الوقت - لا يزال الكثير من الإقتصاديين يصنفون الصين على أنها دولة نامية، لكن الحقيقة إن أيّ شخص له إهتمام بعالم التكنولوجيا يعرف جيداً بأن هذا البلد يعد بمثابة مصنع كبير لتزويد العالم بالأفكار والمنتجات العلمية الجديدة. ليس هذا فحسب؛ بل يمكن القول إن الصين تعد الآن البوابة الأولى لدخول عالم تكنولوجيا المعلومات وتحديداً عالم الهاتف المحمول "الموبايل".
فخلال المؤتمر العالمي للإنترنت الذي أقيم مؤخراً في العاصمة الصينية بكين تحت شعار "الإبتكار" أعلن المدير التنفيذي لشركة "تسلا" الصينية لصناعة السيارات الإلكترونية بأن شركته ستطرح قريباً منتجات جديدة في الأسواق من شأنها أن تساهم في توسيع نطاق السيارات الإلكترونية وجعلها في متناول الجميع.
فالصين في الحقيقة لا تفكر فقط برفع مستوى الإنتاج وزيادة حجمه وتحسين فرص العمل لشعبها، بل تسعى إلى أن تكون المحرك الأساس الذي يأخذ على عاتقه نقل تكنولوجيا الإختراعات والإبتكارات الجديدة إلى الأجيال القادمة.
ووفقاً لأحدث الإحصائيات، يمتلك 58 % من سكان الصين البالغ عددهم أكثر من مليار و350 مليون نسمة، هواتف ذكية، ويشكل الشباب الجزء الأكبر من هذه النسبة. وتشير هذه الإحصائيات إلى أن إستخدام الهواتف الذكية يتزايد بشكل مذهل في البلاد إلى درجة أن القطاع التجاري الذي ينشط في هذا المجال بات يلعب دوراً مهماً في تغيير حياة الصينيين وجعلها أكثر سهولة من أيّ وقت مضى. وتسبب هذا الأمر بخلق حالة من التنافس الشديد في سوق الهواتف المحمولة في داخل البلاد وخارجها خاصة مع المنتجات الأمريكية في هذا المجال.
والمثير للإهتمام إن المدير العام لشركة إتش تي سي (HTC) المتخصصة في مجال الإتصالات عن بعد، أعلن خلال المؤتمر العالمي للإنترنت في بكين أن الصين ستدخل هذا العام (2016) في عصر ما بعد الهاتف المحمول، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيحدث ثورة حقيقية في عالم الإنترنت، وسيشمل ذلك جميع الأجهزة المستخدمة في هذا المضمار سواء في مجال التعليم أو في مجال الألعاب الإلكترونية.
من جانبه أكد ممثل شركة شاومي (Xiaomi) الصينية المتخصصة في مجال صناعة أجهزة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية إن شركته تمكنت من إنتاج طائرات من دون طيار وساعات ذكية وأجهزة أخرى يتم التحكم بها عن بعد.
وأقيم على هامش المؤتمر العالمي للإنترنت معرضٌ للأدوات المنزلية المزودة بتقنيات الذكاء الإصطناعي، والأجهزة الذكية المجهزة بتقنية الواي - فاي (WiFi)*، بالإضافة إلى الروبوتات الذكية، والتي تؤكد جميعها بأن الصين باتت تلعب دوراً هامّاً في تطوير التكنولوجيات الحديثة وهي تخوض الآن منافسة شديدة مع الشركات الكبرى في العالم، من بينها "سامسونج" اليابانية و"أبل" الأمريكية و "موتورولا" المتخصصة بالهواتف الذكية وشاشات هواتف " Droid" غير القابلة للكسر.
في الختام ينبغي القول بأن الحكومة الصينية قد كرّست جهودها العلمية منذ عدّة سنوات لتطوير تقنيات الهواتف الذكية، وأصبح الحديث عن الإنتقال إلى عصر ما بعد الهواتف المحمولة أمراً طبيعياً وليس ضرباً من الخيال أو مجرد شعار.
* واي-فاي (WiFi) مصطلح يستخدم لتعريف التقنيات التي تقوم عليها معظم الشبكات اللاسلكية (WLAN) التي تستخدم موجات الراديو لتبادل المعلومات بدلاً من الأسلاك والكوابل. كما أنها قادرة على إختراق الجدران والحواجز، وذات سرعة عالية في نقل وإستقبال البيانات تصل إلى 54 Mbps.