الوقت- في الشهر الاخير من العام المنصرم، أي قبل نحو شهر تقريباً، نشر النائب وليد جنبلاط عبر "تويتر" صورة تجمعه بالسفير الاميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان قائلا انه تحدث مع صديقه "العظيم" "عن لا شيء وفي كل شيء". واذا كان الشق الثاني من العبارة هو الأوضح فربما كان يخفي الشق الاول امتعاضًا من أشياء سمعها الزعيم الدرزي وفضل التعامل معها في الوقت الراهن على انها "لا شيء "..
ونقلاً عن ديبلوماسي غربي، فإن جنبلاط سمع من "جيف" أشياء وأشياء أوقعته في حيرة من أمره، منها التحول في الموقف الاميركي من النظام السوري، الذي "اثبت قوته وقدرته على الصمود"، وكيف أن واشنطن لم يعد يعنيها اسقاط بشار الاسد في سوريا، وهي لا تعمل على ذلك في الوقت الحاضر، و تريد انهاء "داعش" وإبعاد خطره عن المنطقة، ولذلك فهي تصب كل جهدها من أجل هذه الغاية، ولكنها تريد في الوقت نفسه أن يُنهك تنظيم "داعش" النظام السوري، أو بمعنى آخر "لندع "داعش" تفعل ما عجزنا عن فعله ".
ينقل الديبلوماسي أن "جيف" استفاض في الحديث عن مبرارات الانفتاح الاميركي على ايران، قائلاً أن مصلحة بلاده تقتضي التفاوض مع الايراني والتواصل معه بعدما أثبت قوته في المنطقة، فضلاً عن وجود مصالح اقتصادية وسياسية مستقبليه .
وليس من خلال الموضوع الايراني فحسب، وانما في مسألة النظرة الاميركية لـ "حزب الله" يمكن تلمس تغيير السياسية الاميركية في المنطقة عموماً ولبنان خصوصاً. فأميركا التي يقول فيلتمان أنها مع الشيعة والاكراد في العراق لم يعد من أولوياتها مواجهة "حزب الله " ، ولو أنها ما زالت تعتبره، وعلى حد تعبير فيلتمان، العدو والخصم، وعلى أنه تنظيم ارهابي، لكن في المقابل هو عامل استقرار في لبنان ويجب التواصل معه، في حين اثبتت قوى 14 آذار، ووفق ما يقوله فيلتمان ايضاً، فشلها في إدارة ملفها السياسي لأسباب كثيرة .
وفي سياق الحديث استعرض الجانبان مسيرة الرئيس سعد الحريري السياسية وكيف أنه لم يستطع الحفاظ على شعبية والده، وهو لغاية اليوم غير قادر على ادارة تياره السياسي بالشكل المطلوب .