الوقت- كشف السفير الايراني لدى الكويت عن طلب تقدم به من حكومة آل صباح للقيام بوساطة بين ايران والسعودية، موضحاً في مقابلة له مع احدى الصحف الايرانية أن سفارة بلاده في الكويت تبذل جهوداً واسعة لدفع الأخيرة نحو الوساطة بين طهران والرياض.
وأوضح السفير علي رضا عنايتي في مقابلة أجراها مع صحيفة "دنياي الاقتصاد" الايرانية، أن حكومة طهران طرحت على الحكومة الكويتية أن ترعى وساطة ايرانية سعودية من ناحية، وسعودية قطرية من ناحية أخرى، رغم أن الرياض تسعى للتقليل دائماً من حجم العلاقات بين ايران والسعودية في السنوات الأخيرة، وخصوصاً بعد تولي الشيخ حسن روحاني رئاسة البلاد.
وفي معرض اشارته الى الدور الفاعل الذي تلعبه الكويت في ملفات المنطقة قال عنايتي: يمكن للكويت أن تلعب دوراً ايجابياً وفاعلاً في تعزيز العلاقات بين ايران والسعودية.
وتابع قائلاً: وصلت العلاقات بين ايران والسعودية عام 1971 الى الصفر تقريباً بسبب الأزمة النفطية بين الدول العربية أعضاء اوبك والقوى الغربية، في ذلك الحين وخلافاً لقرارات الدول الأعضاء في أوبك، العربية وغير العربية، لم تكتف ايران في عدم الالتزام بوقف تصدير النفط الى الغرب، بل زادات من حجم انتاجها النفطي الى الضعف مما أدى الى افشال المشروع العربي في مواجهة القوى الغربية التي تحمي الكيان الصهيوني، كما أن شاه ايران استمر في نهجه المعادى للدول العربية انذاك.
وأضاف السفير الايراني: لم يدم الخلاف السياسي بسبب تعنت شاه ايران طويلاً، وقد عادت العلاقات الى سابق عهدها بعد أربع سنوات، وتحديداً بعد وفاة الملك فيصل عام 1975.
وقال السفير عنايتي: نرى حالياً أن العلاقات بين السعودية وايران عادت الى مرحلتها الضبابية، ولكن لأسباب عكسية هذه المرة، فالجمهورية الاسلامية الايرانية تعتبر من أهم وأكثر الدول حمايةً لفسلطين، ولذلك يفرض الغرب العقوبات المتتالية عليها، موضحاً أن السعودية قامت بخفض مستوى علاقاتها بشكل كبير مع ايران، بسبب النفوذ والقدرة الايرانية التي نتجت بشكل أساسي عن ثبات طهران في حمايتها للقضية الفلسطينية.
في الختام أكد السفير الايراني لدى الكويت أن قطع العلاقات بين طهران والرياض لاقى ترحيباً لافتاً من القوى الغربية،لا بل أصبح رمزاً لنجاح سياسة أمريكا وبريطانيا في المنطقة، وأضاف:" لذلك لا أرى فرص لتعزيز العلاقات بين طهران والرياض في المستقبل القريب، كما أن جهود التيار الاصلاحي في ايران لتعزيزالعلاقات مع السعودية لن تصل الى نتيجة".