الوقت- تعتبر فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل، الحدث السنوي العالمي الأول لتطوير طاقة المستقبل ويقام هذا الحدث في الامارات العربية المتحدة تحت رعاية الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس التنفيذي. ويستضيف الحدث صناع قرارات وسياسيين ومستثمرين وخبراء و وسائل اعلام من جميع أنحاء العالم بهدف اكتشاف واستيعاب التحديات والفرص الناشئة عن الطاقة المتجددة. ويشارك في المؤتمر الذي سيعقد على هامش أسبوع الاستدامة، نحو 150 رئيس دولة وحكومة، و نحو 110 منظمات دولية، بحضور حوالي 30 ألف مشارك . الحدث الاهم في هذا الحدث التاريخي والذي سرق اضواء المؤتمر، مشاركة رئيس الجمهورية المصري عبد الفتاح السيسي. فما هي اهداف هذه المشاركة؟
السيسي في الامارات
تعد زيارة رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، الزيارة الرسمية الأولى إلى دولة الإمارات حيث يشارك في القمة العالمية لطاقة المستقبل يومي 18 و19 من شهر كانون الثاني الجاري. ويعتبر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف، ان زيارة السيسي إلى الدولة تشكل مناسبة لتسجيل تقدير وامتنان مصر للمواقف الداعمة والمساندة التي ابدتها دولة الإمارات قيادة وشعبا إزاء مصر، ووقوفهم بجانبها في أعقاب ثورة 30 تموز.
ويوضح السفير أن العلاقات بين البلدين الشقيقين تتميز بالخصوصية والرسوخ الشديد، حيث تحتل الإمارات منزلة خاصة في قلوب المصريين، وأضاف أن "الشعب المصري لا ينسى المواقف التاريخية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تجاه مصر وشعبها، والتي كانت تنم عن حكمة وإيمان عميق بضرورة التضامن العربي، وتضافر الجهود بين أبناء الأمتين العربية والإسلامية للإسهام في إعلاء شأنهما على المستوى الدولي وإزالة الشوائب التي علقت بهما".
زيارة السيسي الى الامارات لاقت ترحيبا اماراتيا كبيرا، فقد تناولت وسائل الإعلام الإماراتية زيارة الرئيس المصرى باهتمام كبير، وأفردت صحيفة الاتحاد الإماراتية مساحات كبيرة لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الرسمية الأولى للإمارات، حيث خصصت ملفا من 12 صفحة بعنوان "الدار دارك يا سيسى"، مستعرضة فيه دور مصر والإمارات على مختلف الأصعدة في الوطن العربي.
قراءات في زيارة السيسي الى الامارات
زيارة السيسي الى الامارات، تهدف الى تقدير وامتنان مصر للجهود الاماراتية نتيجة لدعمها حكومة السيسي الجديدة على كافة الأصعدة. و لكن قراءة تحليلية مبسطة تبرز اهدافا بعيدة جزئيا عن مجرد شكر و امتنان. فلا شك ان الرئيس المصري يهدف من مشاركته و خطابه امام رؤساء الدول و الجمعيات الى جذب المجتمع الدولي للانصات الى الصوت المصري الجديد. محاولا بذلك رسم خطط تحدد مسارات علاقات مفتوحة بين دولته والدول المشاركة.
الزيارة المصرية تهدف ايضا الى حث المجتمع الدولي على المشاركة في المؤتمر الاقتصادي المصري في 13 اذار المقبل، سعيا للحصول على استثمارات عالمية تنعش الاقتصاد المصري و تنقذه من المشاكل الاقتصادية التي تسيطر على بلاد الفراعنة في الوقت الحالي.
و لا شك ان مشروع قرار رئيس الجمهورية بشأن تخصيص قطعة أرض بمساحة 518 فدان بمدينة القاهرة الجديدة، لصالح مشروع إنشاء مدينة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان هدف اخر من اهداف الزيارة. المشروع الذي وضع رغبة من دولة الإمارات في تعزيز أواصر التعاون فيما بينها وبين الجمهورية المصرية، وتنفيذا لإرادة الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان بالتبرع بتشييد مشروع سكني للشباب من حملة الشهادات الجامعية و يتكون المشروع من وحدات سكنية تتراوح مساحتها بين90 و 120 متر مربع لكل وحدة سكنية ومرافق عامة.
و بنظرة تفصيلية للزيارة المصرية الى الامارات، يظهر بوضوح ان مشروع القرار، الذي وافق عليه مجلس الوزراء بشان انشاء مدينة الشيخ خليفة ال نهيان، من الاولويات التي تستخدمها مصر لتشجيع الامارات على زيادة استثماراتها على الاراضي المصرية للهروب من الوضع الاقتصادي الحالي.
هدف اخر يمكن استنباطه من الزيارة المصرية، يتعلق بالاخوان المسلمين. ولا يخفى على احد خوف السيسي ان يستفيد الاخوان من الحالة الاقتصادية الغير مستقرة للسعي من جديد للوصول الى الزعامة المصرية، و بما ان التوجه المصري يوافق التوجهات الاماراتية و الكويتية من هذا الملف، لا شك ان الرئيس المصري سيستفيد من المؤتمر لجلب مساعدات اقتصادية قطعا للطريق التي يسلكها الاخوان للوصول الى الحكم من جديد.
الزيارة المصرية و المشاركة في المؤتمر اذن، تعبق برائحة اهداف اقتصادية و اجتماعية و سياسية كثيرة و الواضح ان التشكر المصري للامارات ليس الهدف الوحيد من خطاب السيسي. فهل تصدق التنبؤات؟ الجواب في الايام المقبلة يكشفه كلام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في خطابه المنتظر.