الوقت - شهدت الساعات الاخيرة مجموعة من التطورات التي طغت على المشهد العراقي السياسي والامني، اهم هذه التطورات تمثلت بتحرير مدينة الرطبة بالكامل، فيما الإستعدادات تتحضر لتحرير الفلوجة والمناطق المحيطة بها. في المقلب الآخر شهدت مدينة بغداد تفجيرات وضعها محللون في خانة مساعي الجماعات الاجرامية ومن يديرها لتأخير تحرك الجيش العراقي والتشكيلات الشعبية المساندة في عملياتهم لتحرير الموصل. على خط آخر يواصل الجانب التركي اعتداءاته على القسم الكردستاني من العراق، فيما المطالب الشعبية في ازدياد لوضع حد لهذه الاعتداءات. اما سياسياً فحركة المطالبة بتغييرات جذرية في السلطات القضائية والتنفيذية والتشريعية لا زالت ماضية.
تحرير الرطبة، والتحضيرات لدخول الفلوجة
انبارياً، فقد أعلن الجيش العراقي والحشود الشعبية المساندة يوم الخميس عن تحرير قضاء الرطبة غربي محافظة الانبار بشكل كامل من سيطرة عناصر داعش، وقالت قيادة الجيش في بيان لها انه تم تحرير قضاء الرطبة بالكامل من قبل القطعات المشتركة المكونة من جهاز مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية والجيش العراقي وشرطة الانبار. البيان اضاف أن قوات الجيش رفعت العلم العراقي فوق المباني بعد تكبيد عناصر الاجرام خسائر بالأرواح والمعدات، عمليات تحرير الرطبة والتي بدأت الاثنين الماضي، اي قبل ثلاثة ايام من تحريرها، شارك فيها، قيادة الشرطة الاتحادية وقوات جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة 16 من الجيش العراقي وشرطة الانبار وبمشاركة الدبابات والمدفعية والهندسة العسكرية وقوات حرس الحدود والحشد العشائري وبإسناد من القوة الجوية وطيران الجيش العراقي.
في سياق متصل، اعلن قائد جهاز مكافحة الإرهاب عبد الغني الاسدي يوم الخميس عن ان الجهاز على استعداد كامل للمشاركة في معركة تحرير مدينتي الفلوجة والموصل من سيطرة تنظيم داعش الارهابي، وقال الاسدي في تصريح متلفز، ان جهاز مكافحة الإرهاب مستعد لخوض اية معركة ضد تنظيم داعش وفي أي منطقة من المناطق المتواجد فيها بالبلاد.
هذا وكشف القيادي في هيئة الحشد الشعبي كريم النوري، عن تقدم فصائل الحشد الشعبي باتجاه القائم وطريق طريبيل بعد تحرير قضاء الرطبة، وقال النوري، "فصائل الحشد الشعبي وضعت خططاً كاملة لانقاذ المواطنين واخراجهم الى اماكن امنة"، مؤكدا ان "فصائل الحشد الشعبي تتقدم باتجاه قضاء القائم وطريق طريبيل بعد تحرير قضاء الرطبة من تنظيم داعش الارهابي". واضاف، ان "الحشد الشعبي شارك في جميع العمليات حتى في عمليات الرطبة"، لافتا الى ان "الفصائل تستعد وبانتظار الاوامر لانطلاق معركة تحرير الكرمة".
على خط متصل، كشف القيادي في منظمة بدر المنضوية تحت هيئة الحشد الشعبي باسم السلامي، عن اطلاق 100 صاروخ "راجمة" باتجاه الفلوجة تمهيداً لتحريرها من عناصر داعش. وقال السلامي، ان "9 الوية من فصائل الحشد الشعبي مع قوات الرد السريع بدأت بالتقدم نحو مدينة الفلوجة من منطقة الحراريات ".
