الوقت- وقعت الهجمات الارهابية الاخيرة في باكستان وخاصة تفجير لاهور في بنجاب بعد ان هنأ الرئيس الباكستاني "ممنون حسين" ورئيس الوزراء "نواز شريف" مسيحيي باكستان بمناسبة حلول عيد الفصح وبعدما قرر البرلمان الباكستاني اضافة عيد الفصح وعيد "هولي" للهندوس الى العطلات الرسمية في البلاد في وقت يشكل المسلمون الغالبية العظمى للشعب الباكستاني.
وقد استهدف تفجير لاهور المسيحيين وادى الى مقتل 74 شخصا وجرح اكثر من 300 آخرين واعلنت جماعة الاحرار مسؤوليتها عن الهجوم وعلى الاثر شن الجيش الباكستاني عملية واسعة في مختلف مناطق ولاية بنجاب واعتقل اكثر من 400 من المشتبه بهم كما الغى رئيس الوزراء نواز شريف زيارته الى واشنطن والتي كان من المقرر ان يلتقي خلالها وعلى هامش المؤتمر الدولي للأمن النووي برئيس الوزراء الهندي ايضا.
وقد اظهرت هذه العمليات الارهابية ان الارهابيين يستطيعون تنفيذ عمليات في مناطق باكستان المختلفة ولا توجد قوة تردعهم لكن هناك قضية هامة يجب الاشارة اليها ايضا وهي ان العاصمة الباكستانية اسلام آباد شهدت بالتزامن مع هجوم لاهور مراسم في ذكرى الاربعين لاعدام "ممتاز قادري" وهو قاتل محافظ اقليم بنجاب السابق "لياقت باغ" وقد استطاع المتظاهرون المشاركون في هذه المراسم اغلاق الطرق المؤدية الى مبنى البرلمان الباكستاني ومن ثم تجمع هؤلاء انفسهم امام مبنى البرلمان بعدما دخلوا "المنطقة الحمراء" في اسلام آباد ، والقت الشرطة الباكستانية حتى الان القبض على 600 شخص من المحتجين الذين احرقوا الحافلات في اسلام آباد وراولبندي.
وكانت الحكومة الهندية ايضا قد اعلنت ضلوع باكستانيين في الهجوم الذي تعرضت له مؤخرا قاعدة بتان كوت الجوية الهندية في ولاية بنجاب وأدى الى مقتل 7 عسكريين هنود وعلى الاثر قامت السلطات الباكستانية باعتقال "مولانا مسعود اظهر" زعيم جماعة "جيش محمد" و12 آخرين من اعضاء هذه الجماعة الارهابية.
ان استمرار مثل هذه العمليات الارهابية في باكستان يدل على فشل السلطات الباكستانية والجيش الباكستاني في مكافحة الارهاب وان الجيش الباكستاني الذي يعتبر نفسه من الجيوش القوية في العالم لم يستطع حتى الان التغلب على الجماعات الارهابية التي تصر على تنفيذ عملياتها الدامية حتى وصل الامر الى ظهور بوادر تغلغل تنظيم داعش ايضا في باكستان.
وربما يمكن القول ان الاحداث الاخيرة في باكستان تأتي في سياق الحرب والمواجهة الجارية بين طالبان و"نواز شريف" بعد عدم عقد مفاوضات السلام الرباعية في اسلام آباد كما كان مقررا، وقد اعلن المكتب التمثيلي لطالبان في قطر ان زعيم طالبان "ملا اختر منصور" لم يسمح لأي فئة من طالبان بالمشاركة في مفاوضات السلام تلك.
وتؤكد جماعة طالبان انها مستعدة للتفاوض مع الحكومة الافغانية فقط في حال اطلاق سراح سجناء هذه الجماعة وخروج القوات الاجنبية من افغانستان واخراج اسم طالبان من قائمة الجماعات الارهابية، ونظرا الى هذه الشروط التي تصر عليها طالبان يبدو انه لايمكن تصور مستقبل جيد لمفاوضات السلام الافغانية خاصة اذا علمنا ان طالبان باتت منقسمة الى عدة جماعات وان هذه الجماعات نفذت العديد من العمليات في افغانستان وباكستان ووترت الاجواء هناك.
وقد اقترح رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيش الامريكي الجنرال "جوزف دانفورد" مؤخرا على الرئيس الامريكي "باراك اوباما" زيادة عدد القوات الامريكية في افغانستان واستمرار تواجد هذه القوات هناك بذريعة تزايد هجمات طالبان، وفي مجمل الاحوال فإن "نواز شريف" مجبر على مواجهة الجماعات الارهابية في داخل باكستان من جهة وترغيب طالبان على التفاوض من جهة أخرى لكي يستطيع انقاذ باكستان من أزمتها الراهنة.