الوقت- شهدت القضية الفلسطينية مظلومية كبرى على مرّ العقود السبعة الأخيرة، من رضوخ عالمي و تواطؤ عربي على الشعب الأعزل و الشقيق، الشعب الفلسطيني، و ارتكبت بحقه أبشع الجرائم و المجازر الجماعية، دون أن ينبث العالم ببنت شفة، و لكن هذا ليس العامل الوحيد الذي دفع الصهاينة بالإقدام على جرائمهم المتوالية و المستمرة الى يومنا هذا، بل الايديولوجيا و العقيدة الفكرية لهؤلاء المعتدين هي كانت و لا زالت المحرض الأول، فما هي هذه العقيدة و كيف تتقاطع مع الفكر الوهابي و مشتقاته التكفيرية.
الحاخام الأكبر لإسرائيل يصدر فتوى بقتل كل فلسطيني يحمل سكينا
نقلت المواقع العبرية ومنها الإذاعة الإسرائيلية العامة، عن "إسحاق يوسف" الذي يعد كبير حاخامات اليهود الشرقيين "السفارديم"، قوله خلال محاضرة دينية أمام تلاميذه الليلة الماضية "إن الشريعة اليهودية تسمح بقتل أي فلسطيني يحمل سكينا، بل إنها تعتبر ذلك فريضة"، كما دعا الصهاينة الى عدم الانصات لرئيس هيئة الأركان "ايزنكوت" الذي اعتبر أنه لا يحبذ افراغ جندي صهيوني مشط سلاحه كاملاً بفتاة تحمل مقصاُ مثلاً، و طلب "يوسف" من الصهاينة أن يقدموا على ذلك دون تردد و لا يخافوا من عواقب ذلك و من أن الفلسطني يعتبر مدنياً أو غيره.
الحاخامية العسكرية تاريخ طويل من فتاوى استباحة الدم الفلسطيني
تمثل الحاخامية العسكرية المرجعية الدينية التي ترجع لها مؤسسات الكيان الصهيوني العسكرية، و هي التي تضع الحدود المسموح بها من أخلاقيات القتال و قواعده الدينية في الحروب العسكرية.
فمثلاً الحرب التي شنت على غزة بعد أسر الجندي في جيش الاحتلال "جلعاد شاليط" كان بايعاز من هذه المؤسسة الدينية، و بالتحديد من الحاخام الأكبر الذي يعتبر رأس هذه المؤسسة.
هذا و في عام 1999 وزعت الحاخامية العسكرية على الجنود، فتوى أصدرها الحاخام "شلومو افنير" مدير مدرسة "عطيرات كوهنيم" المتطرفة في القدس المحتلة، توجب على الجنود التعامل مع المدنيين الفلسطينيين بنفس الصورة التي أوجبها التوراة على اليهود في تعاملهم مع قوم "علقيم"، بقيادة "شمشوم" أي بقتل الأطفال والنساء، وحتى الدواب، بدون تمييز أو رحمة، بحسب الفتوى التي ذكرتها احدى الصحف الدينية اليهودية و باعتبار أن الفلسطنيين أجانب على أرضهم و يشكلون تهديداً على الصهاينة.
هذا و يجدر الذكر أن هذه الفتاوى ليست وحيدة، فعلی طول امتداد القضية الفلسطينية شهدنا فتاوى متطرفة كثيرة شبيه بهذه، صرح بها حاخامات صهاينة متطرفين، و كان ذكرنا لهذا المثل على سبيل الذكر لا الحصر.
الفتاوى التكفيرية و الأخيرة الصهيونية وجهان لعملة واحدة
اذا ما دققنا بكلامات الفتاوى الأخيرة للحاخامات الصهاينة و التعابير التي استعملت فيها اضافة للنتائج التي قد تنتج عنها، نراها متطابقة تماماً مع المنطق التكفيري المتشدد الذي يسود دول المنطقة اليوم و ينتشر فيها على شكل تنظيمات ارهابية متعددة.
فالمنطق التكفيري المستوحى من وهابية "محمد بن عبد الوهاب" لا يقبل بالرأي الآخر و يستبيح دم و عرض و مال الآخرين من كافة الديانات و المذاهب و يجيز قتلهم و الاستيلاء على آراضيهم و أموالهم و هتك اعراضهم دون رحمة أو تردد.
أين شهدنا هذا أيضاً؟؟
العدوان السعودي على اليمن و المنطق الوهابي الذي يحكم السعودية ألا يشبه بمنطقه و أفعاله و فتاويه ما ذكرناه أعلاه، دون ذكر أي مثال أو توضيح فالجواب هو نعم، ففتاوى علماء الوهابية في السعودية و قنواتهم التلفزيونية متطابقة تماماً مع تلك التكفيرية كفتاوى مشايخ داعش و غيرها.
و أفعال السعودية و تطبيقها لهذه الفتاوى في الداخل السعودي أو في عدوانها على اليمن يتطابق تماماً مع الاجرام الداعشي في العراق و سوريا و أيضاً يتطابق تماماً مع إجرام الصهاينة في غزة و لبنان و غيرها.
التشابه الفكري و العملي بات ظاهر تماماً و واضح بين هؤلاء الثلاثة، فمتى نرى هذا الحلف يطفو على السطح و يصبح حلفاً علنياً امام الملأ؟