيم كين" مرشحاً لمنصب نائب الرئيس، نظراً لأنه من اليسار الوسط، وزاد كشف "ويكيليكس" عن الرسائل الإلكترونية من إستيائهم.
يُذكر أن كين سبق أن شغل منصب حاكم ولاية فرجينيا خلال الفترة من 2006 وحتى 2010، والتي من المتوقع أن تكون ساحة حامية في الإنتخابات الرئاسية.
في هذه الأثناء كشف إستطلاع للرأي أن 75% من الأميركيين يعتقدون أن الخطاب الذي القاه ترامب مؤخراً أمام مؤتمر الحزب الجمهوري "إيجابي". وقد ركّز ترامب في هذا الخطاب على حماية الأمريكيين من التهديدات مثل الهجرة من أميركا اللاتينية والعمليات الإرهابية وجرائم العنف.