الوقت- حملة اعتقالات تشهدها بنغلادش في اطار عملية واسعة النطاق ضد المتطرفين، حيث أعلنت الشرطة البنغلادشية الاحد اعتقال 2100 شخص في محاولة لإيقاف المتورطين بأعمال قتل استهدفت على مدار الأشهر الماضية أفراداً من الأقليات والعلمانيين.
وكانت الشرطة اشارت السبت الى انها اعتقلت اكثر من 3100 شخص، ليصل عدد المعتقلين الاجمالي خلال عطلة نهاية الاسبوع الى اكثر من 5200، بحسب مساعد المفتش العام للشرطة شهيد الرحمن لوكالة فرانس برس.
وأفاد "شهيد رحمان" أن بين المعتقلين أعضاء في "جمعية مجاهدي بنغلاديش" المحظورة ، والمتهمة بقتل العشرات من الأقليات الدينية والمثقفين والمدافعين عن العلمانية، وأضاف "رحمان" بأن الشرطة ضبطت بحوزة المعتقلين مواد متفجرة وأسلحة ومخدرات.
وشهدت بنغلاديش نحو خمسين عملية قتل في ثلاث سنوات تبنى معظمها تنظيم الدولة الإسلامية أو فرع تنظيم القاعدة في جنوب آسيا، لكن حكومة الشيخة حسينة تتهم إسلاميين محليين بتلك العمليات وتنفي أي وجود لتنظيم الدولة أو للقاعدة في البلاد.
وتؤكد حكومة "الشيخة حسينة" التي تواجه ضغوطا متزايدة من المجتمع الدولي لوضع حد للعنف، وارتكاب هذه الجرائم، بان مقاتلي تنظيم "داعش" والقاعدة لا وجود لهم في اراضيها.
وقد طالت عمليات القتل الاسبوع الماضي كاهن هندوسي وصاحب متجر مسيحي الذين قتلا بالسواطير، كما قتلت زوجة شرطي في فرقة مكافحة الارهاب بالرصاص بعد تعرضها للطعن.
وكان مجهولون قد قتلوا يوم الجمعة الماضي موظفا في معبد هندوسي بالسواطير. وعلى خلفية هذه العملية، أعلنت الشرطة الأحد اعتقال "إمام يعمل بدوام جزئي" في منطقة بابنا بشمال غرب البلاد.
وإضافة إلى الاعتقالات، قالت الشرطة إنها صادرت نحو ألف دراجة نارية لأن هذا النوع من وسائل النقل يستخدم بانتظام خلال عمليات القتل لكونه يتيح للمنفذين الفرار بسرعة برفقة المتواطئين.
رئيسة وزراء بنغلادش أعلنت السبت في خطاب لها أن جميع القتلة سينالون جزائهم، وطلبت من الناس مساعدة قوات الأمن والشرطة في إلقاء القبض على المجرمين.
وكان الجهاز القضائي البنغالي قد حكم الشهر الماضي بالاعدام على "ماتير رحمان" الرئيس السابق "للجماعة الاسلامية"، على خلفية اتهامه بجرائم حرب إبان الحرب الأهلية 1971، وأفادت الوكالة الفرنسية للأنباء عن تنفيد الحكم بماتير رحمان البالغ من العمر 73 عاماً شنقا داخل زنزانته.
من جهتها اتهمت المعارضة الشرطة باغتنام العملية الواسعة ضد المسلحين المتطرفين من أجل اتخاذ اجراءات صارمة أيضا ضد المعارضين السياسيين، حيث صرح حزب القوميين البنغالي بأن الحكومة تهدف من وراء حملة الاعتقالات حذر الأحزاب المعارضة، وقال "فخرالدين علمجير" نائب رئيس الحزب القومي البنغالي أن الدولة بذريعة القضاء على المتطرفين، اعتقلت العشرات من الناشطين السياسيين.
دور اسرائيلي خفي
وكانت الدولة البنغالية قد ألمحت إلى دور للكيان الاسرائيلي في سلسلة الاغتيالات التي شهدتها البلاد، وقال وزير الداخلية في بنغلاديش "اسد الزمان خان"، إن الكيان الاسرائيلي له صلة بسلسلة الهجمات الأخيرة التي قتل فيها مدونون ملحدون، وأكاديميون، وأبناء أقليات دينية، وموظفو إغاثة أجانب البلاد.
وأضاف أن "عضوا من المعارضة بالبرلمان التقى عميلا بالمخابرات الاسرائيلية واستشعر أدلة على وجود "مؤامرة دولية" على بنغلاديش".
وكانت السلطات في بنغلاديش قد ألقت القبض على "اسلم شودري" العضو في البرلمان عن الحزب القومي المعارض بتهمة التحريض على العصيان والاجتماع بسياسي تابع للكيان الاسرائيلي خلال زيارة إلى الهند".
يذكر أن بنغلادش بلد اسلامي كبير بعدد سكان يفوق 150 مليون نسمة يقع في شرق أسيا، غالبية السكان من المسلمين، و8% من سكانه من الهندوس، وقد تعرضت الاقليات على مدار السنوات الثلاث الماضية إلى أعمال قتل طالت الأقليات الشيعية والصوفية والهندوسية والمسيحية والعلمانية.