هذا وأعلنت خلية الاعلام الحربي، عن مقتل العشرات من "الارهابيين" بقصف جوي لطائرات F16 العراقية في الفلوجة، وقالت الخلية في بيان، إنه "استناداً لمعلومات هيئة استخبارات قيادة العمليات المشتركة، وجهت صقور القوة الجوية بطائرات F16 ضربة جوية دقيقة لأوكار عصابات داعش الإرهابي اسفرت عن مقتل العشرات من الارهابيين في الفلوجة".
تهنئة سياسية وعودة النازحين
بعد تسلسل اخبار تحرير المناطق من عناصر الفكر الاجرامي، أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين عن استقبال الطائرة الخامسة للعوائل العائدة الى ارض الوطن في مطار بغداد الدولي والتي تحمل على متنها اكثر من (92) شخصا عائداً الى أرض الوطن الليلة الماضية على نفقة الوزارة. يذكر ان وزارة الهجرة والمهجرين استقبلت العام الماضي ثلاث طائرات تقل على متنها عوائل عائدة من الخارج وعلى نفقة الوزارة.
هذا وهنأ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الشعب العراقي بتحرير الرطبة معتبراً ان فتوى السيد السيستاني كانت الدافع الأكبر لتحقيق هذه الانتصارات، وأكد أن القضاء على داعش بات وشيكًا، لاسيما بعد تحرير قضاء "الرطبة" جنوب غربي الأنبار من قبضة عناصر داعش. في السياق ذاته، اعتبر العبادي أن محاربة الإرهاب يمثل أولوية للحكومة العراقية رغم التحديات التي تواجهها، مُتعهدًا باستكمال عمليات التحرير وإعادة النازحين.
استمرار الخرق التركي للأجواء العراقية... وانفجارات في بغداد لعرقلة تقدم الجيش العراقي
جددت الطائرات الحربية التركية خرقها للأجواء العراقية في إقليم كردستان، وقصفت عدداً من المناطق في محافظة دهوك. ومن بين القرى التي طالها الإعتداء التركي، هي قرى رشافا، جبل الهول، سيلسيلا، جبل ماتينال، قرية قومريان التابعة لقضاء آميدية.
وذكر موقع الاتحاد الوطني الكردستاني أن "القصف أسفر عن خسائر مادية جسيمة بالمنطقة، دون وقوع خسائر بشرية".
على خط آخر، افاد مصدر في قيادة عمليات بغداد، بأن عمليات بغداد بصدد تنفيذ خطة امنية جديدة لحماية العاصمة من السيارات المفخخة والانتحاريين، مشيرا الى انها تتوقع ازدياد تلك الهجمات قبيل الهجوم على الفلوجة.
هذا وأعلنت خلية الإعلام الحربي، عن اعتقال الخلايا المسؤولة عن الهجمات "الإرهابية" التي استهدفت عددا من مناطق بغداد مؤخرا، مشيرة إلى أن أعضاء الخلايا اعترفوا بتنفيذ تلك العمليات. وقالت الخلية، إن "الأجهزة الاستخبارية في وزارة الداخلية - استخبارات ومكافحة إرهاب بغداد خلية الصقور الاستخبارية - استنفرت في ملاحقة الخلايا التي نفذت العمليات الإرهابية في بغداد".
وأضافت أنه "ومن خلال عمليات استخبارية ومتابعة دقيقة تمكنت من الوصول إلى أعضاء هذه الخلايا الإرهابية وتم إلقاء القبض عليهم واعترفوا بتنفيذ العمليات الإرهابية في الحسينية وعلوة الرشيد والنهروان واستهداف الزائرين في منطقة الدورة وسوق عريبة بتاريخ 11 أيار2016 وكذلك معمل الغاز في التاجي وسوق الـ4000 في منطقة الشعب وساحة 55 في مدينة الصدر في 18 أيار".
هذا وتشير المعلومات الى وجود تحضيرات جديدة لدى خلايا داعش الإرهابية لتنفيذ المزيد من الهجمات في بغداد، لصرف الأنظار عن عملية تحرير الفلوجة المرتقبة".