الوقت ـ ضمن مسلسل الصراع الدائر بين المجموعات التكفيرية والارهابية التي تقاتل في سوريا، اعلن مايسمی بـ «الجيش الحر» حربه ضد تكفيريي مايعرف بـ «جيش الاسلام».
وتاتي هذه الصراعات الطاحنة بين الارهابيين في سوريا بسبب الهزائم الساحقة التي تلحق بهم علی يد الجيش السوري الباسل في شتی المناطق والجبهات التي يتواجدون فيها.
ومنذ اكثر من ثلاثة اعوام وبالتحديد بعد تشكيل الجماعات الارهابية المسلحة في سوريا عبر دعم قطري وسعودي ودعم لوجستي واستخباري تركي، لغرض اسقاط النظام السوري الی يومنا هذا، جرت العديد من المعارك الطاحنة بين هذه المجموعات الارهابية كان ابرزها المعارك التي جرت بين جماعة «النصرة» وتنظيم «داعش» الارهابي، ما ادت الی مقتل الآلاف من الطرفين.
واخيرا نشرت مختلف وسائل الاعلام من ضمنها قناة «الميادين» تقارير تتحدث عن بدء معارك جديدة هذه المرة بين تكفيري جيش الاسلام وجيش الامة والجيش الحر، حيث اتت هذه المعارك بعد إعلان انحلال مايعرف بجيش الامة من قبل جيش الاسلام. حيث اعلن مايسمى بجيش الحر حربه الرسمية علی جيش الاسلام، متوعدا الاخير بالهلاك و معلنا اذا لم يوقف جيش الاسلام بقيادة «زهران علوش» هجماته تجاه جيش الامة في دوما، فانه سيشن حربا واسعة ضده لا تتوقف هذه الحرب الا بعد مقتل جميع عناصر اتباع زهران علوش.
تری، ماهي الاسباب التي ادت الی اشتداد القتال بين المجموعات الارهابية في سوريا بالرغم من إدعاء كل من هذه المجوعات بان هدفها هو اسقاط النظام السوري وتشكيل نظام جديد في سوريا؟
ثمة من يقول أن المجموعات الارهابية في سوريا اصبحت محبطة ومصابة بحجم كبير من الیأس بسبب انهيار جميع آمالها التي رسمتها لنفسها في بداية الامر والتي كان علی رأس تلك الآمال اسقاط النظام السوري خلال فترة قصيرة بفضل عشرات المليارات من الدولارات التي حصلت علیها من قبل دور محور الانبطاح العربي.
الیوم الحكومة السورية استعادة زمام المبادرة بشكل كامل واصبحت الامور الداخلية في سوريا شبه مستقرة، حيث ادت هذه القضايا الی ان يتمكن الجيش السوري الباسل من قتال المجموعات الارهابية بتفوق كبير، وملحقا بها خسائر فادحة، ادت الی اشتداد القتال بینها.
وقبل المعارك الاخيرة التي جرت بين جيش الاسلام وجيش الامة، كانت معارك اخری قد جرت بين هاتين المجموعتين في الغوطة الشرقية ادت الی هلاك العديد من عناصر المجموعتين. حيث اتهمت مجموعة جيش الاسلام خلال هذه المعارك، ارهابيي جيش الامة بـ«الافساد في الارض»، مما ادت هذه الخلافات الی عمليات خاطفة من قبل جيش الاسلام ضد جيش الامة، كان حصيلتها مقتل العديد من الطرفين.
ولم تكن المعارك التي طرأت اخيرا بين مايعرف ب الجيش الحر وجيش الاسلام وجيش الامة هي الوحيدة التي تجري حالیا بين الجماعات الارهابية في سوريا، بل هنالك العشرات من المعارك الدائرة بين المئات من المجموعات الارهابية التي تقاتل علی الساحة السورية.
هذه المعارك قد ادت الی انهيار البنية القتالیة للجماعات الارهابية واضعافها، وبالنتيجة ادت الی التسريع في انتصارات الجيش السوري والحاق الهزيمة بالمجموعات الارهابية واحدة تلو الاخری.
وبالرغم من استمرار المساعدات المالیة والعسكرية من قبل الدول الغربية والعربية تجاه المجموعات الارهابية في سوريا، لكن المعلومات الواردة من جبهات القتال تؤكد ان حجم هذه المساعدات قد انخفض بشكل كبير في الآونة الاخيرة بسبب افلاس سجل المجموعات الارهابية من اي انتصارات علی الجيش السوري الباسل.
كما يعتقد الكثير انه في حال وفاة الملك السعودي بسبب اشتداد مرضه في الايام الاخيرة، سيسبب الضعف لدی المجموعات الارهابية في سوريا، بسبب انخفاض حجم المساعدات المالیة التي تحصل علیها من السعودية.
إذا وبعيدا عن جميع الشعارات يمكن القول بان العالم بدأ يشهد الايام الاخيرة من حياة المجموعات الارهابية السورية واصبح انتصار الجيش السوري علی الارهاب قاب قوسين او ادنی.
لا شك ان تطهير سوريا من كافة عناصر الارهاب لازال يحتاج الی فترة من الزمن، حيث ان الجيش السوري اكتسب قوة قتالیة قل ماعرفها طوال تاريخه الماضي، وهذه الخبرة الواسعة من القتال التي حصل علیها، جعلته حصنا منيعا لحفظ امن واستقرار سوريا في مواجهة اعدائها. واخيرا نقول ان الهزائم المريرة التي بدأت تلحق بالمجموعات الارهابية، ساعدت كثيرا علی اشتداد القتال بين هذه المجموعات، حيث اصبحت كل مجموعة ترمي المجموعة الاخری بشتی الاتهامات بانها هي المسؤولة عن الفشل الذي لحق بجبهة المعارضين للنظام السوري.
لاشك ان انخفاض المساعدات الاقليمية والغربية لارهابيين في سوريا وانتصارات الجيش السوري عليهم بالاضافة الی اشتداد حدة القتال فيما بينهم في سوريا، سيؤدي في القريب العاجل الی هزيمة الارهاب في هذا البلد.