الوقت - حول معركة الفلوجة و سيرها و ما يدور في فلكها من انتقادات للحشد الشعبي و الدور الإيراني و حول رأي أهل الأنبار والكوادر من سنة العراق في هذه المواضيع، كان لنا حوار مع الشيخ "فيصل العسافي" رئيس مجلس عشائر الأنبار و الذي جاء فيه:
الوقت: منذ بدء عملية تحرير الفلوجة يعمل البعض على إذكاء النعرات الطائفية في كل ما يخص هذه العملية العسكرية و خاصة بما يتعلق بمشاركة الحشد الشعبي في اقتحام المدينة علماً ان قادته حصروا مهمات الحشد في أطراف المدينة فقط و أعلنوا عن ذلك في غير مناسبة، ما الهدف من وراء هذا؟
الشيخ فيصل: "عندما بدأت العمليات العسكرية في محافظة الأنبار و في قضاء الفلوجة ذهب وفد من عشائر الأنبار من شخصيات و علماء دين و معتدلين و قاموا بزيارة لقيادات الحشد الشعبي و على رأسهم "هادي العامري"، و زاروا غرفة العمليات المشتركة و اطلعوا على العملية التي كانت دقيقة و كان الجميع حريصا على إنجاحها، و يجدر الإشارة أن العملية لا تضم فقط الحشد الشعبي بل تضم قطعات عسكرية متعددة و لها طابع عراقي بحت من جيش عراقي و قوات مكافحة الإرهاب و الشرطة الإتحادية و الشرطة المحلية و الحشد الشعبي كان مسانداً للعملية العسكرية."
و تابع قائلاً: "أما من يتحدث عن الحشد الشعبي و يزج اسمه في مسائل مستهجنة فهذا في إطار إفشال أي انجاز يشارك فيه الحشد، و ذلك خصوصاً بعد الإنجازات الكبيرة التي حققها الحشد في مناطق متعددة كديالى و صلاح الدين و بيجي و غيرها الكثير و بالسرعة القياسية لهذه الإنجازات التي راهن التحالف الدولي على تحريرها بعد عدة سنوات، لذا فهذه الأطراف الإقليمية إضافة لبعض الدول العربية ممن يحضن الدواعش يريدون تسويف إنتصارات الحشد و تضيع جهود و دماء الشهداء الزكية و الطاهرة، هذا أيضاً للتغطية على الجهد و الدعم الكبير الذي تقدمه الجمهورية الإيرانية للشعب العراقي من أسلحة و إمدادات في إطار محاربة الإرهاب و الحؤول دون السماح لإيران بالمساهمة بهكذا إنجاز خصوصاً أن كل الدول الجارة للعراق تخلت عنه لا بل باتت تدعم الإرهاب و تموله، كما يروج البعض لحضور قاسم سليماني في معركة الفلوجة و أنا أقول إن كان فعلاً يتواجد في المعركة فهذا شرف كبير للعراقيين و هو خير دليل على تضامن الإخوة و المسلمين في معركتهم ضد الإرهاب و هو الأمر الذي يجب أن يفعله الجميع لا أن يعيّبوا علينا هكذا أمر."
الوقت: لماذا يصرّ البعض و خصوصاً الدول العربية على استهجان فكرة حضور مستشارين إيرانيين و على رأسهم اللواء سليماني في المعركة ضد الإرهاب خصوصاً أن التقارير تقول بإيجابية و فعالية هذا الحضور و تسريعه لعملية دحر الإرهاب؟
الشيخ فيصل: "نحن بصريح العبارة نقول أن من هيأ لدخول داعش للعراق هم قطر و السعودية و تركيا و دول أخرى إضافة لما يسمى اليوم بالتحالف الدولي، فأدخلوا داعش إلى العراق فعاث خراباً و قتل ما قتل من أبناء المناطق الغربية خصوصاً ذات الأكثرية السنية، للأسف بتنا نتكلم بسنة و شيعة، و لكن هؤلاء لا يفرقون و الهدف من تسهيلهم للإرهاب هو لتفتيت وحدة العراق، و هو ضمن المشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي بات بعض الإعراب جزءاً من هذا اللوبي الإسرائيلي، إذ لا يريدون الامن و الإستقرار لبلداننا خدمة لإسرائيل و خوفاً عليها، فيشغلون العالم العربي بذاته و يعيثون خراباً لمصلحة إسرائيل عدو المسلمين و العالم العربي الأكبر، فنرى السعودية تدّعي حرصها."
