الوقت ـ بعد أن تكشفت للعالم حقيقة الدعم الغربي للجماعات الارهابية والتكفيرية في المنطقة والذي تضمن ارسال السلاح والأموال الى هذه الجماعات، تسعى الدول الغربية في الوقت الحاضر وعلى رأسها أميركا الى إتخاد جملة من التدابير بهدف التغطية على هذا الدعم المفضوح من خلال إثارة معارك جانبية يمكن الاشارة الى ابرزها على النحو التالي:
- قيام اسرائيل بشن هجمات جوية على مناطق في سوريا بين الحين والآخر والتي كان آخرها الهجوم الذي استهدف قوات حزب الله في القنيطرة وأدى الى استشهاد عدد من قادته بينهم نجل الشهيد عماد مغنية.
- السعي الحثيث لبثّ الفرقة بين الفصائل العراقية سياسياً وعسكرياً من خلال تزويد بعضها بالمال والسلاح لاسيما الفصائل المحسوبة على الوسط السني وبعض العشائر تحت ذريعة مواجهة الارهاب.
- عرقلة اي مسعى للتوصل الى حل سلمي للازمة السورية ومن بينها المشروع الذي طرحته روسيا مؤخراً لعقد محادثات سورية - سورية لغرض ايجاد تسوية لهذه الازمة.
- القيام بتحركات مشبوهة من قبل بعض الجماعات الارهابية من أجل بث الرعب والتخويف من الاسلام كما يحدث الآن في نيجيريا على يد جماعة "بوكو حرام" التي تستهدف المدنيين العزل وما اعقبه من امتناع نيجيريا عن التصويت في مجلس الامن الدولي لصالح تشكيل الدولة الفلسطينية المستقلة نتيجة الضغوط الاسرائيلية والامريكية.
- عقد اجتماعات متعددة هنا وهناك على غرار ما حصل باجتماع "إصدقاء سوريا" من اجل توفير غطاء للجماعات الارهابية كالاجتماع المقرر عقده قريباً في لندن وتحت ذريعة محاربة الارهاب.
ويعتقد المراقبون أن محاولات أمريكا وحلفائها لمواجهة الجماعات الإرهابية والتكفيرية ومنها "داعش" و"جبهة النصرة" ليست حقيقية وإنما تهدف إلى بث الفرقة والخلاف بين شعوب ودول المنطقة، واصفين ما يسمى بالائتلاف الدولي لمحاربة الارهاب بأنه مزيف ولا فاعلية ووجود له سوى على الورق وهو يهدف في الواقع الى تحقيق أهداف سياسية وإعلامية تصب لصالح هذا الائتلاف ومشروعه الاستعماري في المنطقة.
ووصف هؤلاء المراقبون عمليات انزال الاسلحة للجماعات الارهابية في المناطق المحتلة من قبل داعش في العراق، بانها سلسلة حلقات متواصلة تکشف عدم مصداقية الائتلاف الدولي في مکافحة الارهاب، وكذلك يعتقدون بأن العمليات التي تنفذها الجماعات الارهابية والتكفيرية والتي تتم بالتعاون والتخطيط مع اميركا واسرائيل وحلفائهما الاقليميين تهدف الى إكمال الاجراءات الأسرائيلية الرامية الی استخدام الارهاب بهدف ايجاد منطقة عازلة علی حدود فلسطين الشمالية.
ويخطأ من يتصور أن الدول الغربية وعلى رأسها اميركا يمكن أن تفعل شيئاً ذا جدوى لمواجهة الارهاب، بعد أن أثبتت الحقائق أن جميع مزاعم هذه الدول هي مجرد ذرائع واهية لحماية وتوسيع مصالحها في المنطقة، وبينت أن التنظيمات التي أُنشئت في دوائر المخابرات الغربية، وخصوصاً البريطانية والأمريكية وبتعاون كامل مع الدوائر الصهيونية ما هي الا وسيلة للتدخل في شؤون المنطقة لغرض تمزيق دولها والهيمنة على مقدراتها ونهب ثرواتها.
وفي وقت سابق أقر الأمين العام للأمم المتحدة بتعاون اسرائيل مع الجماعات التكفيرية والإرهابية في المنطقة لكن دون تسمية هذه الجماعات والهدف واضح طبعاً وهو محاولة قلب صورة حقيقة هذا التعاون الذي يتم بدعم من الغرب وبعض حكومات المنطقة.
وتتصور اسرائيل وحلفاؤها بأنهم سيستفيدون من هذه الأوضاع لكن الحقيقة إن هذا الأمر عزز من تلاحم محور المقاومة وهو ما بدى واضحاً من خلال الانتصارات التي حققتها قوات الجيش والقوات الشعبية ضد الجماعات الارهابية خصوصاً في العراق وسوريا.
ورغم الدعم الاستخباري والتسليحي والمالي المقدم للزمر الارهابية فإن عملية التدمير الکامل لهذه الزمر مستمرة وبسرعة بفضل تعاون قوى المقاومة فيما بينها ودعم الجمهورية الاسلامية لها لاستعادة الامن والاستقرار في المنطقة. وقد أثبتت التجارب ان المقاومة سترد بقوة وبحزم علی الممارسات الارهابية الاسرائيلية في الوقت والمکان اللذين تختارهما.
ويعتقد المراقبون أن الارهاب الذي ترعاه بعض الدول الغربية ومعها بعض انظمة المنطقة يتم التغاضي عنه دولياً لأسباب سياسية مريبة، بسبب المعايير المزدوجة التي تتعامل بها المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لأمور تتعلق بالسياسة الأمريكية واستراتيجيتها الإرهابية، ولعل أبرزها بالإضافة إلى حروبها وغزواتها، التغطية على إسرائيل الرمز الأكبر للإرهاب في العالم من خلال الاستخدام غير المشروع للقوة أوالتهديد باستخدامها، لإلحاق الأذى والضرر بالآخرين، وهذا الأمر يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين.
إذاً، هذا الإرهاب سيبقى مستمراً طالما هناك دعم أميركي غربي وتواطؤ إقليمي على شعوب المنطقة وطالما هناك إعتماد لسياسة إزدواجية المعايير. فأمريكا التي صنعت أو شاركت في صنع الجماعات الارهابية هي الداعم المطلق لإسرائيل وهي ليست في موقع أخلاقي يؤهلها لقيادة تحالف دولي ضد الارهاب إلاّ أن يكون هذا التحالف قد أُوجد للدفاع عن مصالحها على حساب المنطقة وذريعة لإعادة احتلالها من جديد ولهذا فإن من حق شعوب ودول المنطقة ان تشكك في نوايا هذا التحالف وتتخذ الاجراءات اللازمة لمواجهتها.