الوقت- وسط تصاعد الاتهامات الامريكية لايران بدعم الارهاب وما شابه ذلك، تؤكد الانباء الواصلة من العراق مرة اخرى ضلوع القوات الامريكية في عمليات دعم تنظيم داعش والارهابيين الآخرين بالاسلحة والمعدات، فقد نقلت وكالات الانباء في العراق قبل يومين خبرا جاء فيه ان عددا من منتسبي الشرطة العراقية في منطقة جزيرة حديثة بمحافظة الانبار اكدوا مشاهدتهم لطائرة أمريكية تلقي أسلحة وعتادا لمسلحي داعش في بادية الجزيرة غربي الانبار وقالوا أن الطائرة قامت بالتشويش على أجهزة الرادار التابعة لمقرهم وطالبوا رئيس الوزراء "حيدر العبادي" بوضع حد لهذه المهزلة.
وقال المنتسبون في شريط فيديو مصور إن هناك طائرة أمريكية شوهدت في الساعة الرابعة فجراً من يوم الجمعة في منطقة جزيرة حديثة بمحافظة الانبار وهي تلقي مساعدات لمسلحي داعش من أسلحة وأعتدة.
وأضافوا أن "الطائرة عمدت إلى تشويش اجهزة الرادار لدى فوج الشرطة العراقية المرابط في جزيرة حديثة لمنع الاتصال بين المنتسبين ومقر الفوج"، مبينين أنه "بعد دقائق قدمت عجلة لمجاميع داعش الإجرامية وقامت بنقل الأسلحة الى الاماكن التي يسيطرون عليها".
وطالب المنتسبون وزير الداخلية "محمد الغبان" بزيارة المنطقة والوقوف على معاناة المنتسبين الذين كلما حاصروا مجرمي داعش، قدمت الطائرات الأمريكية لمساعدتهم.
وتؤكد المصادر العراقية ان الطائرات الأمريكية عمدت في كثير من الأحيان إلى إنزال مساعدات عسكرية لمسلحي داعش المحاصرين من قبل القوات الأمنية العراقية ومقاتلي الحشد الشعبي في العديد من مناطق العمليات، فضلا عن قيام طائرات التحالف بقصف متعمد للقوات العسكرية العراقية في صلاح الدين والانبار وديالى استشهد على اثرها العشرات من منتسبي الاجهزة الامنية العراقية وقوات الحشد الشعبي.
وتضاف هذه الانباء الى حقائق تم نشرها خلال السنين الماضية عن دعم حلفاء امريكا مثل تركيا والسعودية لتنظيم داعش وباقي الجماعات الارهابية مثل جبهة النصرة في سوريا والعراق، ولولا وجود الدعم التسليحي واللوجستي والاستخباراتي والمالي لامريكا وحلفائها لما استطاعت الجماعات الارهابية المسلحة ان تقاوم جيوشا ودولا وتوسع رقعة انتشارها في العراق وسوريا وتكسر حلقة محاصرتها في الكثير من المعارك الجارية في هذين البلدين.
ان الاتهامات الامريكية لايران والجهات الاخرى بدعم الارهاب والتي جاءت مؤخرا ايضا على لسان وزير الخارجية الامريكي "جون كيري" يمكن حقيقة وصفها بالوقحة لأن "كيري" وباقي المسؤولين الامريكيين والغربيين واتباع الغرب في المنطقة يريدون لشعوب هذه المنطقة ان يضعوا عقولهم وعيونهم واسماعهم جانبا ويصدقوا فقط البروباغاندا الامريكية ويروا الحقائق مقلوبة ويعتبروا ايران وحزب الله والعراق وسوريا الذين هم الان في وسط معركة ضروسة ومفتوحة على مصراعيها مع الارهاب، دولا وجهات ارهابية ويصدقوا بأن امريكا وحلفائها الغربيين واتباعهم في المنطقة هم من يحاربون الارهاب ويعادونه وكأن داعش والارهابيين السلفيين التكفيريين القتلة في تنظيم القاعدة وجبهة النصرة لم يأتوا من المدارس الدينية التي ينشرها اصدقاء امريكا واتباعها في المنطقة.
وتأتي الادعاءات الامريكية الواهية والمتكررة بمكافحة الارهاب في وقت لم يؤمن حتى حلفاء امريكا الغربيون بهذه الادعاءات وها هو جهاز المعلومات في الجيش البريطاني قد كشف ان السي اي ايه لازالت ترسل آلاف الاطنان من الاسلحة لتنظيم القاعدة وباقي الجماعات الارهابية المسلحة في سوريا.
ان الفضيحة الامريكية الاخيرة بالقاء السلاح والعتاد على مواقع لجماعة داعش المحاصرين في العراق تثبت مرة اخرى ان واشنطن ولندن هما سبب كل آلام الشعب العراقي منذ البداية حتى الان فهؤلاء هم من دعموا نظام صدام وتسببوا بحرق النسل والحرث في العراق على يد نظام البعث البائد ومن ثم احتلوا العراق بعد تدميره بالكامل وجلبوا الارهابيين من شذاذ الآفاق الى العراق ليعيثوا في الارض فسادا ولولا الهبة الشعبية في العراق بأمر من المرجعية الدينية وبدعم من ايران لكان العراق وربما بلدان اخرى في المنطقة هم اليوم تحت احتلال الجماعات الارهابية.
واخيرا يجب القول ان عدم الثقة بالامريكيين والوقوف بوجه كل مخططاتهم ومقترحاتهم في العراق والاعتماد على الذات والوحدة بين القوات المسلحة العراقية والجيش الشعبي ونبذ كافة الخلافات هو الطريق الوحيد امام العراقيين للتغلب على الارهاب والمؤامرات الخارجية.