الوقت- كتب السفير الامريكي السابق في افغانستان والعراق والمندوب الامريكي الاسبق في الامم المتحدة "زلماي خليل زاد" الذي يعتبر من الشخصيات السياسية الامريكية المعروفة، مقالا في موقع بوليتيكو الخبري قال فيه ان تعاون امريكا مع ايران في العراق هو الشرط اللازم لخروج العراق من الأزمة السياسية الحالية.
وقال "خليل زاد" في هذا المقال: ان الزمن الان بات مناسبا لحوار جدي مع ايران حول العراق، ان الفوضى في بغداد ادت الى اقتحام البرلمان العراقي على يد مؤدي مقتدى الصدر وهذا يضر بالحرب ضد داعش ويضعف الاقتصاد العراقي ويسرع انهيار العراق ومن دون وجود تنسيق بين امريكا وايران والمرجعية الدينية المتمثلة بالسيد "السيستاني" فان العملية السياسية في العراق معرضة للانهيار بالكامل وهذا يفتح الباب امام احتلال داعش لقسم من العراق بشكل دائمي وعمليات باقي الجماعات الارهابية.
ومن اجل منع حدوث هذه الامور تحتاج واشنطن بشكل جدي مساعدة طهران فايران لديها ايضا اسباب تجعلها مهتمة بالحفاظ على الاستقرار في العراق لأنها لاتريد ان تخسر الاحزاب الشيعية الموالية لها مواقعها في السلطة كما ان هناك الان منافسة قوية بين الاحزاب الشيعية واننا نرى الان ان آية الله السيستاني الذي كان قد دعم "حيدر العبادي" قبل تسلمه منصب رئاسة الوزراء يدعم حاليا بقوة مطالب الشباب العراقيين لاجراء الاصلاحات من قبل الحكومة.
ان السيد "السيستاني" قد كرر مطالباته بمكافحة الفساد وتحسين الخدمات وعندما تراجع عن دعمه لحيدر العبادي اصبح الطريق مفتوحا امام "مقتدى الصدر" لقيادة المطالبين بالاصلاحات وقد تهجم الصدر على المجلس الاعلى الاسلامي الذي يقوده "عمار الحكيم" ورئيس الوزراء السابق "نوري المالكي" ومنظمة بدر وحاول ان يتزعم تيار الاصلاحات، وعندما طالبت كل من واشنطن وطهران بتسوية ومصالحة بين الاحزاب السياسية وبقاء "حيدر العبادي" وتشكيل حكومة يشارك فيها مختلف الاحزاب رفض "مقتدى الصدر" هذه التسوية وهاجم انصاره مبنى البرلمان وطالبوا بتشكيل حكومة تكنوقراط.
واذا لم يتم حل هذه الازمة فيمكن للصدر ان يعلن تشكيل حكومة مؤقتة والتي لها تبعات كبيرة فهذه القضية ستحرف انظار القوات المسلحة والامنية العراقية عن الحرب ضد داعش نحو حرب السلطة والازمة في بغداد كما تشجع الاكراد على البحث عن مصالحهم بشكل مستقل عن الحكومة المركزية في بغداد، ومن جهة اخرى يمكن ان يشهد الجيش العراقي انقساما ويدخل العسكريون والمسلحون الموالون لكل فريق في حرب داخلية.
وهناك سيناريو آخر يمكن ان يؤدي الى تشكيل حكومة انتقالية وهو حدوث انقلاب عسكري لكن هذا الامر يبدو مستبعدا، ان تدخل العسكريين في السياسة الداخلية سيضر حتما بالحرب ضد داعش ويضعف القدرة على مواجهة الرغبات الانفصالية للاكراد.
اما افضل حل ممكن هو مصالحة سياسية يدعمها "مقتدى الصدر" ويمكن ان تؤدي الى قيام حكومة ائتلافية اصلاحية ويمكن للحكومة الائتلافية الجديدة ان تضع جدولا معقولا للاصلاحات وحتى للانتخابات البرلمانية وهذه مسألة يمكن ان تدعمها امريكا وايران و"آية الله السيستاني".
ان مثل هذه المصالحة تعزز مكانة "مقتدى الصدر" دون حصوله على انتصار كامل ويمكن ان يبقى "العبادي" في منصبه ايضا كما يمكن لحكومة ائتلافية جديدة ان تمنع انفصال كردستان عن العراق.
ويضيف "خليل زاد": هناك عاملان ضروريان لحصول مثل هذا الاتفاق والمصالحة اولهما تأييد "السيد السيستاني" لها والذي سيؤدي الى زيادة اهمية الدور الايراني في العراق لحصول هذا الاتفاق، اما العامل الثاني فهو الحوار والتعاون بين امريكا وايران من جديد، ان واشنطن وطهران يجب ان تكونا راغبتين في حل سريع للأزمة السياسية في بغداد وعلى امريكا وايران ان تعملا معا لايجاد مصالحة سياسية فورية بين الاحزاب السياسية العراقية ورئيس الوزراء كما على امريكا ان تجري المشاورات اللازمة مع السعودية وتركيا لأنه في غير هذه الحالة ستسعى الرياض وانقرة الى تشديد الازمة في العراق لإضعاف الشيعة في العراق والمنطقة. ويختم "خليل زاد" قائلا: علينا ان نرى الان هل يمكن لآية الله السيستاني وامريكا وايران ان يتعاونوا فيما بينهم ويتعاملوا مع المسؤولين العراقيين؟