الوقت- في تصريحات تبرهن عدم الادراك بالكامل للدور التركي في المنطقة ، قال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل أن تركيا القوية هي قوة للقدس وفلسطين، وأن تركيا الديمقراطية، والنهضة، والتقدم، والاستقرار، قوة للمسلمين جميعا.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مشاركته بصفته ضيفا في المؤتمر الخامس لحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم في ولاية قونيا، بحضور رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو وأضاف مشعل "كما حمت تركيا القدس والأقصى طيلة مئات السنوات من تاريخها المجيد، فإننا مستبشرون أنكم مع شعب فلسطين، ومع الأمة العربية والإسلامية، وسنحقق معا تحرير فلسطين والقدس والأقصى بإذن الله ".
وأضاف مشعل "شرف لنا أن تستضيفنا تركيا وأن يستضيفنا حزبها الرائد في مؤتمراته بالأمس في إسطنبول، واليوم في قونيا، وغدا بإذن الله سنستضيفكم في مؤتمراتنا بساحات الأقصى" ، وتفيد المعلومات الواردة ان اوغلو عقد بعد ذلك جلسة مباحثات مغلقة مع مشعل استمرت 4 ساعات ونصف ولم تتسرب أية معلومات عن فحوى اللقاء .
ولم يعد خافيا ان تركيا كانت تتبع دوما سياسة احياء الامبراطورية التركية بشكل قوي في العالم الاسلامي الآن وقد قامت تركيا بدمج هذه السياسة مع سياسة الديمقراطية الغربية الزائفة التي تبحث عن الشرعية في العلاقات مع امريكا والغرب والتطبيع مع اسرائيل والسعي الى الانضمام للاتحاد الاوروبي والانضمام كذلك الى حلف الناتو .
وقد استغل المسؤولون الاتراك اصوات الشعب التركي وقاموا ببناء عثمانية جديدة في سياساتهم الخارجية لكنهم في الداخل يقومون بقمع المعارضين ويتبعون نظرية المؤامرة والتضييق على المعارضين بغية تنفيذ السياسات الديكتاتورية دون وجود معارضة .
وكانت القضية الفلسطينية وحصار غزة وعزل حماس احدى منصات القفز الرئيسية للمسؤولين الاتراك في العالم الاسلامي لفرض قيادتهم واستغلال هذا الموضوع كرافعة سياسية لهم .
ولم يكن هناك مناصرون لقادة حركة حماس قبل الثورات العربية سوى ايران وسوريا وحزب الله لكن هؤلاء القادة قد توجهوا نحو ايجاد حلفاء لهم في العالم الاسلامي والعربي بعد الثورات العربية بيد انهم ارتكبوا هنا خطأين تاريخيين كبيرين أولهما عدم الأخذ بالحسبان لسرعة التغييرات في الشرق الاوسط والاعتقاد بان الامور قد حسمت وان الاخوان المسلمين في مصر وتونس سيبقون في الحكم ابدا ولذلك عمد قادة حماس الى وضع الثقة بالاشارات الصادرة عن قطر وتركيا وعمدوا الى نقل مكتبهم السياسي من دمشق الى القاهرة والدوحة واتخاذ موقف عدواني تجاه النظام السوري واعلان التضامن مع الجماعات السورية الارهابية المعارضة .
اما الخطأ الثاني لحماس هو عدم الاكتراث بالعلاقات الوثيقة جدا لقطر وتركيا بالغرب وحتى اسرائيل والدخول في صداقة سريعة معهما والاعلان انه يليق باردوغان ان يكون زعيما للعالم الاسلامي بعد تلقي جرعات من الدعم التركي وكذلك فرش البساط الأحمر تحت اقدام حمد بن خليفة آل ثاني امير قطر السابق .
وهذا في وقت ثبت للعالم أجمع من هو الصديق الحقيقي للمقاومة الفلسطينية في حرب الخمسين يوما أو الحروب التي وقعت قبلها وفي المقابل من هم الذين يستغلون القضية الفلسطينية المحورية في العالم الاسلامي من أجل فرض قيادتهم على العالم الاسلامي .
ولايمكن التكهن بما دار في اللقاء الذي دام 4 ساعات ونصف بين خالد مشعل ووزير الخارجية التركي لكن تصريحات مشعل تدل ان حماس لازالت تعتبر تركيا صديقة وفية وجديرة بالثقة وذلك في حين دعمت تركيا تنظيم داعش ولوثت سمعة المقاومة الاسلامية في المنطقة الى الأبد وسعت الى قلب نظام الحكم في سوريا والذي كان يعتبر صديق حماس الاول واعلنت الحرب على النظام السوري في حين حافظت على علاقاتها السياسية مع اسرائيل وتحالفها الاستراتيجي العسكري والسياسي مع امريكا وحلف الناتو وهي تتحرك خلافا لهدف المقاومة في تحرير القدس .
زاغي