وتابع: "أنظر إلى العراقيين تهجّروا و ذُبحوا و تشردت ملايين العوائل من بيوتها بسبب الإرهاب الذي غذته هذه الدول و لا تزال، و لكن الإنتصار سيكون حليف المظلوم و سيتحقق في النهاية و ستنكشف كل الخفايا و الأسرار، لذلك من يسعى لهكذا دمار و خراب دعماً للصهاينة طبعاً لن يعجبه مشاركة أي طرف إيراني او غيره في دحر الإرهاب و تطهير المناطق منه، المسألة ليست طائفية بحتة فانظر لأبناء الديانات الأخرى ماذا حلّ بهم من مسيحيين و إيزيديين و غيرهم كيف هُجّروا و سُبوا، المخطط أبعد من ذلك و هو استهداف للعراق ككل و الدول العربية المقاومة ككل خدمة للمشروع الأمريكي و الصهيوني، لذا نحن لا نكترث بما يروّجون له و سيكون الإنتصار على يد قواتنا العسكرية و على يد الحشد الشعبي المقدس و كل القوى المساندة و الداعمة لنا إن شاء الله."
الوقت: بإعتباركم أحد أعلام الطائفة السنية و الكوادر المعروفين في العراق و الأنبار خصوصاً، ما رأي الطائفة السنية في الداخل العراقي بالحشد الشعبي و بما يقوم به في العراق؟ و ما مدى شعبيته بين أبناء الطائفة السنية؟
الشيخ فيصل: "قبل كل شيء يجب أن نطرح السؤال التالي، من هو الحشد الشعبي؟
الحشد الشعبي هو أبناء العراق بالعموم من مواطنين مجاهدين لبوا نداء المرجعية بحمل السلاح و الدفاع عن أرضهم ضد الدواعش، و في الحشد الشعبي طوائف عدة و ليس مسلمين فقط بل هناك صابئة و مسيحيين و المندائيين و سنة و شيعة و غيرهم، فكلنا الحشد الشعبي و كلنا المقاومة ضد الإرهاب، إنما ما يُتحدث عنه في الإعلام و بعض التصريحات الفارغة هي مجرد دفاع عن إبنهم المسخ داعش الذي أدخلوه العراق و يدعمونه كل يوم، و إن من يهاجم الحشد الشعبي لا يعرف انه يتألف من كل بيت عراقي و هم محبطون بسبب فشلهم بتحقيق مشروعهم في العراق، إن هذا الحشد هو حشد مقدس، و سيبقى شوكة في حلقهم و عدو لهم لأنه يحرر المنطقة تلو الأخرى في العراق."
و تابع قائلاً: "ليس الحشد الشعبي فقط من يتعرض للإساءة، كلنا سمعنا هذه الأبواق تسمي الجيش العراقي بالجيش الصفوي و غيره من التسميات و هو الجيش الذي يضم كل أبناء العراق من البصرة و الموصل و الأنبار و كردستان و كل أطياف العراق، كيف لا نحترم جهود هؤلاء و نحن في شهر الصيام و هؤلاء الأبطال في ساحات الوغى يعطون دماء لكي يحررون الأرض و لكي نعيش بكرامة و يسقط منهم شهداء و هم صيام لكي نعيش نحن، كما أن بعض الأصوات الشاذة هي من داخل العراق من بقايا النظام و عملاء الأمريكيين الذي يتغذون على دماء العراق ويسرقون و ينهبون أمواله لرفاههم فمن الطبيعي أن تُشترى ذممهم لهكذا كلام، و لكن مصيرهم ان شاء لله هو مصير صدام لكونهم هم ممن ساهموا في إدخال داعش إلى العراق.
و أخيراً أقول أن الشعب العراقي هو شعب أبي مقاوم و حرّ لن يركع، اما انتم يا أذلاء فلتذهبوا لأسيادكم في واشنطن و الرياض و تبقون خدّام المال و عبّاد أذلاء."
أخيراً نود أن نسألكم عن دور بعض السفارات العربية و غيرها في العراق و تأثيرها على سير عمليات محاربة الإرهاب و زعزعة إستقرار العراق؟
الشيخ فيصل: "نحن نحترم كل السفارات المتواجدة في العراق، كلها دون استثناء، و لكن أي سفارة شعرنا أنها تسعى لزعزعة الأوضاع في العراق لا و لن نقبلها، مثلما فعلنا مع السفارة التركية، فعندما رأينا تركيا تتدخل في الشأن الداخلي العراقي و دخلت قواتها الحدود العراقية نزلنا بمظاهرات مليونية في ساحة التحرير لطرد السفير التركي وقتها، فنحن لا يهمنا أحد، نحن لدينا بعض المعلومات عن تحرك بعض السفارات و عملها على تأجيج الفتنة في العراق و لكن إذا ما تأكد ذلك سوف لن نقبل من رئيس الوزراء أقل من طرد السفير السعودي و إغلاق السفارة السعودية في العراق، و لن نسكن و نوقف مظاهراتنا قبل تحقيق هذه المطالب."