الوقت- كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن تعداد الشباب الذين ينحدرون من كوسوفو، وغيرها من البلدان المنخرطين في صفوف الجماعات الوهابية التكفيرية في سوريا والعراق هو كبير للغاية وذلك هو إثر المال والتعاليم الوهابية من الحكومة السعودية، وأضافت الصحيفة أنه حان للعالم بأسره أن يعرف بأن السعودية هي مربى الإرهاب في الدول السلمية في العالم.
وبدأ "نيكولاس كريستوف" مقاله في الصحيفة الأمريكية بالسؤال التالي: "ماهي البلدان الإسلامية التي شنت هجوماً ضد النصاري في القرن الخامس عشر والذين كانوا يحتفلون لإنتصاراتهم وقتلهم للنصارى؟ من هو البلد الذي قام بنصب تمثال لبيل كلينتون في عاصمته وأوجد افخم متجر لبيع الملابس بإسم هيلاري بيل كلينتون؟ من هو البلد الذي معظم مواطنيه من المسلمين وغادروا البلاد للإنضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي؟
وأجاب الكاتب إن الأجوبة عن هذه الأسئلة هي جمهورية كوسوفو، وهي بلد صغير في جنوب شرق أوروبا.
صحيفة نيويورك تايمز أضافت في تقريرها بالقول" أنه اذا وقع هجوم ارهابي من قبل المتطرفين المسلمين، نلاحظ على الفور أن الاتهامات تتجه نحو " تنظيم داعش" أو" تنظيم القاعدة "، ولكن قد نحتاج إلى النظر قليلا لنعرف أن بلداً السعودية هي أصل الإرهاب وأصل هذه التنظيمات ذات الفكر التكفيري.
وأضاف التقرير أنه وعلى مدى العقود الأخيرة، قامت السعودية بتأمين الأموال اللازمة لتعزيز الرجعية والتعصب في دين الإسلام في جميع أنحاء العالم باسم "الوهابية"، ومن الواضح أن هذا النوع من فهم الإسلام ساهم جداً بتربية الإرهابيين حيث أنه وبصرف النظر عن السعودية، فإن وجود نمط مماثل من هذا النوع في أي مكان في العالم الإسلامي لا يمكن العثور عليه، إلا في "البلقان" في شبه الجزيرة الكورية.
وأضاف المقال أنه وقبل بضع سنوات كانت كوسوفو و ألبانيا يسيران في خط الإعتدال والتسامح الديني وحرية الأديان والشاهد هو تثبيت تمثال كلينتون في كوسوفو، احترام لأمريكا ولبريطانيا، وذلك لأن هذين البلدين أوقفا إبادة الصرب في جمهورية كوسوفو في عام 1999 بحسب الصحيفة إن الكثير من الشباب من كوسوفو، اسمهم هو توني بلير.
وأردفت الصحيفة أنه وعلى مدى السنوات ال 17 الماضية، قامت السعودية ودول في الخليج الفارسي بإنتهاج نهج معين يقوم على بناء أمة جديدة في كوسوفو وألبانيا حيث أنها أرسلت المال لإذكاء ورعاية التطرف الديني.
وبينت الصحيفة أنه ونتيجة لهذه الأعمال التي قامت بها السعودية وبناءً على اعتراف حكومة كوسوفو، فإن 300 مواطن من كوسوفو على الأقل، غادروا البلاد للقتال في الحروب في سوريا والعراق منضمين إلى صفوف تنظيم داعش الإرهابي.
ونقلت الصحيفة عن "زهدي الحاج الزارع" إمام أقدم مسجد يعود عمره إلى أكثر من 430 عام في مدينة "بجا" في كوسوفو بالقول بأن السعودیة قد دمرت الإسلام ".
وأضاف الحاج نقلاً عن الصحيفة أن الكثير من رجال الدين المعتدلين في كوسوفو أطلقوا حملة بإسم"فولتاش" والتي تدعو بشدة إلى التوعية من أخطار الفكر الوهابي التكفيري الذي تقوم به السعودية.
حيث يقول رجال الدين هؤلاء إن الأموال التي تضخ من قبل السعودية والكويت وقطر والإمارات والبحرين لنشر الإسلام أدت إلى إنتشار الفكر الوهابي في صفوف الشباب وبشكل كبير مبينين أنه لم يعد هناك ما يمكنهم القيام به.
من جهة أخرى نقلت الصحيفة عن "ويسار دوريغي" الإمام السابق لمسجد كوسوفو الذي أصبح صحفياً يكتب عن تأثير التطرف والفكر الوهابي في البلاد بالقول "السعوديون مع أموالهم، غيروا من الإسلام الحقيقي في الكوسوفو الكثير".
وأضاف أنه هو نفسه وقع في مرحلة من المراحل في براثن هذه الفكر التكفيري الذي يؤدي إلى عملية غسل دماغ بالكامل حيث تقوم السعودية بطرح أفكارها ضمن قالب "الشريعة الإسلامية" ليتم طرحها بين أبناء كوسوفو البسطاء بينما في الواقع إن ما يتم طرحه ليس سوى نوع من أنواع اللإنسانية والوحشية المطلقة.
ونبهت الصحيفة إلى أن هذا ليس مشكلة كوسوفو وحسب مجرد، ولكن هذه المشکلة اليوم غدت مشكلة عالمية .
وأوضحت الصحيفة أن بصمة الشر والخبث التي تتمتع بها السعودية نشهدها اليوم بالفعل في باكستان، حيث نظام المدارس العامة هناك فظيع والسعوديون يقومون بتمويل الفجوة في هذه المدارس مؤسسين بذلك مدارس العلوم الدينية المتطرفة ذات الفكر الوهابي وذلك بتقديم التعليم والغذاء المجاني والمنح الدراسية الكاملة للطلاب لإغراء النخبة في باكستان.
يذكر أن الصحيفة في مقال سابق قالت إن الغرب فى كفاحه ضد الإرهاب فإنه يشن حربه ضد "داعش" ويمسك بأيدى طرف آخر للإرهاب وهو "السعودية"، مشيرة إلى أن الوهابية هى أصل الفكر المتطرف الذى يعتنقه إرهابيى داعش وغيرهم.