الوقت- اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز دعم الولايات المتحدة للمبادرات الدبلوماسية السورية، يعكس تغير وجهات النظر حيال كيفية إنهاء الحرب في سوريا، وتراجع الغرب بهدوء عن مطالبه بشأن تنحي الرئيس الأسد عن السلطة.
وكانت الإدارة الأمريكية تؤكد دوماً على أن الحل السياسي الدائم يتطلب رحيل الأسد، لكنها اخفقت في ظل مواجهة الجمود العسكري والمتشددين الإسلاميين والأزمة الإنسانية الأسوأ من نوعها على مستوى العالم،بدأت امريكا لاخفاء فشل سياستها العدوانية تتستر بتأييد الجهود الدبلوماسية الدولية التي من الممكن أن تقود إلى تغيير تدريجي في سوريا.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن "هذا التحول يأتي مصحوباً بتحركات أمريكية أخرى يفسرها أنصار ومعارضو الأسد على حد سواء بأنها دليل على اقتناع واشنطن بأنه في حالة إطاحة الأسد لن يكون هناك رادع للفوضى والتطرف المتصاعد".
ويجري حالياً تدريب وتجهيز المسلحین السوريين من قبل الولايات المتحدة، لكن بهدف محاربة تنظيم داعش في الوقت الراهن، وليس الحكومة السورية.
ترحيب أمريكي بالمبادرة الأممية
ولفت تقرير الصحيفة إلى أن "الولايات المتحدة ودولاً أخرى أعلنت حالياً ترحيبها بمبادرات إحداهما مقدمة من الأمم المتحدة، والأخرى من روسيا، تؤجل أي محاولة لإحياء محادثات جنيف التي دعت إلى نقل السلطة بشكل كامل إلى (هيئة تدير المرحلة الانتقالية)".
وكانت محادثات جنيف الأخيرة باءت بالفشل قبل عام، وسط خلاف عنيف حول ما إذا كانت هذه الهيئة ستضم الرئيس الأسد بين أعضائها.
وأشارت الصحيفة إلى أن مبادرة الأمم المتحدة تدور حول تجميد القتال على الأرض، بداية في مدينة حلب ذات الأهمية الاستراتيجية.
وتهدف المبادرة الروسية، إلى إجراء محادثات بين أطراف الصراع في موسكو أواخر شهر يناير (كانون الثاني) الجاري.
وأفاد دبلوماسيون وأشخاص مطلعون أن المبادرة الروسية تطرح فكرة تقاسم السلطة بين النظام السوري وبعض شخصيات المعارضة، وإجراء انتخابات برلمانية قبل أي تغيير محتمل في الرئاسة.
لكن المقترحات الدبلوماسية تواجه تحديات خطيرة، بحسب الصحيفة، حيث تعتمد على زعيم دولة متداعية تدعمه قوى أجنبية وتحاصره قوة متطرفة متنامية وفعالة تريد بناء دولة خلافة.
وبحسب الصحيفة، فإن العديد من الحلفاء الأمريكيين في المعارضة السورية يرفضون هذه الخطط،لعدم وجود ما يدل على أن الأسد أو حلفاءه الرئيسيين - روسيا وإيران- يشعرون بالحاجة لتقديم أي تنازلات.
الجيش "الحر" بوضع حرج
ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش السوري الحر المدعوم من قبل الولايات المتحدة يواجه وضعاً لا يحسد عليه في شمال سوريا، حيث كان أحد أهم معاقله، في حين يختلف المسلحون فيما بينهم حول الاستراتيجية العسكرية والسياسية التي ينبغي اتباعها.
