الوقت- استضاف مركز الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية الايرانية، ندوة بعنوان "ايران ومصر: الآفاق المستقبلية"، اليوم السبت 7 فبراير/شباط 2015 بالتعاون مع مؤسسة الأهرام المصرية.
وبحثت هذه الندوة مواضيع عدة أبرزها دور كل من مصر و الجمهورية الاسلامية الايرانية في تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط، وموضوع التطرف و التيارات التكفيرية ودور كل من الازهر وقم في محاربتها، وكذلك مجالات التعاون والتقارب بين ايران ومصر في المنطقة والعالم.
على هامش الندوة تحدث نائب وزير الخارجية الايرانية للشؤون العربية والافريقية امير عبداللهيان في مؤتمر مشترك مع مسؤولي مؤسسة الاهرام فی مرکز الدراسات السیاسیة والدولیة بوزارة الخارجیة أن ایران مستعدة ودون أي شروط لتطویر العلاقات الودیة مع مصر باعتبارها بلدا هاما ومؤثرا فی المنطقة.
واشار الی لقائه الاخیر بالرئیس المصري عبدالفتاح السیسي فی العاصمة ادیس أبابا وقال ان ایران ومصر من شأنهما ان یحققا المزید من التقارب بین الشعبین من خلال الحوار المشترك.
وتطرق الی سوء الفهم بین طهران والقاهرة وقال "لاشك أن البلدين قادران على فتح صفحة جدیدة فی العلاقات الثنائیة."
وقال انه کان لایران ومصر خلال العام الماضی تعاون جید فی مواضیع مختلفة بما فیها الارهاب وکذلك فیما یتعلق بالعراق وسوریا.
وشدد بالقول ان ایران تدین الارهاب بکافة أشکاله فی مصر مؤکدا أن "الشعب المصری معروف بحضارته وثقافته وایمانه وأن العملیات الارهابية وأعمال العنف لاتمت لهذا الشعب بأي صلة".
وأشار الی مشاکل مصر الداخلیة قائلا أن الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة تعتبر مواقف المعارضة فی مصر جزء من حقائق هذا البلد و"نحن نأمل بأن یمثل مجلس الشعب فی دورته القادمة کافة أبناء الشعب المصري وأن یخرج المجتمع المصري من حالة الانقسام التي يعاني منها".
معتبرا أن المعارضة بما تمثل هي من أصوات الشعب و لا يمكن اعتبار الاخوان المسلمين جماعة ارهابية. مضيفا أن الجمهورية الاسلامية الايرانية على ثقة بقدرة الشعب المصري بنخبه و تياراته الوطنية على اجتياز الأزمة التي تمر بها مصر.
وقال ان ایران ترحب بتوجهات الحکومة المصریة خاصة فیما یتعلق بتنمیة العلاقات مع کافة دول العالم بما فیها الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة .
لبنانيا، اعتبر عبداللهيان أن للحوار بين الأفرقاء اللبنانيين من 14 و 8 مارس/اذار صدى ايجابي لتخفيف الاحتقان الداخلي و تقريب وجهات النظر بين الفريقين و الذي من شأنه تحصين الساحة الداخلية اللبنانية التي تتأثر بأحداث المنطقة عموما و الأحداث السورية خصوصا.
واشار الی دور مصر فی التطورات الفلسطینیة وقال ان ایران تعتقد انه طالما لم یتم احقاق حقوق الشعب الفلسطینی فان القضیة الفلسطینیة ستبقی القضیة الاولی للعالم الاسلامي.
و في اشارته الى الدور الذي تلعبه الجمهورية الاسلامية الايرانية لدعم القضية الفلسطينية ذكر عبداللهيان بأن ايرن تثمن عاليا الجهود المصرية التي بذلت للوقوف بجانب الشعب الفلسطيني، و معتبرا أنه بكل صراحة فان الدول العربية لم تقف الى جانب القضية الفلسطينية كما يجب. مضيفا بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية على الرغم من الأثمان الباهظة التي تدفعها مقابل الوقوف الى جانب القضية الفلسطينية، فانها سوف تمضي بدعمها حتى تحرير فلسطين، و لو اضطر الأمر الى نقل تقنية صناعة الصواريخ الايرانية الى المقاومة الفلسطينية فان الجمهورية الاسلامية الايرانية لن تتردد للحظة، هذا ما لن تفعله أي دولة عربية ".
يشار الى أن ايران زودت المقاومة الفلسطينية على اعتراف قادة المقاومة، بصواريخ ايرانية استخدمها الفلسطينيون في حربهم الأخيرة على غزة و كان لها الأثر الواضح على مجرى الحرب، و رغم التغيرات التي حصلت في موقف بعض الفصائل الفلسطينية على اثر الأحداث في سوريا و المنطقة، الا أن الجمهورية الاسلامية الايرانية و من مبدأ اعتبار القضية الفلسطينية قضية مركزية فلم تغير من نهجها تجاه المقاومة الفلسطينية و أكدت على استمرارها في دعم القضية و المقاتلين الفلسطينيين بالمال و السلاح و الخبرات المطلوبة، و قد جاء اليوم تصريح عبد اللهيان ليؤكد على ثبات هذه القضية منذ قيام الثورة الاسلامية الايرانية الى اليوم و حتى تحرير فلسطين.
